تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع الميم

صفحة 464 - الجزء 17

  فلينمٍ»⁣(⁣١) أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَنْ يقْرَأَ كأَنَّه صارَ به عُجْمَةٌ.

  وِالعَجْمُ، بالفتح وسكونِ الجيمِ: أَصْلُ الذَّنَبِ.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: مِثْلُ العَجْبِ وهو العُصْعُصُ، ويُضَمُّ.

  وزَعَمَ اللّحْيانيُّ: أَنَّ مِيمَهما بَدَلٌ من باءِ عَجْبٍ وعُجْبٍ.

  وِالعَجْمُ: صِغارُ الإبِلِ وفتاياها.

  قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: بَناتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ مِن عُجومِ الإبِلِ، فإذا أَثْنَتْ فهي مِن جِلَّتِها.

  للذَّكَرِ والأُنْثَى، ج عُجومٌ، بالضمِّ.

  وِالعَجَمُ، بالتّحريك، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهريُّ وأَوْرَده المبرِّدُ في الكَامِلِ، وكغُرابٍ أَيضاً: نوى كلِّ شيءٍ مِن تَمْرٍ ونَبقٍ وغيرِهِما، الواحِدَةُ عَجَمَةٌ مثْلُ قَصَبٍ وقَصَبةٍ.

  قالَ يَعْقوبُ: والعامَّةُ تقولُ: عَجْمٌ بالتَّسْكينِ، قالَ رُؤْبَة ووصَفَ أُتُناً:

  في أَرْبَعَ مِثْل عُجامِ القَسْبِ

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: العَجَمَةُ حَبَّةُ العِنَبِ حتى تَنْبُتَ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: والصَّحِيحُ الأَوَّل، وكلُّ ما كانَ في جَوْفِ مأْكولٍ كالزَّبيبِ وما أَشْبَهه عَجَمٌ، قالَ أبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَتْلَفاً:

  مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشّمْسُ تَصْهرُه ... كأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ⁣(⁣٢)

  كما في الصِّحاحِ.

  قالَ الرَّاغِبُ: سُمِّي به إمَّا لاسْتِتارِهِ في ثَنْي ما فيه، وإمَّا بما أُخْفِيَ مِن أَجْزائِه بضَغْطِ المَضْغِ، أَو لأَنَّه أُدْخِلَ في الفَمِ في حالِ العَضِّ عليه فأُخْفِي.

  وِعَجَمَهُ يَعْجُمه عَجْماً وِعُجوماً: عَضَّه شَدِيداً بالأَضْراسِ دونَ الثَّنايا، قالَ النَّابَغةُ:

  وِظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوق مُنْقَبِضاً⁣(⁣٣)

  أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وهو يُقاتِلُه. ويقالُ: عَضَّه ليَعْلَم صَلَابَتَه من خَوَرِه.

  أَو عَجَمَه إذا لاكَه للأَكْلِ: أَو لِلخبْرَةِ.

  وكانوا يَعْجُمُون القِدْح بينَ الضِّرْسَيْن إذا كانَ مَعْروفاً بالفوْزِ ليُؤثِّروا فيه أَثَراً يَعْرفُونَه به.

  وِعَجَمَ فُلاناً: رازَهُ، على المَثَلِ.

  وِخَطَبَ الحجَّاجُ يوماً فقالَ: إنَّ أميرَ المُؤْمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً فوَجَدَني أَمَرَّها عُوداً، يُريدُ أَنَّه قد رَازَها بأَضْراسِه لَيَخْبُرَ صَلَابَتَها.

  وفي الصَّحاحِ: عَجَمْتُ عُودَه: أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَهُ، وأَنْشَدَ للأَخْطَلِ:

  أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلَّا صَلابَةً ... وِكَفَّاكَ إلَّا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ⁣(⁣٤)

  وِعَجَمَ السَّيْفَ عَجْماً: هزَّهُ تَجْرِبَةً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِالعُجْمَةُ، بالضمِّ والكسْرِ: ما تَعَقَّدَ من الرَّمْلِ أَو كَثْرَةُ الرَّمْلِ.

  ولو قالَ: أَو كَثْرَتُه كانَ أَخْصَرِ.

  وقيلَ: هو الرَّمْلُ المُشْرِفُ على ما حَوْلَه، وبه فُسِّر

  الحدِيثُ: «حتى صَعِدْنا إحْدَى عُجْمَتَي بدْرٍ» وقيلَ: عُجْمةُ الرَّمْلِ: آخِرُهُ، وعلى هذا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.

  وِبابٌ مُعْجَمٌ، كمُكْرَمٍ: مُقْفَلٌ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِالعَجْماءُ، البَهِيمَةُ، وفي الحدِيثِ: «جُرْحُ العَجْماءِ جُبارٌ⁣(⁣٥)، وإنَّما سُمِّيَتْ عَجْماءَ لأَنَّها لا تَتَكلَّمُ، كما في الصَّحاحِ، وقالَ غيرُهُ: لأَنَّها لا تُوضِحُ عمَّا في نفْسِها.

  وقالَ الرَّاغِبُ: مِن حيثُ أنَّها لا تُبَيِّنُ عمَّا في نفْسِها في العبارَةِ إبانَة النّاطِقِ.

  وِالعَجْماءُ: الرَّمْلَةُ التي لا شَجَرَ بها، عن ابنِ الأَعْرابيِّ.


(١) في اللسان: «فليْتمّ» والأصل كالأساس.

(٢) شرح أشعار الهذليين ١/ ١٢٦ برواية «مرضوح» بالحاء المهملة، والمثبت كالصحاح واللسان.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٣٢ برواية «فظلّ» وعجزه فيه:

في حالك اللون صدقٍ غير ذي أَوَدَ

والصدر في اللسان والتهذيب.

(٤) اللسان والصحاح والأساس.

(٥) نصه في اللسان: العجماء جرحها جبّار.