تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قبب]

صفحة 300 - الجزء 2

  بشَيْءٍ إِلَّا كَتَبْتُه عنه، فقال: ما تَرَك عِنْدِي قَابَّةً إِلَّا اقتَبَّها، ولا نُقَارَةً إِلا انْتَقَرَهَا. يعني ما تَرَك عِنْدِي كَلمَةً مُسْتَحْسَنَةً مُصْطَفاةً إِلَّا اقتَطَعَهَا، ولا لَفْظَةً مُنْتَخَبَة مُنْتَقَاةً إِلّا أَخذَهَا لِذَاتِه.

  والقَبُّ: الفَحْلُ من النَّاسِ ومن الإِبِل.

  والقَبُّ: مَا يَدْخَلُ في جَيْبِ القَمِيصِ مِنَ الرِّقَاع.

  والقَبُّ: الثَّقْبُ الَّذِي يَجْرِي فِيه المِحْوَرُ مِنَ المَحَالَةِ، أَو الخَشَبَةُ المَثْقُوبَةُ الَّتِي تَدور في المِحْوَر. أَو هو الخَرْقُ الَّذِي في وَسَطِ البَكَرَةِ، وله أَسْنَانٌ من خَشَب، قالَهُ الأَصْمَعِيّ.

  أَو الخَشَبةُ الَّتِي فَوْقَ أَسْنَانِ المَحَالَة، أَو الَّتِي فوقَهَا أَسنانُ المَحَالَة. قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ أَيضاً.

  ومن المَجَاز: القَبُّ: الرَّئِيسُ أَي رَئِيسُ القَوْمِ وسَيِّدُهم، وقيل: هو المَلِك، وقيل: الخَلِيفَةُ، وقيل: هو الرَّأْس الأَكْبر، يقال: عليك بالقَبِّ الأكبرِ، أَي بالرَّأْس الأَكْبر. قال شَمِر: الرأْسُ الأَكبَر يُرَادُ به الرَّئِيس. يقال: فُلانٌ قَبُّ بَنِي فُلان، أَي رئِيسُهم.

  والقبُّ: مَا بيْنَ الورِكَيْن، أَو قَبُّ الدُّبُر: مَفْرَجُ مَا بَيْن الأَلْيتَيْن، والقَبُّ: ضَرْبٌ مِنَ اللُّجُم، أَصْعَبُهَا وأَعْظَمُهَا، نَقَلَه الصَّاغَانيّ.

  والقِبُّ بالكَسْرِ: العَظمُ النَّاتِيء من الظَّهْرِ بَيْنَ الأَلْيَتَيْنِ.

  ومِنَ المجاز: أَلْزِقْ قِبَّكَ⁣(⁣١) بالأرْض، أَي عَجْبَك، كذَا في الأَسَاسِ. وقرأْتُ في هامِش نُسْخَةِ لِسَانِ العَرَبِ ما نَصُّه: وفي نُسْخَة من التَّهْذِيب بخَطِّ الأَزْهَريّ، قَبَّك بالفَتْح.

  ومن المجاز: القِبُّ: شَيْخُ القَوْم الذي عَلَيْه مَدَارُ أَمْرِهم، ولا يَخْفَى أَنَّه هو القَبُّ بالفَتْحِ بِمَعْنَى الرَّئيس، والرَّأْسُ الأَكبَرُ، على ما تقدم قريباً.

  والقُبُّ بالضمِ: جَمْع القَبَّاء اسم للدَّقِيقةِ الخَصْرِ. وفي حَدِيث عَلِيٍّ ¥ في صِفةِ امرأَةٍ «أَنهَا جَدَّاءُ⁣(⁣٢) قَبَّاءُ» القَبَّاءُ: الخَمِيصَةُ البَطْنِ، والأَقَبُّ: الضامِرُ البَطْنِ. وأَبُو جَعْفَر القُبِّيُّ، بالضَّمِّ، المُرَادِيّ، أَدْرَك ابنَ مَسْعُود، حَدَّث عنه عِمرَانُ بنُ سُلَيْم وعِمْرَانُ بْنُ سُلَيْم القُبِّيُّ، هكذا في النُّسَخِ، والصَّوَابُ ابنُ سُلَيْمَان، رَوَى عن قَتَادَة، وعَنْه يزيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ نِسْبَة إِلَى القُبَّة وهي: ع بالكُوفَة، سُمي بالقُبّ قَبِيلَة من مُرَاد⁣(⁣٣)، وقد يَشْتَبِه بالفبّ، بالفَاء، مَوْضِع آخَر بالكوفة، فَهُمَا من المُشْتَبه، وقُبَّةُ جَالِينُوسَ: بِمَصْرَ، وهي المشهورة الآن بقُبَّةِ الغُورِي، وقُبَّةُ الرَّحْمَة⁣(⁣٤).

  بالإِسْكَنْدَرِيَّة، وقُبَّةُ الحِمَارِ: كانَتْ بِدَارِ الخِلَافَة سُمِّيَت بهَا لأَنَّه كان يُصْعَدُ إِلَيْها على حِمَارٍ لَطِيفٍ: وقُبَّةُ الفِرْكِ بكسر الفاءِ: ع، بِكِلْوَاذَا بكسر الكاف وسكون اللام، وبَيْنَ الأَلِفَيْن ذالٌ مُعْجَمة، من قُرَى بَغْدَاد.

  وأَبُو سُلَيْمَانَ أَيُّوبُ بْنُ يُحْيَى بْنِ أَيُّوبَ القَبِّيّ الحَزَّانِيّ بالفَتْحِ، إِلى القب، وهو كَيْلٌ للغَلَّات، مَاتَ بعدَ سنةِ ثَمانِينَ ومِائَتَيْنِ، وهو أَحَدُ الأَمَّارِينَ بالمَعْرُوف، كذَا في الإِكْمال. وقيل: إِنَّمَا قِيلَ له ذلِك لأَنَّه كَانَ له قَبٌّ خِلْقَةً، قاله الحَافِظ.

  والقَابَّةُ في قولهم؛ ما سمِعْنَا العَامَ قابَّةً، أَي صوْت الرَّعْدُ يذْهَبُ بِهِ إِلى القَبيب، وهو الصوتُ، على ما تقدَّم.

  ذكره ابْنُ سِيده ولم يَعْزُه إِلى أَحَدٍ، وعزاه الجَوْهرِيّ إِلَى الأَصْمعِيّ. قال ابنُ السِّكِّيت: لم يَرْوِ أَحدٌ هذا الحَرْفَ غيْرُ الأَصْمَعِيّ قال: والنَّاسُ على خِلافه. وما أَصابَتْهُم قابَّةٌ أَي القَطْرَةُ⁣(⁣٥) مِن المَطر. قال ابنُ السِّكّيت: ما أَصابَتْنا العَامَ قَطْرةٌ، وما أَصَابَتْنَا العَامَ قَابَّةٌ، بمَعْنًى وَاحِد.

  وقَبْقَبَ الأَسدُ والفَحْلُ قَبْقَبَةً، إِذَا هَدَرَ. وقَبْقَبَ الأَسدُ؛ صَوَّتَ وصَرَفَ نَابَيْه. والقَبْقَبَةَ والقَبِيبُ: صوتُ أَنْيَابِ الفَحْلِ وهَدِيرُه، وقيل: هو تَرْجِيعُ الهَدِير.

  وقَبْقَبَ الرجلُ: حَمُقَ.

  والقَبْقَابُ: الكَذَّابُ. والجَمَلُ الهَدَّار. والفَرْجُ يقال: بَلَّ


(١) كذا بالأصل واللسان، وضبط الأساس: قَبَّك بالفتح.

(٢) عن النهاية، وبالأصل «حداء».

(٣) ذكر في اللباب نسبة إلى قَبّ بطن من مراد.

(٤) سميت بذلك لأن مبرح بن شهاب كان مع عمرو بن العاص في فتحه للإسكندرية فدخل من باب سليمان وخارجة بن سليمان من البقيطا فجعلا يقتتلان حتى التقيا بالقبة فرفعا السيف فسمي ذلك المكان بقبة الرحمة. (معجم البلدان).

(٥) في القاموس: أو القطرة.