تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

«فصل القاف»

صفحة 301 - الجزء 2

  البَوْلُ مَجَامِعَ قَبْقَابِه. وقالوا: ذَكَرٌ قَبْقَابٌ، فَوصَفُوه به، أَو هو الفَرْجُ الوَاسعُ الكَثيرُ المَاءِ إِذا أَوْلجَ الرجُل فيه ذَكَرَهُ قَبْقَبَ، أَي صَوَّتَ. سُمِعَ ذلِك عن أَعْرَابِيّ حين أَنْشَد:

  لَعْسَاءُ⁣(⁣١) يا ذاتَ الحِرِ القَبْقَابِ

  وقال الفرزدق:

  فكَمْ طَلَّقَتْ في قَيْسِ عَيْلَانَ من حِرٍ⁣(⁣٢) ... وقد كان قَبْقَاباً رِمَاحُ الأَرَاقِمِ

  والقَبْقَابُ: النَّعْلُ من خَشَبٍ. في المشْرِق أَنه خَاصٌّ بلُغَةِ أَهْلِ اليمن، نقله شَيْخُنا. وقيل: إِنهُ مُوَلَّدٌ لا أَصل له في كلام العَرَب، وذكر الخَفَاجِيُّ في الرَّيْحَانَة أَنَّه نَعْل يُصْنَع من خَشَب، مُحدَثٌ بعد العَصْرِ الأَوّل، ولفظُه مُوَلَّد أَيْضاً، ولم يُسْمع من العَرَب، وقد نَظَم ابنُ هَانِئ الأَنْدَلُسِيّ فيه قوله:

  كنتُ غُصْناً بين الرِّيَاضِ رَطِيباً ... مَائِسَ العِطْف مِن غِنَاءِ الحَمَامِ

  صِرْتُ أَحْكِي عِدَاكَ في الذُّلِّ إِذْ صرْ ... تُ برَغْمِي أُدَاسُ بالأَقْدَامِ

  انتهى.

  والقَبْقَابُ: الخَرَزَةُ التي يُصْقَلُ بِهَا⁣(⁣٣) الثَيَابُ، نقلَه الأَزْهَرِيّ هكَذَا وقال أَبُو عمْرٍو في ياقوته: القَبْقَابُ هو القَيْقَاب مُصَحَّحاً مُحَقَّقاً قاله الصَّاغَانِيّ. ورَجُلٌ⁣(⁣٤) قَبْقَابٌ، أَي الكثِيرُ الكَلَامِ، كالقُبَاقِب بالضَّمِّ. وقيل: كَثِيرُ الكَلَامِ أَخْطَأَ أَو أَصَاب أَو المِهْذَارُ وهو كَثِيرُ الكَلَام مُخَلِّطُه، وأَنشَدَ ثَعْلَب:

  أَو سَكَتَ القومُ فأَنْتَ قَبْقَاب

  والقَبِيبُ كأَمِير صوتُ أَنْياب الفَحْلِ وهَدِيرُه كالقَبْقَبَة، وقد مَرَّ آنفاً.

  والقَبْقَبُ كجَعْفَرٍ، وزاد السُّهَيْليّ: والقَبْقَابُ أَيْضاً، على ما نَقَله شَيْخُنا: البَطْنُ وفي الحَدِيث: «من كُفِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبِه وذَبْذَبِه فَقَدْ وُقِيَ» وقيل للبَطْنِ قَبْقَبٌ من القَبْقَبَة، وهي حكاية صوت البطن.

  والقِبْقِبُ، بالكَسْرِ: صَدَفٌ بَحْرِيٌّ فيه لَحْمٌ يُؤْكَل، نَقَله الصَّاغَانِيّ.

  وقُبَابٌ كغُرابِ: أُطُمٌ بالمَدِينة على ساكِنِهَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام، وفي التَّكْمِلَة: القُبَابَةُ، بالهاء.

  والقُبَابُ: من السُّيُوفِ ونحْوهَا: القَاطِعُ، من قبَّ، إِذَا قَطَعَ والقُبَابُ مِن الأُنُوفِ: الضَّخْمُ العَظِيمُ.

  وكَكِتَاب: ع، بسَمَرْقَنْد، ومَحَلَّةٌ بنَيْسَارُور وقِبَاب: ع بِنَجْد في طريق حَاجِّ البَصْرَة والقِبَابُ: ة بأَسْفَلِ مِصْرَ منها المُحدِّث عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ القِبَابِيّ الحَنْبَلِيّ. قلتُ: والصَّوَابُ في هَاتَيْن كَسْرُ أَوَّلهمَا، كما قَيَّدهُ الصَّاغَانيُّ والحَافِظ، والأَخِيرةُ تُعرفُ بالكُبْرى و: ة قُربَ بَعْقُوبَا مِن نَوَاحِي بَغْدَاد، والصَّوابُ فِيهَا أَيضاً كسرُ الأول.

  والقِبَابُ⁣(⁣٥) نَوْعٌ مِنَ السَّمَكِ بُشْبِهُ الكَنْعَد. قال جَرِيرٌ:

  لا تَحْسِبَنَّ مرَاسَ الحَرْب إِذْ خَطَرَتْ ... أَكْلَ القِبَابِ⁣(⁣٦) وأَدْمَ الرُّغْف بالصِّير

  والقِبَابُ جَمْعُ القُبَّة بالضَّمِ كالقُبَب بالكَسْر، هَكَذَا في نُسْخَتِنا مَضْبُوطٌ بالقلم، والظاهر أَنّه بالضَّمِّ، ثم رَأَيْتُ شيْخنا ضبطَه كغُرَف فلا مَحِيدَ عنْه. والقُبَّةُ من البنَاء معْرُوفَة. وقيل: هيَ البِنَاءُ من الأَدَم خَاصَّة مُشْتقٌّ من ذلِك.

  وقال ابنُ الأَثِير: القُبَّة مِن الخِباء: بَيْتٌ صغير مُسْتَدِير، وهو من بُيُوتِ العَرب. وفي العِنايَة: القُبَّة: ما يُرفع للدُّخُولِ فيه ولا يَخْتَصُّ بالبِناءِ.

  والقَبَّابُ كَكَتَّان: الأَسَدُ كالمُقَبْقِبِ، نَقَلَهُمَا الصَّاغَانيُّ.

  والقَبَّابُ: ع بأَذْرَبِيجَانَ. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّه بالنُّون في آخِرِه⁣(⁣٦) كما ضَبَطَه الصَّاغَانِيّ والحَافِظُ.

  والقُبَاقِبُ بالضَّمِّ ومثلُه في الصَّحاحِ وَفِي لِسَانِ العَرَب: قُبَاقِبُ بِلَا لَامٍ: العَامُ المُقْبِلُ أَي هو اسمُ عَلَمٍ للعَامِ الَّذِي يَلِي قَابِلَ عَامِك. والقُبَاقِبُ: الرَّجُلُ الجَافِي المِهْذَارُ.


(١) لعساء اسم جارية.

(٢) بالأصل «غيلان» والتصويب عن اللسان وغيره من كتب اللغة.

(٣) اللسان: تصقل.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «وفحل».

(٥) في اللسان والتهذيب والتكملة ومعجم البلدان ضبطت بضم أوله ضبط قلم.

(٦) وفي معجم البلدان قبان بالفتح والتشديد وآخره نون.