تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

«فصل القاف»

صفحة 302 - الجزء 2

  و: ع، ونَهَر بالثَّغْرِ⁣(⁣١)، ومَاءٌ لِبَنِي تَغْلِب بْنِ وائِل بأَرْضِ الجَزِيرَة المَعْرُوفَةِ بجَزِيرَةِ ابْنِ عُمَر.

  وفي الصّحَاح: وتَقُولُ: لا أَتِيك العَامَ ولا قَابِلَ ولا قُباقِبَ. قال ابنُ بَرِّيّ⁣(⁣٢): الذِي ذكره الجَوْهَرِيّ هو المعْرُوف، قال: أَعْني قوله: إِنّ قُبَاقِباً هو العَامُ الثَّالِث، قال؛ وأَمَّا العامُ الرَّابِعُ فيُقَال لَه: المُقَبْقِب. قال: ومنهم من يَجْعَلُ القابَّ⁣(⁣٣) العَامَ الثَّالث. والقُبَاقِبَ: العَامَ الرَّابِع.

  والمُقَبْقبَ: العامَ الخَامِس. ويُقَالُ وهو المَحْكيّ عن خَالِد بْنِ صفْوَانَ، أَنَّه قال لابْنه في مُعَاتَبةٍ: يا بُنَيَّ، إِنَّك لن تُفْلِحَ العَامَ ولا قَابلَ ولا قَابَّ ولا قُبَاقِبَ ولا مُقَبْقِبَ. وقال ابنُ سِيدَه فِيمَا حَكاه: كُلُّ كلمة مِنْهَا اسْمُ عَلَمٍ لِسَنَةٍ بعد سنة، وقال: حَكَاهُ الأَصْمَعِيُّ، وقال: ولا يَعْرِفُونَ ما وَرَاءَ ذَلِك.

  وسُرَّةٌ مَقْبُوبَةٌ، ومُقَبَّبَةٌ الأَخِيرة كمُعَظَّمَةٍ، هكذا في النُّسَخِ، وَهِي الصّواب، وفي أُخْرَى مُقبقَبة أَي ضَامِرَةٌ قَال:

  جَارِيَةٌ من⁣(⁣٤) قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَهْ ... بَيْضَاءُ ذَاتُ سُرَّة مُقبَّهْ

  كأَنَّهَا حِلْيَةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ

  وقبَّبَت، هكذا في نُسْختِنا، وصَوَابُه قَبَّت الرُّطَبَة كهُمَزة، إِذا جَفَّت بعض الجُفُوف بَعْدَ التَّرْطِيب.

  وقَبَّبَ الرَّجُلُ إِذا عَمِل قُبَّةً، وقبَّبَها تقْبِيباً إِذا بَناهَا وبَيْتٌ مُقبَّبٌ: عُمِلَ وفي نُسْخة جُعِل فوْقه قُبَّةٌ والهَوَادِجُ تُقبَّبُ.

  وذُو القُبَّة: لقب حنْظَلَةَ بْنِ ثعْلَبة بْنِ سَيَّارٍ العِجْلِيّ، سُمِّي به لأَنَّه نَصَبَ قُبَّةً بصحْرَاءِ ذِي قارٍ فَتَعطّفَتْ⁣(⁣٥) عليه رَبيعَة، وهَزَموا الفُرْسَ وتَقَبَّبَها: دَخَلَها.

  وقُبَّةُ الإِسْلَامِ: البَصْرةُ، وهي خِزَانة العَرَب قال:

  بنَتْ قُبَّةَ الإِسْلَام قَيْسٌ لأَهْلِهَا ... ولَوْ لَمْ يُقِيمُوهَا لَطَالَ الْتِواؤُهَا

  وحِمَارُ قَبَّانَ هُنَيٌّ أُمَيْلِس أُسَيْدٌ⁣(⁣٦) رأْسُه كرَأْس الخُنْفُساء طُوَالٌ، قَوَائِمُه نحوُ قَوَائِم الخُنْفُسَاء وهي أَصغرُ منها وقيل: عَيْرُ قَبَّانَ أَبْلقُ مُحَجَّلُ القوائم، له أَنْفٌ كأَنف القُنْفُذ إِذا حُرِّك تَماوتَ حتى تَرَاه كأَنَّه بَعْرة، فإِذا كُفَّ الصَّوتُ انْطلَق، وقيل هُوَ دُوَيْبَة وهو فَعْلَانُ مِنْ قَبّ لأَنَّ العَرَبَ لا تَصْرِفُه، وهو مَعْرِفَة عِنْدَهُم، ولو كان فَعَّالا لصرفَته، تقولُ: رأَيت قَطِيعاً من حُمُرٍ قَبَّانَ. قال الشاعر:

  يا عَجَباً لَقدْ رأَيْتُ عجَبَا ... حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبَا

  كذا في الصّحَاحِ. وأَنكرَ شيخُنَا عَيْرَ قَبَّان، وأَنَّهم لم يَذْكُرُوه إِلّا في ضَرُورةٍ عَجَزُوا فِيهَا عن حِمَار فأَبْدَلُوه بالعَيْر، ولم يَذْكُرْه أَربابُ الدَّوَاوين المَشَاهير. قُلْتُ: وهو في المُحْكَم ولِسَان العَرَب، فأَيُّ دِيوَان أَشْهَر منْهُمَا.

  ونُقِل عن الجَاحِظ في كِتَاب البيان أَنَّ من أَنواعه أَبُو شَحْم وهو الصَّغِيرُ منها، قال: وأَهل اليَمَن يُطْلِقُون حِمَارَ قَبَّان على دُوَيْبَّة فوق الجَراد من نوع الفَرَاش.

  وفي مفردات ابْنِ البَيْطَار: حِمَار قَبَّانَ يُسَمَّى حِمارَ البَيْت أَيضاً. قلت: ولم يتعَرَّضُوا لِوَجْه التَّسْمية، وهُوَ - واللهُ أَعلم - إِنّما سُمِّيَ به لكَوْنِ ظَهْرِه كأَنَّه قُبَّة، كما صَرَّح به السّيوطِيّ في ديوان الحَيَوَان. ومن أَمثالهم: «هو أَذَلُّ من حِمار قَبَّانَ» كذا في مَجْمَع الأَمْثَال والمُسْتَقْصَى. قال شيخنا: يَكُون بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَة⁣(⁣٧).

  والقُبِّيُّونَ، بالضَّمِّ، وقد جاءَ ذِكْره في الحَدِيثِ الذي لا طَرَف له. ونَصُّه خَيْرُ النَّاسِ القُبِّيُّونَ. وسُئل أَحمدُ بنُ يَحْيَى عن القُبِّيّين فقال: إِنْ صحَّ فهم الَّذِين يَسْرُدُون الصَّومَ حتى تَضْمُرَ بُطُونُهم وفي رواية أُخْرَى المُقَبَّبُون بدل القُبِّيِّين والمَعْنَى وَاحِد.

  وقُبِّينُ كقُمِّينَ أَي بضَم فكَسْر مع تَشْدِيد: ع. بالعِراق⁣(⁣٨) نقله الصّاغَانِيّ وَقِبَّةُ الشَّاةِ، بالكسر وتُخَفَّفُ أَي الموحدة،


(١) قرب ملطية وهو نهر يدفع في الفرات.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «ابن دريد» تصحيف.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «العام».

(٤) بالأصل «بن» وورد فيه كأن القائل هو جارية وقد ضبطنا الرجز عن اللسان وعن الأصل نفسه في مادة قعب ونسبت الأرجاز فيه للأغلب العجلي.

(٥) عن التكملة، وبالأصل «فتقطت».

(٦) هُنيّ تصغير هن، وأُسَيّد تصغير أسود.

(٧) في المصباح: دويبة تشبه الخنفساء وهي أصغر منها ذات قوائم كثيرة إذا لمسها أحد اجتمعت كالشيء المطوي، وأهل الشام يسمونها قُفْل قُفَيلة.

(٨) في معجم البلدان: اسم اعجمي لنهر وولاية بالعراق.