تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عقرم]:

صفحة 493 - الجزء 17

  يَعْتَقِمُ الأَجدالَ والخُصوما⁣(⁣١)

  وِتَعَقَّمَ: تَرَدَّدَ؛ ومنه قوْلُ ربيعَةَ بنِ مَقْروم الضَّبِّيِّ:

  وِماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ ... تَعَقَّمَ في جَوانِبِه السِّباعُ⁣(⁣٢)

  وقيلَ: معْناهُ: تَحْتَفِر، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وِالمَعْقِمُ، كمَنْزِلٍ: عُقْدَةٌ في التِّبْنِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وكَلِماتٌ عقْمٌ: عَوِيصَةٌ.

  وِالعُقيمةُ، بالضمِّ: قرْيَةٌ مِن قُرَى العبْديَّة بوادِي سرددٍ مِن اليَمَنِ ومنها: عُثْمانُ بنُ عُمَرَ بنِ عليِّ بنِ عُمَرَ النَّاشرِيُّ العُقميُّ، كانَ مَشْهوراً بكَرَمِ النفْسِ والسَّخاء، وله عقبٌ ترْجَمَه النّاشِريُّ.

  [عقرم]: عَقْرَمَى كعَقْرَبَى: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهو ع باليَمَنِ، عن نَصْر.

  [عكم]: عَكَمَ المَتاعَ يَعْكِمُه عَكْماً: شَدَّهُ بثَوْبٍ، وهو أَنْ يبسُطَه ويجْعلَ فيه المَتاعَ ويَشُدَّه ويُسَمَّى حينئِذٍ عِكْماً.

  وِأَعْكَمَهُ: أَعانَهُ على العَكْمِ⁣(⁣٣).

  قالَ الفرَّاءُ: يقولُ الرَّجُلُ لصاحِبهِ أَعْكُمْني وِأَعْكِمْني، بقَطْعِ الأَلفِ معْناهُ أَعِنِّي على العَكْمِ، ومِثْلُه: أَحْلُبْني أَي احْلُبْ لي أَي أَعِنِّي على الحَلْبِ.

  وِالعِكْمُ، بالكسْرِ: ما عُكِمَ به، وهو الحَبْلُ، كالعِكامِ، بالكسْرِ.

  وِالعِكْمُ: العِدْلُ ما دَامَ فيه المَتاعُ.

  وِالعِكْمانِ: عِدْلانِ يُشَدَّانِ على جانِبَيْ الهَوْدَجِ بثَوْبٍ.

  ومِن أَمْثالِهم: هُما كعِكْمَي العَيْرِ؛ يقالُ للرَّجُلَيْن يَتَساوَيانِ في الشَّرَفِ؛ ويُرْوَى هذا المَثَلُ عن هَرِم بنِ سِنانٍ، قالَهُ لعَلْقَمَةَ وعامِرٍ حينَ تَنافَر إليه فلم يُنَفِّرْ واحِداً منهما على صاحِبِه.

  ويقالُ: وَقَعَ المُصْطَرِعانِ عِكْمَيْ عَيْرِ، وِكعِكْمَيْ عَيْرٍ: وَقَعا مَعاً لم يَصْرعْ أَحَدُهما صاحِبَه، ج أَعْكامٌ، لا يُكَسَّرُ إلَّا عليه، كما في المُحْكَمِ.

  وِالعِكْمُ: الكَارَةُ مِن الثيابِ، ج عُكومٌ.

  قالَ بعضُ المحشين ينظر لم كانَ جَمْع العِكْمِ بمعْنَى العِدْلِ غَيْر جَمْعه بمعْنَى الكَارَة وهلَّا ساغَ كلّ مِن الجَمْعَيْن في كلّ مِن المَعْنَيَيْن.

  قالَ شيْخُنا: وهذا إذا كانَ مَناطه السّماع فلا وَجْه للسُّؤالِ عنه على أَنَّ العُكومَ مَسْموعٌ في العِدْلِ أَيْضاً.

  قلْتُ: قالَ الأزْهَرِيُّ كلُّ عِدْلٍ عِكْمٌ وجَمْعُه أَعْكامٌ وِعُكومٌ.

  وقالَ أَبو عبيدٍ في تفْسيرِ حَدِيْث أُمِّ زرع: «عُكُومُها رَداحٌ»، ما نَصَّه: هي الأَحْمالُ والأَعْدالُ التي منها الأَوْعِيَة مِن صُنوفِ الأَطْعِمَة والمَتاعِ، واحِدُها عِكْمٌ، بالكسْرِ. وكأَنَّ تَفْصيلَ المصنِّفِ هكذا تبْعاً لابنِ سيْدَه إنَّما هو نَظَر إلى نَظِيرِه الذي هو العِدْلُ فإنَّه لا يُكَسَّرُ إلَّا على أَعْدالٍ، فكأنَّ العِكْمَ على حُكْمِه. وإلى مثْلِ هذا أَشارَ ابنُ جنيِّ في كتابِهِ سِرّ الصّناعَةِ في مَواضِعَ مُتَعدِّدَةٍ. وسَبَقَ لابنِ بَرِّي كَلامٌ في «خ ل ف» يُشْبِهُه فرَاجِعْه.

  وِالعِكْمُ: بَكَرَةُ البِئْرِ؛ قالَ:

  وِعُنُقٍ مِثْل عَمُود السَّيْسَبِ ... رُكِّبَ في زَوْرٍ وَثِيقِ المَشْعَبِ

  كالعِكْمِ بَيْنَ القامتَيْنِ المُنْشَبِ⁣(⁣٤)

  وِالعِكْمُ: نَمَطٌ تَجْعَلُ المرأَةُ فيه ذخيرَتَها، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لمُزَرِّدٍ:

  وِلمَّا غَدَتْ أُمِّي تُحَيِّي بَناتِها ... أَغَرْتُ على العِكْمِ الذي كان يُمْنَعُ

  خَلَطْتُ بصاعِ الأَقْطِ صاعَيْنِ عَجْوَةً ... إلى صاعِ سَمْنٍ وَسْطَهُ يَتَرَيَّعُ⁣(⁣٥)


(١) اللسان.

(٢) المفضلية ٣٩ البيت ١٦ واللسان والصحاح والمقاييس ٤/ ٧٦.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: والعِكَامُ بالكسر، ما عُكِمَ بِهِ، كالعِكْمِ ج: عُكُمٌ، والعِكْمُ: العِدْلُ ج أَعْكامٌ، والكَارَةُ ج عُكُومٌ، وبَكُرَةُ البِئْرِ، ونَمَطٌ تَجْعَلُ فيه المرأَةُ زَخِيرَتَها، وبالفتح، داخلُ الجنب وعُكِمَ الخ.

(٤) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٥) اللسان والصحاح.