تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عقرم]:

صفحة 494 - الجزء 17

  وِالعَكْمُ، بالفتح⁣(⁣١): داخِلُ الجَنْبِ على المَثَلِ بالعِكْمِ النَّمَط؛ قالَ الحُطَيْئَةَ:

  نَدِمْتُ على لِسانٍ كان مِنِّي ... وَدِدْتُ بأَنَّه في جَوْفِ عِكْمِ⁣(⁣٢)

  وفي حدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «يَجِدُ أَحدُكم امرأَتَه قد مَلَأَتْ عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ».

  وِالعِكامُ، ككِتَابٍ: ما عُكِمَ به المَتاعُ وهو الخَيْطُ أَو الحَبْلُ، وهذا قد تَقَدَّمَ قَرِيباً فهو تكْرارٌ، أَو أَنَّ في العبارَةِ سَقْطاً وهو أَنْ يقالَ: وِعُكِمَ البَعِيرُ عَكماً: سُدَّ فَاهُ، وككِتابٍ: ما عُكِمَ به أَي سُدَّ؛ فحينئِذٍ لا يكونُ تكْراراً فتأَمَّل.

  ج عُكْمٌ بالضمِّ.

  وِعُكِمَ عنه، كعُنِيَ عَكماً: صُرِفَ عن زِيارَتِه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِعَكَمَ: انْتَظَرَ، يَعْكِمُ عَكماً؛ وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لأَوْسٍ:

  فجَالَ ولم يَعْكِمْ وشَيَّعَ أَمْرَه ... بمُنْقَطَعِ الغَضْراءِ شَدٌّ مُؤَالِف⁣(⁣٣)

  أَي لم يَنْتَظِرْ.

  وفي الحدِيْثِ: «ما عَكَمَ عنه»، يعْنِي أَبا بكْرٍ، حينَ عُرِضَ عليه الإسْلامُ أَي ما تَحبَّسَ وما انْتَظَرَ وما عَدَلَ؛ وقالَ لَبيدٌ:

  فجالَ ولم يَعْكِمْ لوِرْدٍ مُقَلِّصٍ⁣(⁣٤)

  قالَ شمِرٌ: أَي لم يَنْتَظِرْ.

  وِعَكَمَ عليه عَكْماً: كَرَّ، وبه فُسِّر قوْلُ لَبيدٍ أَيْضاً، أَي هَرَبَ ولم يَكُرَّ. وقالَ الجوْهَرِيُّ في شرْحِ قوْلِ أَوْسٍ أَيْضاً بعدَ قوْلِه: أَي لم يَنْتَظِرْ يقولُ: هَرَبَ ولم يَكُرَّ.

  وِعَكَمَ لأَرْضِ كذا عَكْماً: يَمَّمَها وقَصَدَها.

  وِما عَكَمَ عن شَتْمِه: أَي ما تأَخَّرَ.

  وِعَكَمَتِ الإِبِلُ عَكْماً: سَمِنَتْ وحَمَلَتْ شَحْماً على شَحْمٍ كعَكَّمَتْ تعْكِيماً، وهذه عن الجوْهَرِيّ.

  وِعَكْمَةُ البَطْنِ: زاوِيَتُه كالهَزْمِة، وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ، قالوا: ما بَقَي في بَطْنِ الدابَّةِ هَزْمَةٌ ولا عَكْمَةٌ إلَّا امْتَلأَتْ؛ والجَمْعُ عُكُومٌ، كصَخْرَةٍ وصُخُورٍ؛ قالَ:

  حتى إذا ما بَلَّتِ العُكُوما ... مِن قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزُوما⁣(⁣٥)

  وِعَكُومٌ، كصَبُورٍ: المُنْصَرَفُ والمَعْدِلُ. يقالُ: ما عنْدَه عَكُومٌ أَي مَصْرِفٌ؛ قالَ:

  لاحَتْه من بَعْدِ الجُزوءِ ظَماءَةٌ ... وِلم يكُ عن وِرْدِ المِياهِ عَكُومٌ⁣(⁣٦)

  وِالعَكُومُ: المَرْأَةُ المِعْقابُ.

  وِاعْتَكَمُوا: سَوَّوْا بينَ الأَعْدالِ ليَحْمِلوها ويَشدُّوها على الحَمْولةِ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْته مِن العَرَبِ يقُولونَ ذلِكَ لخَدَمِهم يومَ الظَّعْنِ.

  وِاعْتَكَمَ الشَّيءُ: ارْتَكَمَ، أَي اخْتَلَطَ.

  وِعُكَيْمٌ، كزُبَيْرٍ: اسْمُ⁣(⁣٧) رجُلٍ.

  وِالمِعْكَمُ، كمِنْبَرٍ: المُكْتَنِزُ اللَّحْمِ مِن الرِّجالِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  المُعاكَمةُ: اجْتِماعُ الرَّجُلَيْنِ أَو المَرْأَتَيْن عُراةً لا حاجِزَ بينَ بَدَنَيْهِما، وقد نَهى عنه؛ هكذا فَسَّره الطَّحاويُّ.


(١) ضبطت في اللسان بالقلم بالكسر ومثله في التهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٢٢ وفيه «فات مني» واللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٧٢ برواية: «فجال ... إلفه» واللسان والصحاح والمقاييس ٤/ ١٠١.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١١٦ وروايته فيه:

فجال ولم يعكم لغضفٍ كأنها ... دقاقُ الشعيل يبتدرن الجعائلا

وصدره في اللسان كرواية الأصل، وجزء من صدره في التهذيب.

(٥) اللسان والتكملة والتهذيب والمقاييس ٤/ ١٠٢.

(٦) اللسان والمقاييس ٤/ ١٠١ والتهذيب، وفي المقاييس «عكوما».

(٧) في القاموس: اسمٌ منونة.