تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع الميم

صفحة 507 - الجزء 17

  وِلقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْعِفاً ... وِعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيْرِبي يَعْمومُ

  وِالعَمَمُ، محرَّكةً: عِظَمُ الخَلْقِ في النَّاسِ وغيرِهم.

  وِأَيْضاً: التَّامُّ العامُّ مِن كلِّ أَمْرٍ؛ قالَ عَمْرُو ذو الكَلْبِ:

  يا ليتَ شِعْري عَنْك والأَمْرُ عَمَمْ ... ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟⁣(⁣١)

  وِالعَمَمُ: اسْمُ جَمْعٍ للعامَّةِ وهي خِلافُ الخاصَّةِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  أَنتَ رَبيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ

  وقالَ ثَعْلَبٌ: إنَّما سُمِّيَت لأَنَّها تَعُمُّ بالشَّرِّ.

  وقالَ الرّاغبُ: لكثْرتِهم وِعُمومِيّتِهم في البِلادِ.

  وِيقالُ: اسْتَوَى الأَمْرُ على عُمُمِه، بضَمَّتَيْن، أَي تَمامِ جِسْمِهِ ومالِهِ وشَبابِهِ؛ ومنه حَدِيْث عَمْرو بن الزُّبَيْر حينَ ذَكَرَ أُحَيْحة بن الجُلاح وقَوْل أَخْوالِه فيه: كُنَّا أَهْلَ ثُمِّه ورُمِّه، حَتَّى إذا اسْتَوَى على عُمُمِّه، يُرْوَى هكذا بضَمَّتَيْن وبالتَّحريكِ وبالتَّشْديدِ أَيْضاً اللازْدِواجِ؛ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ؛ والمعْنَى على قَدِّه التامّ أَو على عِظامِهِ وأَعْضائِهِ التامَّةِ.

  وِعَمَّ الشَّيءُ يَعمُّ عَمُوماً: شَمِلَ الجَماعَةَ.

  يقالُ: عَمَّهُم بالعَطِيَّةِ، وهو مِعَمٌّ، بكسْرِ أَوَّلِه، أَي خَيِّرٌ يَعُمُّ القَوْمَ بخَيْرِه⁣(⁣٢) [وعَقْلِهِ] *.

  وقالَ كُراعٌ: رَجُلٌ مُعِمٌّ يَعُمُّ النَّاسَ بمعْرُوفِهِ، أَي يَجْمعُهم، وكَذلِكَ مُلِمٌّ يَلْمُّهُم أَي يَجْمعُهم، ولا يَكادُ يُوجدُ فَعَلَ فهو مُفْعِل غَيْرهما؛ كالعَمَم، محرَّكةً؛ ومنه قوْلُ الكُمَيْت:

  بَحْرٌ جَريرُ بنُ رشقٍّ من أَرومَتِه ... وِخالدٌ من بَنِيهِ المِدْرَةُ العَمَمُ⁣(⁣٣)

  وِالعَمِيمُ، كأَميرٍ: ع.

  وِأَيْضاً: يَبيسُ البُهْمَى.

  وِيقالُ: هو مِن صَمِيمِ⁣(⁣٤) القَوْمِ وِعَمِيمِهم بمعْنًى واحدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِالعُمِّيَّةُ، بالضمِّ والكسْرِ: الكِبْرُ؛ واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الضمِّ، وقالَ: كالعُبِّيَّةِ.

  وِالعَماعِمُ: الجَماعاتُ المُتَفَرِّقونَ؛ وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للبيدٍ:

  لِكَيْ لا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي ... وِأَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عَماعِما⁣(⁣٥)

  أَي أَجْعَلَ أَقْواماً مُجْتمعِيْنَ فرقاً؛ وهذا كما قيلَ:

  مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ

  كما في الصِّحاحِ. قلْتُ: وهو قوْلُ أَبي قَيْس بن الأَسْلَت وأَوَّلُه:

  ثُمَّ تَحَلَّتْ ولَنا غايةٌ⁣(⁣٦)

  والسَّنْدَرِيُّ: شاعِرٌ كان مع عَلْقمَةَ بن عُلاثَةَ، وكان لَبيدٌ مع عامِرِ بنِ الطُّفَيْل فَدُعِي لَبيدٌ إلى مُهاجاتِهِ فأَبَى.

  وِعَمَّمَ اللَّبَنُ تَعْمِيماً: أَرْغَى، كأَنَّ رَغْوَتَه شُبِّهَت بالعِمامَةِ، كما في الصِّحاحِ، وهو مجازٌ، كاعْتَمَّ.

  واللَّبَنُ مُعَمَّمُ وِمُعْتَمٌّ وذلِكَ إذا حُلِبَ.

  وِرَجُلٌ عُمِّيٌّ كقُمِّيٍّ، بالضَّمِّ، أَي عامٌّ؛ والذي في المحْكَمِ: رجُلٌ⁣(⁣٧) عَمٌّ وقُصْرِيٌّ، فالعَمُّ⁣(⁣٨) العامُّ؛ وقُصْرِيٌّ أَي خاصٌّ.

  وِمِن المجازِ: اعْتَمَّ النَّبْتُ إذا اكْتَهَلَ، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ غيرُه: إذا الْتَفَّ وطَالَ. ورَوْضَةٌ مُعْتَمَّةٌ: أَي وافيَةُ النَّباتِ طَويلتُه.


(١) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٥٧٥ بين المشطورين:

هل جاء كعب عنك من بين النسم

قال السكرى هذه رواية الأصمعي، ورواها أبو عمرو لأبي خراشٍ، ورواها أبو عبد الله لرجل من هُذيل غير مسمّى.

والمشطوران في اللسان.

(٢) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: مِعَمُّ خَيْرٍ: يَعُمُّ بِخَيْرِهِ.

(*) ساقطة من الأصل.

(٣) اللسان والتهذيب وفيهما «بن شق» بدل «بن رشق».

(٤) في القاموس: صميمُ بالضم، والكسر ظاهر.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٩٩ وفيه: لكيما يكون» واللسان والصحاح.

(٦) في اللسان والصحاح: تجلّت.

(٧) في اللسان: رجلٌ عَمِّيٌّ.

(٨) في اللسان: فالعُمِّيُّ.