تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عوم]:

صفحة 510 - الجزء 17

  يَسْودُّ إذا نَضِجَ وعَقَدَ، ولهذا قالَ النابغَةُ: لم يَعْقِدْ؛ يُريدُ لم يُدْرِك بَعْد.

  وِقالَ أَبو عَمْرو: أَعْنَمَ إذا رَعَاهُ، وهو شَجَرٌ أَحْمرُ يَحْملُ ثَمَراً أَحْمر مِثْل العُنّاب.

  وِقالَ أَبو حنيفَةَ مرة: العَنَمُ خُيوطٌ يَتَعَلَّقُ بها الكَرْمُ في تَعارِيشِه.

  وِقالَ اللَّيْثُ: العَنَمُ شَوْكُ الطَّلْحِ.

  ورَدَّه الأَزْهَرِيُّ وقالَ: غيرُ صَحِيحٍ.

  وِالعَنَمَةُ، محرَّكةً: واحِدَتُها؛ ومنه حَدِيْث خُزَيمَةَ: «وأَخلَفَ الخُزَامَى وأَيْنَعَتِ العَنَمَةُ».

  وِالعَنَمَةُ: ضَرْبٌ من الوَزَغِ، عن اللّيْثِ.

  ورَدّه الأَزْهَرِيُّ وقالَ: غيرُ صَحِيحٍ.

  وقيلَ: هي كالعَظَايَةِ إلَّا أنَّها أَشَدُّ بياضاً منها وأَحْسَن.

  وِعَنَمَةُ بِلا لامٍ: اسْمُ⁣(⁣١) رَجُلٍ سُمِّي بالشَّجرَةِ.

  وِعَنَمَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ مَنافٍ الجهنيُّ؛ وِعَنَمَةُ المزنيُّ والِدُ إبْراهيم، وعبدُ اللهِ بنُ عَنَمَةَ، صَحابِيُّونَ.

  وِالعَنْمَةُ، بالفتحِ: الشَّقَّةُ في شَفَةِ الإِنْسانِ.

  وِالعَنْمِيُّ: الوَجْهُ الحَسَنُ الأَحْمَرُ المُشْرَبُ حُمْرَةً.

  وِالعَيْنُومُ: الضِّفْدِعُ الذَّكَرُ.

  وِعَيْنَمٌ، كحَيْدَرٍ: ع.

  وِبنانٌ مُعَنَّمٌ، كمُعَظَّمٍ: مَخْضوبٌ؛ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وابنُ جنيِّ.

  [عوم]: العَوْمُ: السِّباحَةُ؛ يقالُ: العَوْمُ لا يُنْسَى، كما في الصِّحاحِ؛ ومنه الحَدِيْث: «عَلِّموا صِبْيانَكُم العَوْمَ».

  وِعامَ في الماءِ عَوْماً: إذا سَبَحَ.

  قالَ شيْخُنا: كَلامُه هنا كالذي سَبَقَ في الحاءِ صَرِيحٌ في اتِّحادِ العَوْمِ والسِّباحَة وقد فَرَّقَ بَيْنهما صاحِبُ الاقْتِطافِ فقالَ: السَّبْحُ: هو الجَرْيُ فوْقَ الماءِ بِلا انْغِماسٍ، وِالعَوْمُ: الجَرْيُ فيه مع الانْغِماسِ وقيلَ: السِّباحَةُ لمَا لا يَعْقُل، وِالعَوْمُ لمَنْ يَعْقل؛ لكنْ قالَ البَيْضاوِيُّ في قوْلِهِ تعالَى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}⁣(⁣٢)، إنَّ السِّباحَةَ فعلُ العُقلاءِ، وإن بَحَثَ فيه بعضُ أَرْبابِ الحَواشِي، وقد مَرَّ في الحاءِ شيءٌ مِن ذلك.

  وِالعَوْمُ: سَيْرُ الإِبِلِ في البَيْداءِ وهو مجازٌ صَرَّحَ به ابنُ سِيْدَه، وأَنْشَدَ:

  وِهُنَّ بالدَّوِّ يَعُمْنَ عَوْما

  وأَمَّا قوْلُه: يَعُمْنَ في لُجِّ السَّرابِ فمِنَ المجازِ المرشَّحِ؛ كما في الأساسِ.

  وِأَيْضاً: سَيْرُ السَّفينَةِ، كما في الصِّحاحِ.

  يقالُ: عامَتِ الإِبِلُ وِعامَتِ السَّفينَةُ.

  وِالعُومَةُ، بالضمِّ: دُوَيْبَّةٌ تَسْبَحُ في الماءِ كأَنَّها فَصٌّ أَسْودُ مُدَمْلكةٌ؛ ج عُوَمٌ؛ كصُرَدٍ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ وأَنْشَدَ للرَّاجزِ يَصِفُ ناقَتَه:

  قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه ... فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه

  حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه⁣(⁣٣)

  وِالعامُ: السَّنَةُ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ شيْخُنا: وعلى اتِّحادِهما جَرَى المصنِّفُ ففَسَّرَ كلَّ واحِدٍ منهما بالآخَرِ.

  وقالَ ابنُ الجواليقي: ولا تفرِّقُ عَوام الناسِ بينَ العامِ والسَّنَةِ ويَجْعلُونَهما بمعْنًى فيقُولُونَ: سَافَرَ في وقْتٍ مِنَ السَّنَةِ أَيّ وَقْت كانَ إلى مِثْلِه ذلك وهو غَلَطٌ، والصَّوابُ ما أَخْبَرْت به عن أَحْمدَ بنِ يَحْيَى أَنَّه قالَ: السَّنَةُ مِن أَيِّ يومٍ عَدَدْتَه إلى مثْلِه، وِالعامُ لا يكونُ إلَّا شِتاءً وصَيْفاً، وليسَ السَّنَةُ وِالعامُ مُشْتَقَّيْن مِن شيءٍ فإذا عَدَدْت مِنَ اليومِ إِلى مثْلِه فهو سَنَةٌ يَدْخلُ فيه نِصْفُ الشِّتاءِ ونِصْفُ الصَّيْفِ، وِالعامُ لا يكونُ إلَّا صَيْفاً وشِتاءً؛ ومِن الأوَّل يقَعُ الرّبْع والرّبْع والنِّصْف والنَّصْف، إذا حَلَفَ لا يكلِّمُه عاماً لا يدخلُ بعضُه في بعضٍ، إنَّما هو الشِّتاءُ والصَّيْف، فالعامُ أَخَصُّ


(١) في القاموس: «اسمٌ» منونة.

(٢) الأنبياء الآية ٣٣.

(٣) اللسان والصحاح.