تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غمم]:

صفحة 523 - الجزء 17

  وِيقالُ: صُمْنا لِلغَمَّى، كحَتَّى، وتُمَدُّ⁣(⁣١) أَي مع الفتْحِ يقالُ: صُمْنا للغَمَّاءِ، وتُضَمُّ الأُوْلَى، أَي مع القصْرِ؛ يقالُ: صُمْنا للغُمَّى، حَكَاه ابنُ السِّكِّيت عن الفرَّا؛ وِصُمْنا للغُمْيَّةِ، بالضمِّ وتَشْديدِ المِيمِ المَكْسورَةِ وياء مُشَدَّدَة مَفْتوحَة؛ كلُّ ذلِكَ إذا صَامُوا على غيرِ رُؤْيَةٍ.

  ويقالُ: لَيْلَةُ غُمَّى: آخِرُ لَيْلَةٍ مِن الشَّهْر، سُمِّيَت بذلِكَ لأنَّه غُمَّ علَيهم أَمْرُها، أَي سُتِرَ فلم يُدْرَ أَمِنَ القابِلِ أَمْ مِنَ الماضِي؟ قالَ:

  ليلةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها ... أَوْ غَلتُها ومُكْرَةٌ إِيغالُها⁣(⁣٢)

  وهي لَيْلَةُ الغُمَّى إذا غُمَّ عليهم الهِلالُ في اللّيْلةِ التي يَرُون أَنَّ فيها اسْتِهلالَه.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: غُمَّ وأُغْمِيَ وغُمِّيَ بمعْنًى واحِدٍ.

  وِغُمَّ عليه الخَبَرُ، بالضَّمِّ، غَمًّا، اسْتَعْجَمَ، مِثْلُ أُغْمِيَ، كما في الصِّحاحِ.

  وِالغَمامَةُ: السَّحابَةُ عامَّةً، أَو البَيْضاءُ منها سُمِّيَت لأنَّها تَغُمُّ السَّماءَ، أَي تَسْترُها؛ وقيلَ: لأَنَّها تَسترُ ضَوْءَ الشمْسِ.

  وِقد أَغَمَّتِ السَّماءُ، أَي تَغَيَّرَتْ، كذا وُجِدَ بخطِّ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ بعضُهم: صَوابُه: تَغَيَّمت.

  ج غَمامٌ وِغَمائِمُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحُطَيْئَةِ يمدَحُ سَعِيد ابن العاصِ:

  إذا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبيعُنا ... وِنُسْقى الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ⁣(⁣٣)

  وِالغَمامَةُ: فَرَسٌ لأبي دُوادٍ الإيادِيِّ، أَو لبَعْضِ مُلوكِ آلِ المُنْذِرِ على التَّشْبيهِ بالسَّحابَةِ في سَيْرِها.

  وِالغَمامُ: سَيْفُ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ، رضي اللهُ تعالى عنه. وغَيْمٌ مُغَمِّمٌ، وِ، كذا بَحْرٌ مُغَمِّمٌ، كمُحَدِّثِ: أَي كثيرُ الماءِ؛ وكَذلِكَ الرّكِيَّةُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَكِيَّةٌ مُغَمِّمٌ: تَمْلأُ كلَّ شيءٍ وتُغَرِّقُه؛ وأَنْشَدَ لأَوْسٍ يَرْثي ابْنَه شُرَيْحاً:

  على حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكَاءُ وأَدْرَكَتْ ... قَرِيحةُ حِسيٍ من شُرَيْحٍ مُغَمِّم⁣(⁣٤)

  أَي الغَامِر المُغَطِي.

  وِكُراعُ الغَمِيمِ، كأَمِيرٍ: وادٍ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن على مَرْحَلَتَيْنِ من مَكَّةَ.

  وقالَ نَصْر: بَيْنَ رابغَ والجُحْفَة. وضَمُّ غَيْنه قالَ شيْخُنَا: وقد حَكَاه ابنُ قرقول في مطالِعِهِ ولم يُتابِعُوه.

  وِإنَّما الغُمَيْمُ، كزُبَيْرٍ: وادٍ بدِيارِ حَنْظَلَةَ بنِ تَمِيمٍ.

  ويُعْرَفُ الأَوَّلُ أَيْضاً ببُرَقِ الغَمِيمِ؛ قالَ:

  حَوَّزَها مِن بُرَقِ الغَمِيمِ ... أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّلِيمِ

  وقد ذُكِرَ في القافِ.

  وِالغُمَيِّمُ، بالياءِ المُشَدَّدَةِ: ماءٌ لبَنِي سَعْدٍ.

  وِالغُمامُ، بالضَّمِّ: الزُّكامُ؛ وِمنه المَغْمومُ المَزْكومُ.

  وِالغَمَّاءُ، مَمْدوداً، وِالغُمَّى، كرُبَّى: الشَّديدَةُ مِن شَدائِدِ الدَّهْرِ، ويُكنى بها عن الدَّاهِيَةِ⁣(⁣٥).

  قالَ عليُّ بنُ حمزَةَ: إذا قَصَرْتَ الغُمَّى ضَمَمْتَ أَوَّلَها، وإذا فتحْتَ أَوَّلَها مَدَدْتَ، قالَ: والأَكْثَر على أَنَّه يجوزُ القصرُ والمدُّ في الأوَّلِ⁣(⁣٦)؟ قالَ مُغَلُسُ:

  وِأَضْرِب في الغُمَّى إذا كَثُرَ الوَغَى ... وِأَهْضِمُ إنْ أَضْحَى المَراضِيعُ جُوَّعا⁣(⁣٧)


(١) في القاموس: ويُمَدُّ.

(٢) اللسان والصحاح والأول في الأساس، بدون نسبة.

(٣) الديوان ط بيروت ص ٨٨ واللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٢٣ وفيه: «أن تم الذكاء ...»، واللسان.

(٥) في القاموس بالضم.

(٦) كذا بالأصل واللسان، وكتب مصححه: كذا في الأصل، ولعله في الثاني إذ هو الذي يجوز فيه القصر والمد.

(٧) اللسان والتهذيب ١٦/ ١٢٠.