تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع الميم

صفحة 524 - الجزء 17

  وقالَ ابنُ مُقْبل:

  خَروج مِنَ الغُمَّى إذا صُكَّ صَكَّةً ... بَدا والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ

  وأَنْشَدَنا شيْخُنا أَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ محمدٍ الأَنْدَلُسِيُّ:

  وِما يَكْشفُ الغَمَّاء إلَّا ابن حُرَّةٍ ... يَرَى غَمَرات المَوْت ثم يَزُورُها

  وِفي النوادِرِ: اغْتَمَّ النَّبْتُ واعْتَمَّ طَالَ والْتَفَّ وكَثُرَ.

  وِأَرْضٌ مُغِمَّةٌ، بضمِ الميم وكسْرِها، ومُعِمَّةٌ ومُغْلَوْلِية ومُعْلَوْلِية وعَمْياءُ وكَمْهاءُ: كُلٍّ ذلِكَ كَثِيرَةُ النَّباتِ مُلْتَفَّتُهُ.

  وِالغَمَمُ، محرَّكةً: سَيَلانُ الشَّعَرِ حتى تَضِيقَ الجَبْهَة، كما في الصِّحاح؛ وفي المُحْكَم: الوَجْه، والقَفَا، وفي الصِّحاحِ: أَو القَفَا.

  يُقالُ: هو أَغَمُّ الوَجْهِ والقَفَا؛ وجَبْهَةٌ غَمَّاءُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لهدبَةَ بنِ الخَشْرَمِ:

  فلا تَنْكحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهرُ بَيْننا ... أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ ليس بأَنْزَعا⁣(⁣١)

  قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: وهم يحبُّونَ النَّزَعَ ويَكْرهُونَ الغَمَمَ.

  وتقولُ المرْأَةُ: إذا كانَ الفَقْر والنَّزَع قَلَّ الجَزَع، وإذا اجْتَمَعَ الفَقْرُ وِالغَمَمُ تضاعَفَتِ الغُمَم.

  وِمِن المجازِ: سَحابٌ أَغَمُّ: لا فُرْجَة فيه.

  وِالغَمْغَمَةُ: أَصْواتُ الثِّوَرَةِ؛ وفي الصِّحاحِ: الثِّيرانِ، عندَ الذُّعْرِ، وِأَصْواتُ الأَبْطالِ في الوَغَى عندَ القِتالِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  يَفْلِقْن كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمه ... ضَرْباً فلا تَسْمع إلَّا غَمْغَمَه⁣(⁣٢)

  والجَمْعُ الغَماغِمُ؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

  وِظَلَّ لثِيرانِ الصَّمِيمِ غَماغِمٌ ... يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُغَلَّب⁣(⁣٣)

  وأَوْرَدَ الأَزْهرِيُّ هنا بَيْتاً نَسَبَه لعَلْقَمَةَ، وهو:

  وِظَلَّ لثِيرانِ الصَّمِيمِ غَماغِمٌ ... إذا دَعَسُوها بالنَّصِيِّ المُغَلِّب⁣(⁣٤)

  وِأَيْضاً: الكَلامُ الذي لا يُبَيَّنُ، ومنه صفَةُ قُرَيْش: فيهم غَمْغَمَةٌ؛ كالتَّغَمْغُمِ فيهما؛ وقالَ عَنْتَرَةُ:

  في حَوْمَةِ المَوْتِ التي لا يَشْتَكِي ... غَمَراتِها الأَبْطالُ غيرَ تَغَمْغُمِ⁣(⁣٥)

  وِالغَمِيمُ، كأَميرٍ: لَبَنٌ يُسَخَّنُ حتى يَغْلُظَ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ لأنَّه غُمَّ أي غُطِّي.

  وِالغَمِيمُ: الغَمِيسُ، وهو الكَلأُ تحتَ اليَبِيسِ، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ غيرُهُ: هو النَّباتُ الأَخْضَرُ تحتَ اليابِسِ.

  وِغُمَّى، كرُبَّى: ة في سَوادِ العِرَاق بينَ بَغْدادَ وبَرَدان، قالَهُ نَصْر.

  وِالغُمَّى: الأَمْرُ الشَّديدُ لا يُتَّجَهُ له؛ قالَ مُغَلَّسُ:

  حُبسْتُ بغَمّى غَمْرَةٍ فَتَرَكْتُها ... وِقد أَتْرُكَ الغَمَّى إذا ضاقَ بابُها⁣(⁣٦)

  وِيُفْتَحُ مع المَدِّ والقَصْرِ وقد تَقَدَّمَ.


(١) بهذه الرواية ورد في اللسان والصحاح والتهذيب ١٦/ ١١٩ والأساس والمقاييس ٤/ ٣٧٨ والتكملة، قال الصاغاني: والبيت مداخل والرواية:

فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا ... أكيبد مبطان الضحى غير أروعا

ضروبا بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشوا للفعال تقنعا

كليلا سوى ما كان من حد ضرسه ... أغم القفا والوجه ليس بأنزعا

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٧٠ برواية: «لثيران الصريم ... المعلب»، واللسان.

(٤) اللسان والتهذيب وفيه: «الصريم ... المعلب».

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٢٩، من المعلقة، وصدره:

في حومة الحرب التي لا تشتكي

والمثبت كرواية اللسان وفيه: «تشتكي».

(٦) اللسان.