تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قحم]:

صفحة 549 - الجزء 17

  قَثُمَ، ككَرُمَ، قَثْماً وِقَثامةً: أَي اغْبَرَّ.

  وِالقَثْمُ: لَطْخُ الجَعْرِ ونحوِهِ؛ والاسْمُ: القُثْمَةُ، بالضَّمِّ، وقد قَثِمَ، كفَرِحَ وكَرُمَ، قُثْمَةً، بالضَّمِّ، وِقَثَماً، محرَّكةً؛ ومنه سُمِّيَتِ الضَّبُعُ قَثام.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ: قَثامِ أَي اقْثِم، أَي اجْمَع، مطرد عندَ سِيْبَوَيْه، ومَوْقُوفٌ عندَ أَبي العبَّاسِ.

  وِالاقْتِثامُ: التَّذْلِيلُ⁣(⁣١).

  ويقالُ: هو يَقْثِمُ أَي يَكْسِبُ، ولذلِكَ سُمِّي قُثَمَ أَبا كاسِبٍ.

  وِالقُثَمُ: المُجْتَمِعُ الخَلْقِ. وقيلَ: الجامِعُ الكَامِلُ؛ وبه فُسِّرَ الحَدِيْث: «أَنْتَ قُثَمٌ وخَلْقُك قُثَمٌ». وِالقَثْم: القَطْعُ.

  وِالقاثِمُ: المُعْطِي.

  وِالقُثُمُ، بضمَّتينِ: الأَسْخِياءُ.

  [قحم]: قَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمْرِ، كنَصَرَ يَقْحُمُ قُحوماً: رَمَى بنفْسِه فيه فَجأَةً بِلا رَوِيَّةٍ، وهو مجازٌ.

  وقيلَ: رَمَى نفْسَه في نهرٍ أَو في وَهْدةٍ.

  وقيلَ: إِنَّما جاءَ قَحَمَ في الشِّعْرِ وَحْدِه.

  وِقَحَّمَهُ تَقْحِيماً: أَدْخَلَه في الأَمْرِ مِن غيرِ رَوِيَّةٍ.

  وفي حديثِ عائِشَةَ: «أَقْبَلتْ زَيْنَبُ تَقَحَّمُ لها»، أَي تَتَعرَّضُ لشَتْمِها وتدخلُ عليها فيه، كأَنَّها أَقْبَلتْ تشتُمُها مِن غيرِ تثبُّتٍ.

  وِأَقْحَمْتُه فانْقَحَمَ وِاقْتَحَمَ، وهُما أَفْصَحُ مِن قَحَمَ.

  وفي الحَدِيْثِ: «أَنا آخِذٌ بحُجَزِكُمْ عن النَّارِ وأَنْتُمْ تَفْتَحِمُونَ فيها»، أَي تَقَعُونَ فيها.

  وفي حَدِيْثِ عليِّ: «مَن سَرَّهُ أَنْ يَتَقَحَّمَ جَراثِيمَ جهنَّمَ فلْيَقْضِ في الجَدِّ»، أَي يَرْمِي بنفْسِه في مَعاظِمِ عَذابِها. وقالَ تعالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}⁣(⁣٢)، ثم فَسَّرَ اقْتِحامَها فقالَ: {فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ}.

  وِالقَحْمَةُ: د باليَمنِ في تهامَةَ، عَظيمٌ مَشْهورٌ.

  وِالقُحْمَةُ، بالضَّمِّ: الاقْتِحامُ في الشَّيءِ؛ هكذا في النُّسخ والصَّوابُ: الانْقِحامُ في السَّيْرِ؛ والجَمْعُ قُحَمٌ؛ ومنه قَوْلُه:

  لمَّا رَأَيتُ العامَ عاماً أَشْخَما ... كَلَّفْتُ نَفْسِي وصِحابي قُحَما⁣(⁣٣)

  وِالقُحْمَةُ: المَهْلَكَةُ والقَحْطُ⁣(⁣٤).

  وِأَيْضاً: السَّنَةُ الشَّديدَةُ، والجَمْعُ قُحَمٌ؛ قالَهُ أَبو زَيْدٍ الكِلابيُّ.

  يقالُ: أَصابَتِ الأَعْرابَ القُحْمَةُ إذا أَصَابَهم قَحْطٌ، كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: قُحْمَةُ الأَعْرابِ: أَنْ تُصِيبَهم السّنةُ فتُهْلِكَهم، فذلِكَ تَقَحُّمُها عَلَيهم أَو تَقَحُّمُهم بِلادَ الرِّيفِ.

  وِقُحَمُ الطَّريقِ، كصُرَدٍ: مَصاعِبُهُ وهو ما صَعُبَ منها على السَّالِكِ.

  وِالقُحَمُ من الشَّهْرِ: ثَلاثُ ليالٍ آخِرَهُ، لأَنَّ القَمَرَ قحَمَ في دُنُوِّهِ إلى الشمْسِ.

  وِقَحَّمَتْهُ الفَرَسُ تَقْحِيماً: رَمَتْه على وجْهِه؛ قالَ:

  يُقَحِّمُ الفارِسُ لو لا قَبْقَبُهْ⁣(⁣٥)

  كتَقَحَّمَتْ به وذلِكَ إذا نَدَّت به فلم يضبط رأْسَها ورُبَّما طَوَّحت به في وَهْدةٍ أَو وَقَصَتْ به؛ قالَ الرَّاجزُ:

  أَقولُ والنَّاقةُ بي تقَحَّمُ ... وِأَنا منها مُلْكيز مُعْصِمُ


(١) في اللسان: التزليل.

(٢) البلد، الآية ١١.

(٣) اللسان وفيه: «أسخما».

(٤) في القاموس: والمهلكةُ والسنةُ الشديدةُ والقحطُ.

(٥) اللسان والتهذيب.