تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرم]:

صفحة 563 - الجزء 17

  تُسَمَّى بذلِك أَيْضاً، وذلك المَوْضِعُ قُرْمَةٌ، بالضَّمِّ، وِقِرامٌ، بالكسْرِ، ومِثْلُه في الجَسَدِ الجُرْفَةُ.

  وِالقَرْمةُ، بالفتح، وِالقُرْمةُ وِالقُرامَةُ، بضمِّهما، تلك الجُلَيْدَةُ المَقْطوعةُ.

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: في السِّمات القُرْمةُ، وهي سِمَةٌ على الأَنْفِ ليْسَتْ بحَزِّ، ولكنَّها جَرْفةٌ للجلدِ ثم تُتْركُ كالبَعرةِ، فإذا حُزَّ الأَنْفُ حَزّاً فذلِكَ الفَقْر. يقالُ: بَعيرٌ مَفْقورٌ وِمَقْرُومٌ ومَجْرُوفٌ.

  وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: وأَمَّا المَقْرُومُ مِن الإِبِلِ فهو الذي به قُرْمَةٌ وهي سِمَةٌ تكونُ فَوْق الأَنْفِ تُسْلَخ منها جِلْدَةٌ ثم تُجْمَع فَوْقِ أَنْفِه.

  وقالَ اللّيْثُ: هي القُرْمةُ وِالقَرْمةُ، لُغتانِ، وتلْكَ الجلْدَةُ التي قطعْتَها هي القُرامَةُ، ورُبَّما قَرَمُوا مِن كِرْكِرَتِه وأُذُنِه قُرامات يُتَبَلَّغ بها في القحْطِ.

  وِناقَةٌ قَرْماءُ: بها قَرْمٌ في أَنْفِها؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وبه فَسَّر بعضُهم قَوْلَ تَأَبَّطَ شَرّاً⁣(⁣١) وأَنْكَرَه ابنُ الأَعْرابيِّ.

  وِالتَّقْرِيمُ: تَعْليمُ الأَكْلِ للصَّبيِّ.

  ومنه قوْلُ الأَعْرابيَّةِ ليَعْقوبَ تَذْكُر له تَرْبِيةَ البَهْم: ونحنُ في كلِّ ذلِكَ نُقَرِّمُه ونُعَلِّمُهُ.

  وِالقَرْمَةُ: عَلامَةٌ على سِهامِ المَيْسِر كالقَرْمِ.

  وِالقَرْمَةُ: ثَوْبٌ يُقْرَمُ به الفِراشُ، أَي يُحْبَسُ.

  وِالقِرامُ، ككِتابٍ: السِّتْرُ الأَحْمَرُ⁣(⁣٢).

  وفي الصِّحاحِ: سِتْرٌ فيه رَقْم ونُقُوشٌ؛ وأَنْشَدَ لشاعِرٍ يَصِفُ داراً:

  على ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوز كأَنَّها ... دَوائِرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: هو ثَوْبٌ مِن صوفٍ مُلوَّنٌ فيه أَلْوان مِن العِهنِ، وهو صَفِيقٌ يُتَّخَذُ سِتراً.

  وقيلَ: هو السِّتْرُ الرَّقيقُ، والجَمْعُ قُرُمٌ.

  وفي حدِيْثِ عائِشَةَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنها: دَخَلَ عليها وعلى البابِ قِرامٌ فيه تَماثِيلُ؛ وقالَ لَبيدٌ يَصِفُ الهَوْدَج:

  مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّه ... زوج عليه كِلَّةٌ وقِرامُها⁣(⁣٤)

  وقِيلَ: القِرامُ ثَوْبٌ مِن صوفٍ غَلِيظٌ جَدّاً يُفْرَش في الهَوْدَج ثم يُجْعَل في قَواعِد الهَوْدَج أَو الغَبِيط.

  أَو سِتْرٌ رَقيقٌ وَرَاء سِتْرٍ غَلِيظٍ كالمِقْرَمِ وِالمِقْرَمَةِ، كمِكْنَسَةٍ، ولو قالَ بكسْرِهِما كانَ أَجْوَدُ.

  وِهي أَي المِقْرَمَةُ: مَحْبِسُ الفِراشِ أَيْضاً، وقد قَرَّمَه بها إذا حَبَسَه.

  وِالقُرامَةُ، كثُمامَةٍ: ما الْتَزَقَ من الخُبْزِ في التَّنُّورِ⁣(⁣٥)، كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: هو ما تَقَشَّرَ مِن الخُبْزِ.

  وِأَيْضاً: العَيْبُ. يقالُ: ما في حَسَبِ فلانٍ مِن قُرامَةٍ، كما في الصِّحاحِ.

  وِالقُرامَةُ: كِرْكِرَةُ البَعيرِ لأَنَّه يقرمُ منها أَي يجرفُ.

  وِالقِرْمِيَّةُ، بالكسْرِ: عُقْدَةُ أَصْلِ البُّرَةِ مِن أَنْفِ النَّاقَةِ.

  وِقَرْمانُ ككَرْمانَ، أَي بالفتْحِ، وقد يُحَرَّكُ وهو المَشْهُورُ: إِقْلِيمٌ بالرومِ مُتَّسِعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادٍ وقُرَى، وكانتْ بها مُلُوك على الاسْتِقلالِ وهي الآنَ بيدِ مُلُوكِ آلِ عُثْمان، ومنهم شِرْذِمَةٌ بأطْرابُلُسَ المَغْرِبِ وهم رُؤساؤُها.

  وِقَرَمَى، كجَمَزَى ويُمَدُّ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ: ع باليَمامَةِ، وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لتَأَبَّطَ شَرّاً:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قول تأبط شرًّا أي الآتي وهو قوله: على قرماء الخ».

(٢) بعدها زيادة في القاموس نصها: «أو ثَوْبٌ مُلَوَّنٌ من صوفٍ فيه رقمٌ ونُقوشٌ»، وفي إحدى نسخ القاموس: مَنْقُوشٌ.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٦ وبالأصل: «بظلّ عصيه روح» والتصويب عن الديوان واللسان والتهذيب.

(٥) في القاموس: بالتَّنُّورِ.