تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قزم]:

صفحة 568 - الجزء 17

  بعَيْنَيْكَ رَغْفٌ إذْ رَأَيتَ ابْنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُها بقِرْقِمٍ يَتَزَبَّدُ⁣(⁣١)

  وِالمُقَرْقَمُ، بفتح القافَيْنِ: الذي لا يَشِبُّ، هو البَطِيءُ الشَّبابِ، يُسمِّيه الفُرْسُ شِيرَزْدَهْ، كما في الصِّحاحِ.

  وِقَرْقَمَ الصَّبِيَّ: أَساءَ غِذاءَهُ.

  وفي بعضِ الخَبَرِ: ما قَرْقَمَنِي إلَّا الكَرَمُ، أَي إِنَّما جِئْتُ ضَاوِياً لكَرَمِ آبائي وسَخائِهم عن بُطونِهم؛ قالَ الراجزُ:

  أَشْكُو إلى اللهِ عِيالاً دَرْدَقاً ... مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا⁣(⁣٢)

  وقد ذُكِرَ في السِّيْنِ والقافِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  القَرْقَمَةُ: ثِيابُ كَتانٍ بِيضٌ.

  وِتَقَرْقَمَ الوَحْشُ في وِجارِه: تَقَبَّضَ؛ نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ.

  وِالقرْقمانُ: اسْمٌ لما يسوّس في وَسَطِ الأَخْشابِ العَتِيقَةِ؛ وقد يُخَصُّ بما في داخِلِ المُقْلِ؛ ذَكَرَه الأطِبَّاءُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [قرهم]: القَرْهَمُ من الثِّيرانِ، كالقَرْهَبِ، وهو المُسِنُّ الضَّخْم.

  قالَ كُراعٌ: القَرْهَمُ المُسِنُّ.

  وأَيْضاً: مِن المعَزِ ذاتُ الشَّعرِ، وزَعَمَ أَنَّ المِيمَ في كلِّ ذلك بَدَلٌ مِن الباءِ.

  وِالقَرْهَمُ مِن الإِبِلِ: الضَّخْم الشَّديدُ.

  وِالقَرْهَمُ: السيِّدُ، كالقَرْهَبِ؛ عن اللَّحْيانيّ، وزَعَمَ أَنَّ المِيمَ بَدَلٌ مِن الباءِ وليسَ بشيءٍ.

  والقَرْهَمانُ: القَهْرَمَانُ؛ عن أَبي زَيْدٍ، وهو مَقْلوبُ.

  هذه الترجمة مَوْجودَةٌ في المُحْكَمِ والتهْذِيبِ، وإِنَّما تَرَكَها المصنِّفُ سَهْواً.

  [قزم]: القَزَمُ، محرَّكةً: الدَّناءَةُ والقَماءَةُ، كما في الصِّحاحِ.

  وفي الحدِيثِ: «كان يَتَعوَّذُ مِن القَزَم»، وهو اللُّؤْمُ والشُّحُّ، ويُرْوَى بالرَّاءِ، وقد تَقَدَّمَ.

  أَو صِغَرُ الجِسْم في المالِ وصِغَرُ الأَخْلاقِ في النَّاسِ.

  وِأَيْضاً: رُذالُ النَّاسِ وسَفِلَتُهم، للواحِدِ والجَمْعِ والذَّكَرِ والأُنْثَى، لأَنَّه في الأَصْلِ مَصْدَرٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لزيادِ بنِ مُنْقذ:

  وِهُمْ إذا الخَيْلُ جالُوا في كَواثِبِها ... فَوارِسُ الخَيْلِ لا مِيلٌ ولا قَزَمُ⁣(⁣٣)

  يقالُ: قَزَمٌ، وامْرأَةٌ قَزَمٌ، وهو ذو قَزَمٍ.

  وِقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ، في لُغَةٍ أُخْرَى؛ يقالُ: رجُلٌ قَزَمٌ؛ ورجُلانِ قَزَمانِ؛ وامرأَةٌ قَزَمَةٌ، ورِجالٌ أَقْزَامٌ، وامْرأَتانِ قَزَمتانِ، ونِساءٌ قَزَمات، وقيلَ: الجَمْعُ أَقْزامٌ وِقُزامَى، كسُكَارَى، وِقُزُمٌ، بضمَّتَيْنِ.

  ومنه حدِيثُ عليِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه في ذمِّ أَهْلِ الشامِ: «جُفاةٌ طَغامٌ عَبيدٌ أَقْزامٌ».

  وِقد قَزِمَ، كفَرِحَ، فهو قَزْمٌ، بالفتْحِ، وككَتِفٍ وعُنُقٍ وجَبَلٍ، وهي بهاءٍ في الكُلِّ.

  وِالقَزَمُ⁣(⁣٤): أَرْدَأُ المالِ وصِغارُه، ومنهم مَنْ خَصَّه فقالَ: صِغارُ الغَنَمِ، وهي الحَذَفُ.

  وِالقِزامُ، ككِتابٍ: اللِّئامُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  أَحْصَنُوا أُمُّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ ... تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ⁣(⁣٥)

  أي زوجوا.

  وِالقُزامُ، كغُرابٍ: الذي لا يَغْلِبُه أَحدٌ.


(١) اللسان وفيه: يتربد، ويروى: يتزبد.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) قوله: «القزم» ليس من القاموس.

(٥) اللسان والصحاح.