تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قمم]:

صفحة 588 - الجزء 17

  وِمِن المجازِ: قَمَّ الرَّجلُ يَقُمُّ قَمًّا إذا أَكَلَ ما على الخِوانِ كُلّه كاقْتَمَّهُ، فهو رجُلٌ مِقَمٌّ، بالكسْرِ.

  وِقَمَّ الفَحْلُ النَّاقَةَ يَقُمُّها قَمًّا: اشْتَمَل عليها وضَرَبَها فأَلْقَحَها⁣(⁣١)، كأَقَمَّها إِقْماماً فقَمَّتْ هي؛ واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على الإقْمامِ.

  وِالقَمِيمُ، كأَميرٍ: يَبيسُ البَقْلِ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيُّ.

  وقيلَ: هو حُطامُ الطَّرِيفَةِ وما جَمَعَتْهُ الرِّيحُ مِن يَبيسِها، والجَمْعُ أَقِمَّة.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: القَمِيمُ ما بَقِيَ مِن نَباتِ عام أَوَّل.

  وِتَقَمَّمَ: تَتَبَّعَ القُمامَ في الكُناساتِ، كما في الصِّحاحِ.

  وِتَقَمَّمَ الشَّيءَ: تَسَنَّمَهُ. يقالُ: شدّ الفَرَسُ على الحِجْر فتَقَمَّمَها أَي تَسَنَّمها، كما في الصِّحاحِ، كتَقَمْقَمَهُ.

  وِمِن المجازِ: القَمْقامُ، ويُضَمُّ: السَّيِّدُ، الكَثيرُ الخيْرِ الواسِعُ الفَضْلِ.

  واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على الفَتْح وهو مِن القُماقِمِ وِالقُماقِمةَ.

  وِالقَمْقامُ: الأَمْرُ العَظيمُ. يقالُ: وَقَعَ في قَمْقامٍ مِن الأَمْرِ.

  وِفي حدِيْث عليٍّ رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «يَحْملُها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجَرُ، وِالقَمْقامُ المُسَخَّر»: هو البَحْرُ كُلّه؛ قالَ الفَرَزْدقُ:

  وِغَرِفْت حينَ وَقَعْت في القَمْقامِ⁣(⁣٢)

  وِالقَمْقامُ: العَدَدُ الكَثيرُ؛ وهو مجازٌ؛ قالَ رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ:

  من نَوْفَلٍ في الحَسَبِ القَمْقامِ

  وقالَ رُؤْبَة:

  من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما⁣(⁣٣)

  أي مَنْ خَرَّ في عَدَدِنا غُمِر وغُلِب كما يُغْمرُ الواقِعُ في البَحْرِ الغَمْر؛ أَو مُعْظَمُهُ، أَي البَحْر لاجْتِماعِ مائِهِ، وحينَئِذٍ فالصَّوابُ في سِياقِ العِبارَةِ: والأَمْرُ العَظيمُ والعَدَدُ الكَثيرُ والبَحْرُ أَو مُعْظَمُه. كالقُمْقُمانِ، بالضَّمِّ، عن ثَعْلَب، وِالقُماقِمِ كعُلابِطٍ. ولو قالَ: كالقُمْقُمان وِالقُماقِم بضمّهما لأَصابَ.

  يقالُ: عَدَدٌ قَمْقامٌ وِقُماقِمٌ وِقُمْقُمانٌ، أَي كَثيرٌ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب للعجَّاج:

  له نَواحٍ وله أُسْطُمُّ ... وِقُمْقُمانُ عَدَدٍ قُمْقُمُّ⁣(⁣٤)

  وِالقَمْقامُ: صِغارُ القِرْدانِ لا تكادُ تُرَى مِن صِغَرِها.

  وِأَيْضاً: ضَرْبٌ من القَمْلِ شَدِيد التَّشبُّثِ بأُصُولِ الشَّعَر؛ كما في الصِّحاحِ.

  وِمِن المجازِ: قَمْقَمَ اللهُ تعالى عَصَبَهُ: أَي جَمَعَهُ وقَبَضَهُ؛ كما في الصِّحاحِ والأَساسِ.

  أَو جَفَّفَ عَصَبَهُ، أَو سَلَّطَ عليه القَمْقام، أَي القِرْدانَ الصِّغارَ.

  وقالَ ثَعْلَبٌ: أَي شَدَّدَهُ، ويقالُ ذلِكَ في الشتْمِ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: قَمَّ إذا جَفَّ، وقَمَمْتُهُ، بالتَّخْفيفِ، وفي بعضِ النُّسخِ بالتَّشْديدِ أَي جَفَّفْته.

  وِاقْتَمَّ: عالَجَ وطَلَبَ وِاقْتَمَّ: اعْتَمَدَ الشَّيءَ فلم يُخْطِئْهُ.

  وِاقْتَمَّ العِدْلَ: انْتَسَفَهُ قَبْلَ أن يَسْتَقِرَّ بالأَرْضِ.

  وِالقُمْقُمُ، كهُدْهُدٍ: الجَرَّةُ، عن كُراعٍ.

  وِأَيْضاً: آنِيَةٌ م مَعْروفَةٌ مِن نُحاسٍ وغيرِهِ يُسَخَّنُ فيها الماءُ، ويكونُ ضيِّق الرأْسِ.


(١) في القاموس: «لقحها» وتصرف الشارح بالعبارة.

(٢) ديوانه ط بيروت ٢/ ٣٠٥ وفيه: «فغرقت» وصدره:

وِحسبت بحر بني كُليب مصدراً

وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان والتهذيب، والديوان ص ١٨٤ والتكملة وبعده فيها:

كما هوى فرعون إذ تغمغما

(٤) ديوانه ص ٦٣ واللسان، والثاني في التهذيب، وبالأصل: «نواج».