تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الميم

صفحة 589 - الجزء 17

  قالَ الأَصْمَعيُّ: هو رُوميٌّ مُعَرَّبُ كُمْكُمْ، بكَافَيْن عجمِيَّتَيْن؛ وقالَ عَنْترةُ:

  وِكأَنَّ رُبّاً أَو كحِيلاً مُقْعَداً ... حَشَّ القِيانُ به جَوانِبَ قُمْقُمِ⁣(⁣١)

  ومنه اسْتُعِير لإناءٍ صغيرٍ مِن نُحاسٍ أَو فِضَّة، أَو صِينيٍّ يُجْعلُ فيها ماءُ الوَرْدِ، ولقد استظرف مَنْ قالَ:

  لقُمْقُمِ ماءِ الوَرْد أَكْبَرُ منَّةٍ ... لدَفْعِ ثَقِيلٍ مثلِ قِطْعَةِ جُلْمُودِ

  تقولُ له قُمْ قُمْ فإن دُمْت جالِساً ... فعمَّا قَليلٍ سَوْف تُطْردُ بالعُودِ

  وِالقُمْقُم: الحُلْقُومُ على التَّشْبيهِ.

  وِالقِمْقِمُ، بالكسْرِ: الرِّيشُ.

  وِأَيْضاً: يابِسُ البُسْرِ إذا سَقَطَ؛ قالَ مَعْدانُ بنُ عبيدٍ:

  وِآمةٍ أَكَّالةٍ للقِمْقِم⁣(⁣٢)

  وِقُمَيْقِمٌ، مُصغَّراً: ماءٌ يَنْزلُه مَنْ خَرَجَ مِن غانَةَ يُريدُ سَنْجار؛ قالَ القُطاميُّ:

  حَلَّتْ جَنُوبُ قُمَيْقِماً بِرِهانِها ... فمَتَى الخَلاصُ بذِي الرِّهانِ المُغْلَق؟⁣(⁣٣)

  وِرجُلٌ قَيْقَمٌ، كحَيْدَرٍ: واسِعُ الحَلْقِ، هذا محلُّ ذِكْرِه.

  وِتَقَمْقَمَ: ذَهَبَ في الماءِ وغُمِرَ حتى غَرِقَ؛ ومنه قَوْلُ رُؤْبَة:

  مَنْ خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما

  وقد تَقَدَّمَ.

  وِتَقَمْقَمَ الفَحْلُ النَّاقَةَ عَلاها بارِكَةً ليَضْرِبَها.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  القَمُّ: القُمامَةُ؛ عن اللّيْثِ. وِقُمامَةُ الجُرُنِ: كُساحَتُه.

  وِالقُمَّةُ، بالضمِّ: المَزْبَلَةُ؛ عن ابنِ بَرِّي وأَنْشَدَ:

  قالوا فما حالُ مِسْكِينٍ؟ فَقُلْتُ لهم ... أَضْحى كَقُمَّةِ دارٍ بَيْنَ أَنْداء⁣(⁣٤)

  وِقَمَّ شارِبَه: اسْتَأْصَلَه قَصًّا، تَشْبِيهاً بقَمِّ البَيْتِ وكَنْسِه.

  وِاقْتَمَّتِ الشاةُ الشيءَ: طَلَبَتْه لتأْكُلَه.

  وِالقَمِيمُ: السَّويقُ؛ عن اللَّحْيانيِّ، وأَنْشَدَ:

  تُعَلَّلُ بالنَّبيذةِ حين تُمْسي ... وِبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ⁣(⁣٥)

  وِاقْتَمَّ الفَحْلُ الإِبِلَ وِتَقَمَّمَها كقَمِّها حتى قَمَّتْ تَقِمُّ وِتَقُمُّ قُموماً، وإِنَّه لَمِقَمُّ ضِرابٍ؛ قالَ:

  إذا كَثُرَتْ رَجْعاً فَقَمَّمَ حَوْلَها ... مِقَمُّ ضِرابٍ للطَّرُوقَة مِغْسَلُ

  وِتَقَمَّمَ الرَّجلُ قِرْنَه: عَلاهُ؛ قالَ العجَّاجُ:

  يَقْتَسِرُ الأَقْرانَ بالتَّقَمُّمِ⁣(⁣٦)

  وجاءَ القَوْمُ القِمَّة أَي جَمِيعاً، دَخَلَتِ الأَلِفُ واللَّامُ فيه كما دَخَلَتْ في الجمَّاء الغَفِيرِ.

  وِقِمَّةُ النَّخْلةِ: رأْسُها. وِتَقَمَّمَها: ارْتَقَى فيها حتى يَبْلغَ رأْسَها.

  وِتَقْمِيمُ النَّجْم: أَنْ يتوسَّطَ السَّماءَ فتَراهُ على قِمَّةِ الرأْسِ.

  وهو حَسَنُ القِمَّةِ أَي اللِّبْسةِ والشَّخْصِ والهَيْئةِ.

  وِالقِمَّةُ: رأْسُ الإِنْسانِ خاصَّةً، قالَ:

  ضَخْم الفَرِيسةِ لو أَبْصَرْت قِمَّتَه ... بَيْنَ الرِّحالِ إذا شَبَّهْتَه الجَمَلا⁣(⁣٧)


(١) من معلقته، ديوانه ص ٢٢ وفيه: «حش الوقود»، واللسان.

(٢) اللسان، وفي التكملة: «قرقم» أكالة للقرقم، وبعده فيها:

مشعوفة برهز حكّ القرقم

(٣) اللسان.

(٤) اللسان ونسبه لأوس بن مغراء.

(٥) اللسان وكتب مصححه بحاشيته: كذا بالأصل والمحكم، والذي في المحكم في كمم ومعو: بالنهيدة، وفسر النهيدة بالزبدة.

(٦) ديوانه ص ٣٠١ واللسان والتكملة والتهذيب. ويروى: بالتقمقم.

(٧) اللسان والتهذيب وعجزه فيهما:

بين الرجال إذا شبهته الجبلا