تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لثم]:

صفحة 639 - الجزء 17

  وهذه صُورةُ اللِّجامِ والجَمْعُ أَلْجِمةٌ وِلُجُمٌ وِلُجْمٌ.

  وِاللِّجامُ: فَرَسُ بِسْطامِ بنِ قَيْسٍ الذي أَخَذَه مِن بني النُّهَيْمِ.

  وِاللِّجَامُ: ما تَشُدُّهُ الحائِضُ مِن خِرَقٍ ونحْوِها؛ وهو مجازٌ، وقد تَلَجَّمَتْ؛ ومنه حَدِيْث المُسْتحاضَة: تلَجَّمِي في علْمِ اللهِ ستّاً أَو سَبْعاً، أَي شُدِّي لِجاماً، وهو شَبِيهٌ بقَوْله: اسْتَثْفِري، كما في الصِّحاحِ، أَي اجْعَلِي مَوْضِع خُرُوج الدَّمِ عِصابةً تَمْنَعُ الدمَ، تَشْبيهاً بوَضْعِ اللِّجامِ في فَمِ الدَّابَّةِ.

  وِاللِّجامُ: سِمَةٌ للإِبِلِ تكونُ مِن الخَدَّيْنِ إلى صَفْقَي⁣(⁣١) العُنُقِ؛ عن أَبي عُبَيْدٍ؛ ج لُجُمٌ وِألْجِمَةٌ، ككُتُبٍ، وأَسْنِمَةٍ.

  وِقَوْلُهم: جاءَ فُلانٌ وقد لَفَظَ لِجامَهُ، إذا انْصَرَفَ من حاجتِه مَجْهوداً من الإِعْياءِ والعَطَشِ، كما يقالُ: جاءَ وقد قَرَضَ رِباطَهُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وهو مجازٌ.

  وِأَلْجَمَ الدَّابَّةَ: أَلْبَسَها اللِّجامَ، أَو أَلْجَمَها: وَسَمَها به، أَي باللِّجامِ الذي هو ضَرْبٌ مِن سِمَاتِ الإِبِلِ، والقِياسُ فيه مَلْجُومٌ، ولم يسْمَعْ، وأَحْسَن منه أَنْ يقالَ: به سِمَةُ لِجامٍ.

  وِاللُّجَمُ، كصُرَدٍ: دابَّةٌ أَصْغَر مِن العَظايَةِ؛ أَو هي سامُّ أَبْرَصَ، أَو الوَزَغُ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: أَكْبَر مِن شَحْمَةِ الأَرْض دُون الحِرْباء؛ قالَ أَدهمُ بنُ أَبي الزَّعْراء:

  لا يَهْتَدِي الغرابُ فيها واللُّجَمِ⁣(⁣٢)

  وقالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ يَصِفُ فَرَساً

  له مَنْخِرٌ مثْلُ حجر اللَّجَمْ⁣(⁣٣).

  أَو الضَّفادِعُ، جَمْعُ لُجْمةٍ، كاللُّجْمِ، بالضَّمِّ، جَمْعُ لجمةٍ.

  وِاللَّجَمُ، بالتَّحريكِ وكغُرَابٍ: ما يُتَطَيَّرُ منه⁣(⁣٤)، واحِدَتُه لَجَمَةٌ.

  وقيلَ: اللُّجَمَةُ الشُّؤْمُ.

  وِاللُّجْمَةُ، بالضمِّ: الجَبَلُ المُسَطَّحُ ليسَ بالضَّخْمِ، عن أَبي عَمْرِو.

  وِاللُّجْمَةُ: ناحِيَةُ الوادِي، جَمْعُه أَلْجامٌ؛ ومنه قَوْل الأَخْطلِ:

  وِمَرَّت على الأَلْجامِ أَلْجامِ حامرٍ ... يُثِرْن قَطاً لو لا سُراهن هُجَّدا⁣(⁣٥)

  أَرادَ جَمْع لُجْمةِ الوادِي، كما في التهْذِيبِ.

  وِاللَّجَمَةُ، بالتَّحريكِ: مَوْضِعُ؛ وفي بعضِ النسخِ: مَوْقِعُ اللِّجامِ من وَجْهِ الدَّابَّةِ.

  وِمِن المجازِ: لَجَمَ الثَّوْبَ لَجْماً: خاطَهُ.

  وِمِن المجازِ: لَجَّمَهُ الماءُ تَلْجِيماً: بَلَغَ فَاهُ كأَلْجَمَهُ؛ ومنه حدِيْث المحْشَرِ: «يَبْلُغ العَرَقُ منهم ما يُلْجِمُهم»، أَي يَصِل إلى أَفْواهِهِم فيَصِيرُ لهم بمنْزلَةِ اللِّجامِ يَمْنعُهم مِن الكَلامِ.

  وِرَوْضَةُ أَلْجامٍ، أَو رَوْضَةُ آجامٍ: حمى مِن الأحماءِ قُرْبَ المدينةِ المشرَّفَةِ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام، وبه فُسِّر قَوْل الأَخْطَل السابِقُ؛ وقالَ عروَةُ بنُ أُذَيْنَة⁣(⁣٦):

  جاد الربيع بشَوْطَى رَسم منزلة ... أُحبُّ من حُبها شُوْطَى وأَلْجامَا

  وِمُلْجَمٌ، كمُكْرَمٍ: اسْمُ⁣(⁣٧) رجُلٍ، وهو والِدُ عبْدِ


(١) في التهذيب: «صفقتي العنق» والأصل كالتكملة.

(٢) اللسان.

(٣) صدره في جمهرة ابن دريد ٢/ ١١١:

له غرة فشغت وجهه

وفي التكملة:

له ذنب مثل ذيل العروس

وعجزه في اللسان والتهذيب وفيه: «له سَبّةٌ».

(٤) بعدها زيادة في القاموس نصها: وبالضم: الهواءُ.

(٥) ديوانه ص ٩١ وفيه: «عوامد للألجام ألجام ...» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب ومعجم البلدان: «ألجام» والتكملة كالديوان.

(٦) عن معجم البلدان: «ألجام» وذكر بيته والضبط عنه، وبالأصل: «أذنية» تحريف.

(٧) في القاموس: اسمٌ، بالرفع منونة.