تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الميم

صفحة 643 - الجزء 17

  وِأَبو اللَّحَّامِ التَّغْلبيُّ، كشَدَّادٍ، وفي بعضِ النسخِ: الثَّعْلَبيّ، شاعِرٌ فارِسٌ في الجاهِلِيَّةِ.

  وِمِن المجازِ: اسْتَلْحَمَ الطَّريقَ، إذا تَبِعَه أَو رَكِبَه ولَزِمَه، كما في الأساسِ؛ أَو تَبعَ أَوْسَعَه ولَزِمَه؛ قالَ رُؤْبَةُ:

  وِمَن أَرَيْناهُ الطريقَ اسْتَلْحَما⁣(⁣١)

  وقالَ امْرؤُ القَيْسِ:

  اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها ... أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ إذا النَّقْعُ دَخَنْ⁣(⁣٢)

  وفي حَدِيْث أُسامَة: «فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ مِن العدُوِّ»، أَي تَبِعَنا.

  وِاسْتَلْحَمَ الطَّريقُ: اتَّسَعَ.

  وِمِن المجازِ اسْتُلْحِمَ الرَّجُلُ، مَجْهولاً: إذا رُوهقَ في القِتالِ.

  وفي الصِّحاحِ: احْتَوَشَه العدُوُّ في القِتالِ.

  وفي الأَساسِ: اسْتَلْحَمَه الخطبُ: نَشَبَ فيه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للعُجَيرِ السَّلوليّ:

  وِمُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّةً ... بَعِيدَ المَوالِي نِيلَ ما كان يَجْمَعُ

  وأَنْشَدَ ابنُ جنيِّ في المحتسبِ:

  الضَّارِبُونَ حبيك البيض إذ لَحِقُوا ... لا يَنْكِصون إذا ما اسْتلحمُوا وحموا

  وِمِن المجازِ: حَبْلٌ مُلاحَمٌ، بفتحِ الحاءِ، أَي مُغارٌ شَديدُ الفَتْلِ.

  وفي الصِّحاحِ: مَشْدودُ الفَتْلِ؛ وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ:

  مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ

  وِالمُلْحَمُ، كمُكْرَمِ: جِنْسٌ من الثِّيابِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ؛ وإِليه نُسِبَ أَبو تَغْلب عبدُ الوَهابِ عليِّ بن الحَسَنِ المُلْحَمِيُّ الفارِسِيُّ وآخَرُونَ.

  وِأَيْضاً: المُلْصَقُ بالقومِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيِّ، وهو مجازٌ؛ والمُرادُ به الدَّعيُّ الذي ليسَ منهم؛ قالَ الشاعِرُ:

  حتى إذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم⁣(⁣٣)

  وِمِن المجازِ: اللَّحِيمُ، كأَميرٍ: القَتِيلُ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ عن أَبي عُبَيْدَةَ.

  وِقد لُحِمَ، كعُنِيَ، أَي قُتِلَ.

  وفي الأساسِ: قُطِعَ لَحْمُه.

  وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لساعِدَةَ بن جُؤَيَّة:

  وِلكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به ... فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ⁣(⁣٤)

  وأَوْرَدَه الجَوْهرِيُّ:

  فقالوا: تَرَكْنا القومَ قد حَصَروا به

  قالَ ابنُ بَرِّي: صوابُ إِنْشادِه:

  فقالا تَرَكْناه

  وقَبْله:

  وِجاءَ خَلِيلاه إليها كِلاهُما ... يُفِيضُ دُموعاً غَرْبُهُنَّ سَجُومُ⁣(⁣٥)

  * قُلْتُ: وهكذا قَرَأْتُهُ في دِيوانِ شعْرِه، وهي رِوايَةُ الباهِلِيّ؛ ورَوَاهُ غيرُهُ:


(١) اللسان والتهذيب والتكملة وبعده فيها:

طاعتنا أو كان لحماً ملحما

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٢٣٢ برواية:

فقالوا عهدنا القوم قد حصروا به ... فلا ريب أن قد كان ثم لحيم

والمثبت كرواية اللسان عن ابن سيدة. وأورده الجوهري برواية:

فقالوا: تركنا القوم قد حصروا به ... وِلا ريب أن قد كان ثم لحيم

وانظر اللسان في روايةٍ، والتكملة.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٢٣٢.