تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الميم

صفحة 644 - الجزء 17

  قد كانَ ثَمَّ شَحِيمُ.

  والمعْنَى واحِدٌ.

  وِقَوْلُهم: نَبِيُّ المَلْحَمَةِ، فيه قَوْلانِ: أَي نَبيُّ القِتالِ، وهو كقَوْله في الحَدِيْث الآخَر: «بُعِثْتُ بالسَّيْفِ»؛ أَو نَبيُّ الصَّلاحِ وتَأْليفِ النَّاسِ كأَنَّه يُؤَلِّفُ أَمْرَ الأُمَّةِ، مِن لَحَمَ الأمْرَ إذا أَحْكَمَه وأَصْلَحَهُ، رَوَاهُ الأَزْهرِيُّ عن شَمِرٍ.

  وِالْتَحَمَ الجُرْحُ للبُرْءِ: الْتَأَمَ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ؛ أَي الْتَزَقَ.

  وِمِن المجازِ: الْتَحَمَتِ الحَرْبُ: اشْتَدَّتْ، وقد أَلْحَمْتُها، كما في الصِّحاحِ.

  وِمِن المجازِ: أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ، أي تَمِّمْ ما بَدَأْتَ مِن الإحْسانِ، وهو مَثَلٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: اسْتَلْحَمَ الزَّرْعُ واسْتَكَّ وازدَجَّ: أَي الْتَفَّ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ.

  وقالَ الأَصْمَعيُّ: أَلْحَمْتُ القومَ: أَطْعَمْتهم اللَّحْمَ؛ قالَ مالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ يَصِفُ ضبعاً:

  وِتَظَلُّ تَنْشِطُنِي وتُلْحِم أَجْرِياً ... وسْطَ العَرِينِ وليسَ حَيٌّ يَمنعُ⁣(⁣١)

  وقد أَشارَ إليه الجَوْهرِيُّ بقَوْلِه، والأَصْمَعيُّ بقَوْلِه.

  قالَ شَمِرٌ: والقِياسُ بغيرِ الأَلفِ.

  وبَيْتٌ لَحِمٌ، ككَتِفٍ: كَثيرُ اللَّحْمِ؛ وبه فُسِّرَ الحَدِيْثُ السابِقُ.

  وأَكَلَ لَحْمَهُ ورَتَعَ لَحْمَهُ: اغْتَابَهُ، وهو مجازٌ؛ وأَمَّا قَوْل الراجزِ يَصِفُ الخيْلَ:

  نُطْعِمُها اللَّحْمَ إذا عَزَّ الشَّجَرْ ... وِالخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَرْ⁣(⁣٢)

  قالَ الأَصْمَعيُّ: أَرادَ باللحْمِ اللَّبَنَ، سَمّى به لأنَّها تَسمَنُ على اللبَنِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: كانوا إذا أَجْدَبُوا وقَلَّ اللَّبَنُ يَبَّسُوا اللحْمَ وحَمَلوه في أَسْفارِهم وأَطْعَمُوه الخيْلَ، وأَنْكَر ما قالَهُ الأَصْمَعيّ وقالَ: إذا لم يكنِ الشجَرُ لم يكنِ اللبَنُ.

  وِلَحِمَ الصَّقْر ونحْوُه، كعَلِمَ: اشْتَهَى اللحْمَ.

  وِلَحْمَةُ الصقْرِ: الطائِرُ يُطْرَحُ إليه أَو يَصِيدُه.

  وِأَلْحَمْتُ الطَّيرَ إلحاماً.

  وِلَحِمَتِ الناقَةُ وِلَحُمَتْ لَحامةً وِلُحوماً فيهما، فهي لَحِيمةٌ: كثُرَ لَحمُها.

  وتَلاحَمَتِ الشجَّةُ: إذا الْتَحَمَتْ وبَرَأَتْ، وهو مجازٌ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ.

  وِأَلْحَمْتُه سَيْفي، وِأُلْحِمَ الرَّجُل، بالضمِّ: قُتِلَ.

  وِلَحِمَ رجُلاً، كعَلِمَ: قَتَله، أَو قَرُب منه حتى لَزِقَ به، أَو لَحَمه ضَرَبَه فأَصابَ لَحْمَه.

  وِالمُلْحَمُ، كمُكْرَمٍ: الذي أُسِرَ وظَفِر به أَعْدَاؤُه.

  وِلُحْمةُ الأَرْضِ: بَقْلُها.

  وِأَلْحَمَ نفْسَه الموتَ: جَعَلَها لُحْمةً له.

  وِأَلْحَمَه الأَرضَ: جَدَلَه.

  وِأَلْحَمَهُ القتالُ: لم يَجِد منه مَخْلصاً.

  وِأَلْحَمَ الرَّجُلُ: صارَ ذا لَحْمٍ.

  وِأَلْحَمَ بالمَكانِ: أَقامَ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ.

  وقيلَ: لَزِمَ الأَرضَ؛ وأَنْشَدَ:

  إذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيَة الرَّدى ... وِلم يَخْشَ رُزْأً منهما مَوْلَياهُما⁣(⁣٣)

  وفي الحَدِيْث: «فَأَلْحَمَ عنْدَ الثالثَةِ»، أَي وَقَفَ عنْدَها.

  وِأَلْحَمَهُ إلحاماً: لأَمَهُ فالْتَحَمَ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان، والأساس ونسبه للطرماح، وفيها: «اللحم عسر».

(٣) اللسان.