تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لمم]:

صفحة 658 - الجزء 17

  يَزُورُنا إلَّا لِمَاماً، أَي أَحْياناً على غيرِ مُواظَبَةٍ.

  وقالَ الفرَّاءُ في معْنَى الآيةِ: إلَّا المُتقارِبَ مِن الذنُوبِ الصَّغِيرَةِ، قالَ: وسَمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقولُ: ضَرَبْتُهُ ما لَمَمَ القَتْلِ؛ يُرِيدُونَ ضَرْباً مُتقارِباً للقَتْل، قالَ: وسَمِعْت آخَرَ يقولُ: أَلَمَّ يَفْعل كذا في معْنىَ كادَ يَفْعلُ.

  وذَكَرَ الكَلْبيّ: أَنَّ اللَّمَمَ النَّظْرةُ مِن غيرِ تعمُّدٍ، وهي مَغْفورةٌ، فإن أَعادَ النَّظَرَ فليسَ بلَمَمٍ، وهو ذَنْبٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: اللَّمَمُ مِن الذنُوبِ ما دونَ الفاحِشَةِ.

  وقيلَ: اللَّمَمُ مُقارَبَةُ المَعْصِيةِ مِن غيرِ إِيقاعِ فِعْلٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي حَدِيْث أَبي العِيالِ⁣(⁣١): «إنَّ اللَّمَم ما بينَ الحَدَّيْن حَدِّ الدُّنْيا وحَدِّ الآخِرَةِ»، أَي صِغارُ الذنُوبِ التي ليسَ عليها حَدٌّ في الدُّنْيا ولا في الآخِرَةِ.

  وِالمَلْمومُ: المَجْنونُ؛ وكَذلِكَ المَلْمُوسُ والمَمْسُوسُ.

  وِأَصابَتْه من الجِنِّ لَمَّةٌ: أَي مَسٌّ؛ معْناهُ أنَّ الجِنَّ تَلُمُّ به الأَحْيان، أَو شيءٌ قَلِيلٌ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:

  فإذا وذلك يا كُبَيْشةُ لم يكن ... إلَّا كَلِمَّة حالِمٍ بخَيالِ

  قالَ ابنُ بَرِّي: فإذا وذلك مُبْتدأٌ، والواو زائِدَةٌ، قالَ: كذا ذَكَرَه الأَخْفَشُ، وِلم يكن: خَبَرُه.

  وِالعينُ اللَّامَّةُ: المُصِيبةُ بسوءٍ؛ ومنه الحَديْثُ: أُعِيذُه مِن كلِّ عامَّةٍ⁣(⁣٢) ولامَّةٍ ومِن شرِّ كلِّ سامَّةٍ».

  قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وِلم يَقُل مُلِمَّة، وأَصْلها مِن أَلْمَمْتُ بالشيءِ تَأْتيه وِتُلِمَّ به ليُزاوِجَ قَوْله: ومِن شرِّ كلِّ سامَّةٍ.

  وقيلَ: لأنَّه لم يُرَد طَريقُ الفِعْل، ولكن يُرادُ أنَّها ذاتُ لَمَمٍ كقَوْلِ النابِغَةِ:

  كِلِيني لِهَمِّ يا أُمَيْمةَ ناصِب⁣(⁣٣)

  ولو أَرادَ الفِعْلَ لقَالَ مُنْصِب.

  وقالَ اللّيْثُ: العينُ اللَّامَّةُ هي التي تُصِيبُ الإِنْسانَ، ولا يقُولونَ لَمَّتْه العينُ ولكنْ حُمِل على النَّسَبِ بذي وذات.

  أَو هي كلُّ ما يُخافُ من فَزَعٍ أَو شَرِّ⁣(⁣٤) أَو مَسِّ.

  وِاللَّمَّةُ: الشِّدَّةُ؛ ومنه قَوْلُه: أُعِيذُه مِن حادِثاتِ اللَّمَّةْ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:

  علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها ... تُدِيلُنا اللَّمَّةَ من لَمَّاتِها⁣(⁣٥)

  وِاللُّمَّةُ، بالضَّمِّ: الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، أَو الأَصْحابُ في السَّفَرِ.

  قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: لُمَّةُ الرَّجلِ أَصْحابُه إذا أَرادُوا سَفَراً فأَصابَ مَنْ يصْحَبه فقد أَصابَ لُمَّةً.

  وِقيلَ: المُؤْنِسُ. وفي الحَديْث: «لا تُسافِروا حتى تُصِيبُوا لُمَّةً» أي رُفْقة.

  وفي حَدِيْث فاطِمَةَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنها: «أَنَّها خَرجَتْ في لُمَّةِ مِن نِسائِها»، أَي في جماعَةٍ.

  وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: قيلَ هي ما بينَ الثلاثَةِ إلى العشرَةِ وفي الحَدِيْث: «ألا وإنَّ مُعاوِيَةَ قد قادَ لُمَّة مِن الغُواةِ» أَي جَماعَة.

  يُسْتَعْمَلُ للواحِدِ والجَمْعِ، الواحِدُ لُمَّةٌ، والجَمْعُ لُمَّةٌ.

  وأَمَّا لُمَة الرَّجُلِ، بالضمِّ والتَّخْفِيفِ فقد ذُكِرَ في لَأَمَ.

  وِاللِّمَّةُ، بالكسْرِ: ما تَشَعَّثَ من رأْسِ المَوْتودِ بالفِهْرِ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ:

  وِأَشْعَثَ في الدازِدِي لِمَّةٍ ... يُطيلُ الحُفوفَ ولا يَقْمَلُ⁣(⁣٦)


(١) في اللسان: أبي العالية.

(٢) في اللسان: هامة.

(٣) ديوانه ص ٩ وعجزه:

وِليل أقاسيه بطيء الكواكب

(٤) في القاموس: وشرِّ.

(٥) اللسان والصحاح وفيها: «يدلننا» وبعده في اللسان:

فتستريح النفس من زفراتها

(٦) اللسان.