تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ميدم]:

صفحة 676 - الجزء 17

  الجَمْعَ أَفْواهٌ، ومِن النُّونِ كالسَّام في السّان، ومِن لامِ التَّعْريفِ كالحَدِيْث: «ليسَ مِن امبرا مصيام في امسفر».

  * قُلْتُ: وهي لغَةٌ يمانيَّةٌ.

  ومِن المُبْدَلَةِ بالنُّونِ أَيْضاً: نَحْو عمبر وشمباء في عَنْبر وشنباء؛ وقَوْل ذي الرُّمَّة:

  كأَنَّما عَيْنها منها وقد ضَمَرَتْ ... وِضَمَّها السَّيْرُ في بعضِ الأَضامِيمُ⁣(⁣١)

  قيلَ له: مِن أَيْن عَرَفْت المِيمَ؛ قالَ: والله ما أَعْرِفها إلَّا أَنِّي خَرَجْت إلى البادِيَةِ فكَتَبَ رجلٌ حَرْفاً، فسأَلْتُه عنه فقالَ هذا المِيمُ، فشبَّهْتُ به عينَ الناقَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ميم ميماً حَسَناً وحَسَنَةً: إذا كَتَبَها، وكَذلِكَ مَوّمها؛ ولذا قيلَ: إنَّ الصَّوابَ أنْ يُذْكَر في موم، كما نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ نَظَراً إلى هذا، وجَمَعه على التَّذْكيرِ أَمْيام وعلى التَّأْنِيثِ مِيمَات ومِيمَ والميمُ: الخَمْرُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  إِنِّي امْرؤٌ في سعَةٍ أَو مَحَلْ ... أمتزجُ المِيمَ بماءٍ ضَحَلْ

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [ميدم]: ميدومٌ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ البهنساوية، وقد دَخَلْتها، ومنها: مسندُ مِصْر أَبو الفتْحِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبْراهيمَ ابنِ أَبي القاسِمِ بنِ غاب البكْرِيُّ الميدوميُّ، وُلِدَ سَنَة ستمائةٍ وأَرْبَعٍ وستِّيْن، وسَمِعَ مِن النجيبِ الحرَّاني وابن علاق، وأَكْثَر عنه العراقيُّ أَيْضاً جدّاً، وتُوفي سَنَة سَبْعمائة وأَرْبَعٍ وخَمْسِين.

فصل النون مع الميم

  [نأم]: نَأَمَ، كضَرَبَ ومَنَعَ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُولى، نَئِيماً، كأَميرٍ: أَنَّ، أَو هو، أَي النَّئِيم شِبْه الأَنِيْن، أَو كالزَّحيرِ، أَو هو صَوْتٌ خَفِيٌّ، أَو ضَعيفٌ أَيًّا كانَ. وِالنَّئِيمُ: صَوْتُ القوسِ كالنَّأْمةِ، وقد نَأَمَتِ القَوْسُ؛ قالَ أَوَس:

  إذا ما تَعاطَوْها سَمِعْتَ لصَوْتِها ... إِذا أَنْبَضوا فيها نَئِيماً وأَزْمَلا⁣(⁣٢)

  ِأَيْضاً: صَوْتُ الأَسَدِ، وهو دُوْن الزَّئيرِ، وِيُسْتعارُ منه لصَوْتِ الظَّبْي، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:

  ألا إِنَّ سَلْمَى مُغْزِلٌ بثَبالةٍ ... تُراعي غُزالاً بالضُّحَى غيرَ نَوْأَمِ

  مَتى تَسْتَثِرْه من مَنامٍ يَنامُه ... لتُرْضِعَه يَنْئِمْ إليها ويَبْغُمِ⁣(⁣٣)

  وِالنَّأْمَةُ: النَّغْمَةُ والصَّوْتُ؛ وِمنه قَوْلُهم: أَسْكَتَ⁣(⁣٤) اللهُ تعالَى نَأْمَتَه، كما في الصِّحاحِ، وهو مَهْموزٌ مُخفَّفُ المِيمِ. ويقالُ: نامَّتَه مُشدَّدَة المِيمِ مِن غيرِ هَمْزٍ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: فَيُجْعَلُ مِن المُضاعَفِ.

  وفي المُحْكَم: وهو ما يَنِمُّ عليه مِن حَرَكتِه يُدْعى بذلِكَ على الإِنْسانِ.

  وقيلَ: معْناهُ أَي أَماتَهُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النَّئِيمُ: صَوْتُ البُومِ؛ قالَ الشاعِرُ:

  إلَّا نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا

  وَتنَأَّمَتِ الدِّيَكةِ: صَاحَتْ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  وِسَماع مُدْجِنةٍ تُعَلِّلُنا ... حتى نَؤُوبُ تَنَؤُّمَ العُجْمِ⁣(⁣٥)

  أَي الدِّيَكَة، هكذا رَوَاهُ مَهْموزاً، ورَوَاهُ غيرهُ: تَنَوُّم


(١) اللسان.

(٢) ديوان أوس بن حجر ط بيروت ص ٨٩ برواية: «عنها» بدل: «فيها».

(٣) اللسان.

(٤) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: وأَسْكَنَ.

(٥) اللسان.