تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجرم]:

صفحة 677 - الجزء 17

  بالواوِ، ويُرْوَى: تَناوُمَ، وعلى هذه الرِّوايةِ المُراد بالعُجْم مُلُوك العَجَم، لأَنَّهم كانوا يَتَناوَمُون على اللهْوِ.

  وِالنَّأْمةُ: الحَرَكَةُ. ويقالُ: ما يَعْصِيهِ زأْمَةً ولا نَأْمَةً، أَي ما يَعْصِيهِ كَلِمَةً، كما في الأساسِ.

  [نتم]: انْتَتَمَ فلانٌ علينا بقَوْلِ سُوءٍ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: أَي انْفَجَرَ بالقَوْلِ القَبيحِ والسّبِّ، كأَنَّه افْتَعَلَ من نَتَمَ، كما تقولُ مِن نَتَلَ انْتَتَلَ، ومِن نَتَقَ انْتَتَقَ، على افْتَعَلَ.

  وجَوَّزَ شيْخُنا أنْ يكونَ انْفَعَلَ من تَتَمَ، فمَوْضِعُه فَصْل التاءِ الفَوْقيَّةِ.

  * قُلْتُ: وفيه نَظَرٌ.

  وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو لمنظور الأسَدِيّ:

  قد انتَتَمتْ علَيَّ بقَوْلِ سُوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ لها وَجْهٌ دَمِيمُ

  حَلِيلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِيلٍ ... مُزَوْزِكَةٌ لها حَسَبٌ لَئِيمُ⁣(⁣١)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  نِتْمَى كذكرى: قَرْيةٌ بمِصْرَ بالقُرْبِ مِن محلَّةِ أَحْمدَ، كِلاهُما مِن أَعْمالِ حَوفِ رمْسِيسَ، وقد رأَيْتُها، ونُسِبَ إليها بعضُ العُلماءِ.

  [نثم]: نَثَمَ يَنْثِمُ وِانْتَثَمَ.

  أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: أَي تَكَلَّمَ بالقَبيحِ والسَّبِّ، هكذا أَوْرَدَه في فَصْل ن ت م قائِلاً: لا أَدْرِي انْتَثَمَتْ بالثاءِ أَو بتاءَيْن فَوْقِيَّتَيْن، قالَ: والأَقْرَبُ أنَّه مِن نَثَمَ يَنْثِمُ لأنَّه أَشْبَهُ بالصَّوابِ، قالَ: ولا أَعْرِف واحِداً منهما.

  [نجرم]: نَجِيرَمُ، بفتحِ النُّونِ والرَّاءِ وكسرِ الجِيمِ.

  أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ والجماعَةُ.

  وقالَ ابنُ السّمعانيِّ: هي مَحَلَّةٌ بالبَصْرَةِ.

  قُلْتُ: ويُرْوَى بفتحِ الجيمِ أَيْضاً، نَقَلَه ياقوتُ.

  ويقالُ أَيْضاً: نَجارمُ، رَوَاهُ ابنُ الأَشْرَف هكذا، ونَقَلَه ياقوتُ أَيْضاً.

  وقالَ ياقوتُ: نَجِيرَمُ بُلَيْدَةٌ مَشْهورَةٌ دُوْن سيراف ممَّا يَلِي البَصْرةَ على جَبَلٍ هناك على ساحِلِ البَحْرِ رأَيْتها مِرَاراً لَيْسَتْ بالكَبيرَةِ ولا بها آثارٌ تدلُّ على أنَّها كانتْ كَبيرةً أَوَّلاً، فإن كانَ بالبَصْرةِ محلَّةٌ يقالُ لها نَجِيرمُ فَهُمْ ناقلةُ هذا الاسم إليها وليسَ مِثْلَها ما ينقلُ منها قَوْم يَصِيرُ لهم مَحَلَّة.

  وقد خَرَجَ منها عُلماءُ مُحدِّثونَ وأَهْل الأَدَبِ منهم أَبو يَعْقوب يوسفُ بنُ يَعْقوب السعتريّ النجيرميُّ عن أَبي مسلم اللجي، وعنه أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ صخرِ الأَزْديِّ البَصْريِّ؛ ومنها أَيْضاً: إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ النجيرميُّ الكاتِبُ مُؤَلِّفُ كتابَ إيْمانُ العَرَب، وهو عنْدِي بخطِّ قَدِيم.

  [نجم]: النَّجْمُ: الكَوْكَبُ الطالِعُ؛ هذا هو الأَصْلُ، ج أَنْجُمٌ وِأَنْجامٌ، كأَفُلُسٍ وأَفْراجٍ؛ قالَ الطرِمَّاحُ:

  وِتجْتَلي غُرَّةَ مَجْهولِها ... بالرَّأْيِ منها قبلَ أَنْجامِها⁣(⁣٢)

  وِنُجومٌ، ومنه قول الشاعِرِ:

  ففي السَّماءِ نُجومٌ ما لَها عَدَدٌ ... وِليسَ يُكْسَفُ إلَّا الشَّمْسُ والقَمَرُ

  وِنُجُمٌ بضمَّتَيْنِ، وهو قَليلٌ، كسقفٍ وسُقُفٍ.

  ومِن الشاذِّ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: وعلاماتٍ وِبالنُّجُم هُم يَهْتَدُون⁣(⁣٣)؛ وهي قِراءَةُ الحَسَنِ؛ قالَ الرَّاجِزُ:


(١) اللسان والتكملة وفيها: «وانتتمت ... ذميم» قال الصاغاني: ولم أجده في شعر منظور.

(٢) اللسان وفيه: «بالرأي منه».

(٣) النحل، الآية ١٦.