تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الميم

صفحة 680 - الجزء 17

  وِالمَنْجَمُ، كمَقْعَدٍ: المَعْدِنُ. يقالُ: فلانٌ مَنْجَمُ الباطِلِ والضَّلالةِ، أَي مَعْدنُه، كما في الصِّحاحِ.

  وِالمَنْجَمُ: الطَّريقُ الواضِحُ؛ قالَ البَعِيث:

  لها في أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَم⁣(⁣١)

  وقَوْل ابن لَجَأٍ:

  فصَبَّحَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ ... أن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ⁣(⁣٢)

  أَي لم تُرِدْ أَن تَبْلغَ جُدَّة الصُّبْح طَريقتُه الحَمْراء.

  وِالمِنْجَمُ، كمِنْبَرٍ: حديدةٌ مُعْتَرضَةٌ في الميزانِ فيها لِسانُه، كما في الصِّحاحِ.

  وبه سَمَّى الحافِظُ السيوطيّ كتابَه المُتَضَمِّنَ لأسْماءِ شيوخِه بالمِنْجَم.

  وِمِن المجازِ: أَنْجَمَ المَطَرُ وغيرُه كالبَرْدِ والحُمَّى: أَقْلَعَ*، قالَ:

  أَنْجَمَتْ قُرَّةُ السَّماء وكانَتْ ... قد أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ⁣(⁣٣)

  وِأَنْجَمَتِ السَّماءُ: أَقْشَعتْ. يقالُ: أَثْجَمَت أَياماً ثم أَنْجَمَت.

  وِالمَنْجِمانِ، كمَجْلِسٍ ومِنْبَرٍ: عَظْمانِ ناتِئانِ في بَواطِنِ الكَعْبَيْن مِن ناحِيَتَيِ القَدَمِ يُقْبِل أَحَدُهما على الآخرِ إذا صُفَّتِ القَدَمان.

  وِالنّجَامُ، ككِتابٍ: وادٍ أَو ع، قالَ معقلُ بنُ خَوَيْلدٍ الهُذَليُّ:

  نَزِيعاً مُحْلِباً من أَهْلِ لِفْتٍ ... لِحَيٍّ بين أَثْلةَ والنِّجامِ⁣(⁣٤)

  هكذا فَسَّرُوه؛ ويُحْتَمل أَنْ يكونَ النِّجامُ هنا جَمْع نَجْمةٍ للنَّبْتِ الذي ذُكِرَ؛ ويَشْهَدُ له حَدِيْثُ جَريرٍ بينَ نَخْلَةٍ وضالةٍ وِنَجْمةٍ وأَثْلةٍ، فتأَمَّلْ ذلك.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النَّجِيمُ، كأَمِيرٍ: الطَّرِيُّ من النَّباتِ حينَ نَجَمَ فنَبَتَ، قالَ ذو الرَّمَّةِ:

  يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بينَ عُوجٍ كأَنَّها ... زِجاجُ القَنا منها نَجِيمٌ وعارِدُ

  وِالنُّجومُ: ما نَجَمَ مِن العُروقِ أَمامَ⁣(⁣٥) الرَّبيعِ تُرى رُؤُوسُها أَمْثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقًّا.

  وِالنَّجْمةُ: الكَلِمَةُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وِنَجْمةُ الصُّبْح: فَرَسٌ نَجِيبٌ.

  وِالنَّجَمَةُ، محرَّكةً: بُطَيْنٌ مِن العَرَبِ يَنْزلونَ بالجيْزَةِ مِن ريفِ مِصْر.

  وِالنَّجْمُ: نُزولُ القُرْآن نَجْماً نَجْماً، وبه فَسَّر بعضٌ قَوْله تعالَى: {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى}؛ وكذا قَوْله تعالَى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ}⁣(⁣٦)، وكان بينَ أَوّل ما نَزلَ منه وآخِره عِشْرونَ سَنَة.

  ونَظَرَ في النُّجومِ: فكَّرَ في أَمْرٍ يَنْظُر كيفَ يُدَبِّره، وهو مجازٌ، وبه فُسِّر قَوْلُه تعالَى حِكَايَةً عن سَيِّدنا إبْراهيم، #: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ}⁣(⁣٧).

  وقالَ الحَسَنُ: أَي تفكَّرَ ما الذي يَصْرِفُهم عنه إذا كلَّفوه الخُروجَ مَعَهم إلى عيدِهم.

  وِالمِنْجَمُ، كمِنْبَرٍ: الكَعْبُ وكلُّ ما نَتَأَ؛ وأَيْضاً: الذي يُدَقُّ به الوتدُ.

  ويقالُ: ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ ممَّا يَطْلبُون، كمَقْعَدٍ، أَي مَخْرج.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب.

(*) بعدها في القاموس: [كانْتَجَمَ]، ساقطة من الأَصل.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ديوان الهذليين ٣/ ٦٦ برواية: صريخاً مجلباً» واللسان.

(٥) كذا، الصواب: أيام الربيع.

(٦) الواقعة، الآية ٧٥.

(٧) الصافات، الآية ٨٨.