تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قشلب]:

صفحة 321 - الجزء 2

  وكُلُّ شَيْءٍ جَدِيدٍ: قَشِيبٌ، قال لَبِيدٌ:

  فالماءُ يجْلُو مُتُونَهُنَّ كما ... يَجْلُو التَّلامِيذُ لُؤْلُوًا قَشِبَا

  والقِشْبَةُ بالكَسْرِ: الرَّجُلُ الخَسِيسُ الدَّنِيءُ الَّذِي لا خَيْرَ عنْدَه، يَمَانِيَةٌ.

  والقِشْبَةُ: وَلَدُ القِرْد قال ابنُ دُرَيْدٍ: ولا أَدرِي ما صِحَّتهُ، والصَّحِيحُ: القِشَّةُ، وسيأْتِي ذِكْرُهُ.

  وقُشَابٌ كغُرابٍ: ع⁣(⁣١).

  وفي حَدِيثٍ: أَنه مَرَّ النَّبِيُّ، ، وعَلَيْهِ قُشْبانِيَّتانِ بالضَّمِّ أَي: بُرْدَتَانِ خَلَقانِ، وفي نسخةٍ: خَلقَتانِ⁣(⁣٢)، وقيل جَديدتانِ، كما في النِّهَاية. والقَشِيبُ من الأَضدادِ. حاصِل كلامِ الزَّمَخْشَرِيّ في الفائِقِ، وابْنِ الأَثيرِ في النّهاية: أَنَّ قَوْل الزّاعِمِ: إِنَّ بالكسر القُشْبَانَ جَمْعُ قَشِيب، إِنّ القُشْبَانِيَّةِ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ، أَيّ: إِلى الجَمْع، خارجٌ عن القِياسِ، غَيْرُ مَرْضِيٍّ من القَوْل، لا مُعَوَّلَ عَلَيْهِ؛ لأَنّ الجمع لا يُنْسَبُ إِليه، ولكِنَّهُ بناءٌ مسْتَطْرَفٌ للنسب⁣(⁣٣)، كالأَنْبجَانِيّ.

  والقاشِبُ: الخَيّاطُ الّذي يَلْقُط⁣(⁣٤) أَقْشَابَه، وهي عُقَدُ الخَيُوطِ، ببُزاقِهِ إِذا لَفَظَ بها والقاشِبُ: الَّذي قِشْبُهُ ضَاوٍ، وهو الضَّعِيفُ النَّفْسِ.

  وقَشَبَنِي رِيحُهُ: آذَانِي، كقَشَّبَنِي تَقْشِيباً، كأَنَّهُ قال: سَمَّنِي رِيحُهُ. وجاءَ في الحَدِيث «أَنَّ رَجُلاً يَمُرُّ عَلى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فيَقُولُ: يا رَبّ، قَشَّبَني رِيحُهَا، وأَحْرَقَني ذَكاؤُهَا» معناه: سَمَّنِي. وكلّ مسمُومٍ: قَشِيبٌ، ومُقَشَّب. كذا في النّهَاية⁣(⁣٥).

  وفي التَّوْشِيح: قَشَبَهُ الدُّخَانُ: مَلأَ خَياشِمَهُ، وأَخَذَ بكَظَمِه. انتهى. ورُوِيَ عن عُمَرَ: «أَنَّهُ وَجَدَ من مُعَاوِيَةَ، ®، رِيحَ طِيبٍ، وهو مُحرِمٌ، فقال: مَنْ قَشَبَنا؟» أَراد أَنّ رِيحَ الطِّيبِ على هذه الحال مع الإِحْرام [و]⁣(⁣٦) مخالفَةِ السُّنَّة قَشْبٌ، كما أَنّ رِيحَ النَّتْنِ قَشْبٌ، وكلّ قَذَرٍ؛ قَشْبٌ، وقَشَبٌ.

  ومن المَجَاز: رَجُلٌ⁣(⁣٧) مُقَشَّبٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي: ممزوجُ الحَسَبِ باللُّؤْمِ غَيْرُ خالِصٍ.

  * وممّا لم يذكُرْهُ المُصَنِّفُ: القِشْبُ، بالكسر، اليابسُ الصُّلْبُ.

  وقِشْبُ الطَّعَامِ، بِالكَسْرِ: ما يُلْقَى منه ممّا لا خير فيهِ.

  وعن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: القاشِبُ: الَّذِي يَعِيبُ النّاسَ بما فيهِ، يقال: قَشَبَهُ بعَيْبِ نفسِه. وقال غيره: وقَشَبهُ بِشَرٍّ: إِذا رماه بعَلَامَةٍ من الشَّرِّ يُعرفُ بها.

  ولم يذكُرِ المصنف «نَسْرٌ قَشِيب» وهو في مُصَنِّفَاتِ الغَرِيب، وقد قدَّمْنا شَرحَهُ.

  [قشلب]: القُشْلُبُ، كقُنْفُذٍ، وزبْرِجٍ: نَبْتُ قال ابْنُ دُرَيْدٍ: ليس بثَبَتٍ.

  [قصب]: القَصَبُ، محرّكةً: كلُّ نباتٍ ذي أَنابِيب، الواحدةُ قَصَبَةٌ، أَي بالهاءِ، وهذا مِمّا خالفَ فيه قاعِدتَهُ.

  وكلّ نَبَاتٍ كان ساقُه أَنَابِيبَ وكُعُوباً، فهو قَصَبٌ.

  والقَصَبُ: الأَبَاءِ، الواحدةُ قَصْبَاةٌ بالفتح، مقصوراً بأَلفِ الإِلحاقِ، وآخِرُهُ هاءُ تأْنيث وقال سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ، والحَلْفَاءُ والقَصْباءُ، ونحوُها: اسمٌ واحدٌ، يقع على جميعٍ، وفيه علامةُ التَّأْنيث، وواحدُهُ على بِنائِهِ ولَفْظِهِ، وفيه علامة التّأْنيث الَّتي فيه، وذلك قولُك للجميع حلْفَاءُ، والواحدة حَلفاءُ، وسيأْتي تحقيق ذلك في ح ل ف، جمَاعتُهَا، أَي: القَصبِ النّابتِ الكثير في مَقْصَبةٍ. وعن ابْنِ سِيدهْ: القَصْبَاءُ: مَنْبِتُهَا، وقد أَقْصبَ المكانَ.

  وأَرْضٌ قَصِبَةٌ كفَرِحَةٍ ومَقْصَبَةٌ بالفتح⁣(⁣٨)، أَيْ: ذاتُ قَصبٍ.


(١) في معجم البلدان: موضع في شعر الفضل بن العباس اللهبي حيث يقول:

سلي عالجتُ عليا عن شبابي ... وجاورت القناطر أو قُشابا

(٢) كذا في النهاية.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «النسب».

(٤) عن اللسان؛ وبالأصل «يلفظ».

(٥) «وأحرقني ذكاؤها» في متن الحديث ليست في النهاية.

(٦) زيادة عن النهاية.

(٧) في القاموس: حَسَبٌ بدل رجلٌ.

(٨) كذا بالأصل والأساس، وفي اللسان: مُقْصِبَة.