تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نشم]:

صفحة 687 - الجزء 17

  وِمنَّا ابنُ كُوزٍ والمُنَسِّمُ قَبْله ... وِفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ⁣(⁣١)

  وِناسَمَهُ مُناسَمَةً: شامَّهُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو طيِّبُ المُناسَمَةِ والمُنامَسَةِ.

  وِالنَّسَمُ، محرَّكةً: الأَنْفُ يُتَنَسَّمُ به؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحرِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ:

  عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ

  وِالمَنْسِمُ، كمَجْلِسٍ: البَيْتُ؛ عن ابنِ بَرِّي؛ وبه فُسِّر قَوْلهم: أَيْنَ مَنْسِمُك.

  وِالنَّسْمَةُ، بالفتحِ: العرْقَةُ في الحمَّامِ وغيرِهِ؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  ويقالُ: أَمْصلَتِ الناقَةُ وَلَدَها قَبْل أَنْ تَنَسَّمَ، أَي تجسَّدَ وتَمَّ وصارَ نَسَمَةً.

  وِتَنَسَّمَ الخَبَر وأَثَر فلانٍ حتى اسْتَبَانَه وِنَسَمَ لي منه خَبَرٌ وأَثَرٌ: أَي بانَ.

  وهو باقِي النَّسِيم: أَي القوَّةُ والصَّلابَةُ.

  وهو ثَقِيلُ الظلِّ بارِدُ النَّسِيمِ، يقالُ ذلِكَ للثَّقِيلِ، وهو مجازٌ.

  [نشم]: النَّشَمُ، محرَّكةً: شَجَرٌ للقِسِيِّ تُتَّخَذُ منه، وهو جَبَليٌّ مِن عُتُقِ العِيدانِ؛ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:

  يأْوِي إلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعّدةٍ ... شُمٍّ بِهِنَّ فُروعُ الضَّالِ والنَّشَمِ⁣(⁣٢)

  وقالَ امْرُؤ القَيْسِ:

  عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ ... غَيْرِ باناتٍ على وتَرِهْ⁣(⁣٣)

  وِنَشَّمَ اللَّحْمُ تَنْشِيماً: إذا تَغَيَّرَ وابْتَدأَتْ فيه رائِحَةٌ كَرِيهةٌ، كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: تَغَيَّرَتْ رِيحُه ولم يُنْتنْ.

  وفي التَّهْذِيبِ: تغيَّرَتْ رِيحُه لا مِن نَتَنٍ ولكنْ كَرَاهةً؛ وأَنْشَدَ:

  وِقد أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ ... خُضْرُ المَزادِ ولَحْمٌ فيه تَنْشِيمُ⁣(⁣٤)

  قالَ: خُضْرُ المَزادِ: ماءُ الكَرِشِ.

  وِنَشَّمَ في الأَمْرِ: إذا أَخَذَ فيه؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: ابْتَدَأَ فيه؛ كذا نَصُّ اللَّحْيانيّ، هكذا قالَ فيه، ولم يَقُل به.

  كَتَنَشَّمَ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ وذلِكَ إذا ابْتَدَأَ فيه ولم يُوغِل.

  وِنَشَّمَ في الشَّرِّ: أَخَذَ ونَشِبَ؛ ومنه قَوْلهم: نَشَّمَ الناسُ في عُثْمان، أَي طَعَنوا فيه ونالُوا منه، وأَصْلُه مِن تَنْشِيم اللَّحْم؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  قد أغْتدِي والليلُ في جَريمِه ... مُعَسْكِراً في الغُرِّ من نُجومِه

  وِالصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَديمِه⁣(⁣٥)

  قالَ: يُريدُ تَبدَّى في أَوَّل الصُّبْحِ.

  وِنَشَّمَتِ الأَرضُ تَنْشِيماً: نَزَّتْ بالماءِ؛ ومَرَّ للمصنِّفِ في التي قَبْلَها بالتَّخْفيفِ.

  وِنَشَّمَ اللهُ تعالى ذِكْرَهُ في الدُّنْيا: رَفَعَهُ.

  وِالنَّشَمُ مَقْلوبُ النَّمَشِ، يقالُ منه: نَشِمَ الثَّوْرُ، كفَرِحَ، فهو نَشِمٌ⁣(⁣٦): إذا كان فيه نُقَطٌ بيضٌ وِنقطٌ سُودٌ.


(١) اللسان والتهذيب والتكملة.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٩٤ برواية: «فروع القان» واللسان.

(٣) ديوانه ص ١٣٣ واللسان والتهذيب.

(٤) اللسان بدون نسبة، والأساس وفيه: «طعامهم» بدل: «شرابهم» ونسبه لعلقمة، وهو البيت ٤٩ من المفضلية ١٢٠ لعلقمة بن عبدة.

(٥) اللسان والتهذيب وزيد فيهما:

يدعُّه بضفتيْ حيزومه ... دعّ الربيب لحيتيْ يتيمه

(٦) في القاموس: نَشِيمٌ.