تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهم]:

صفحة 713 - الجزء 17

  [نهم]: النَّهَمُ، محرَّكةً وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ زادَ ابنُ سِيْدَه: وِالنَّهامةُ، كسَحابَةٍ: إِفْراطُ الشَّهْوَةِ في الطَّعام؛ زادَ ابنُ سِيْدَه: وأَنْ لا تَمْتَلِئَ عَيْنُ الآكلِ ولا تَشْبَعَ⁣(⁣١)؛ وقد نَهِمَ فيه كفَرِحَ، يَنْهَمُ نَهَماً، وعليه اقْتصر الجَوْهرَيُّ؛ زادَ غيرُهُ: وِمِثْلُ عُنِيَ، فهو نَهِمٌ، ككَتِفٍ وِنَهيمٌ وِمَنْهُومٌ، وفيه لفٌّ ونَشْرٌ مرتَّبٌ.

  وقيلَ: المَنْهومُ الرَّغيبُ الذي يَمْتَلِئُ بَطْنُه ولا تَنْتَهِي نفْسُه.

  وِالنَّهْمَةُ: الحاجةُ.

  وِقيلَ: بُلوغُ الهِمَّةِ والشَّهْوَةِ في الشَّيءِ؛ ومنه الحَديْثُ: «إذا قَضَى أَحدُكم نَهْمَتَه مِن سَفَرِه فلْيُعَجِّلْ إلى أَهْلِه».

  وِهو مَنْهومٌ بكذا: مُولَعٌ به؛ ومنه الحَدِيْث: «مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: طالِبُ عِلْمٍ وطالبُ دُنْيا».

  وِقد نَهِمَ، كفَرِحَ؛ وفي الصِّحاحِ: وقد نُهِمَ لكذا فهو مَنْهومٌ أَي مُولَعٌ به.

  وفي المُحْكَم: وأَنْكَرَها بعضُهم.

  وِنَهَمَ، كضَرَبَ، لُغَةٌ في نَحَمَ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، أَي زَجَرَ⁣(⁣٢).

  وِالنَّهْمُ وِالنَّهِيمُ: صَوْتٌ كأَنَّه زَحيرٌ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: هو شِبْهُ الأَنيْنِ؛ وأَنْشَدَ:

  ما لَكَ لا تَنْهِمُ يا فَلَّاحُ؟ ... إِنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ⁣(⁣٣)

  وِأَيْضاً: تَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ.

  وِنَهْمَةُ الأَسَدِ والرَّجلِ: نَأْمَتُهُ.

  وقالَ بعضُهم: نَهْمَةُ الأَسَدِ بَدَلٌ مِن نَأْمَتِه. وِنَهَمَ إِبِلَهُ، كمَنَعَ وضَرَبَ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، نَهْماً وِنَهِيماً وِنَهْمَةً، الأَخيرَةُ عن سِيْبَوَيْه، زَجَرَها بصَوْتِ لتَمْضِيَ في سَيْرِها.

  وِناقَةٌ مِنْهامٌ: تُطيعُ على النَّهْم، أَي الزَّجْرِ، ج مَناهِيمُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  أَلا انْهِماها إِنها مَناهِيمْ ... وِإِنَّها مَناجِدٌ مَتاهِيمْ

  وِإِنَّما يَنْهَمُها القومُ الهيمْ⁣(⁣٤)

  وِالنَّهامُ وِالنَّهامِيُّ، مَنْسوباً مُثَلَّثَيْنِ، الفتْحُ عن ابنِ الأَعْرابيّ، وقد اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرَةِ وقالَ: هو الحَدَّادُ، ومنه قَوْلُه:

  نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيْرَيْن في اللهَب⁣(⁣٥)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَعْشَى:

  سأَدْفعُ عن أَعْراضِكم وأُعِيرُكم ... لِساناً كمِقْراضِ النِّهاميِّ مِلْحَبا⁣(⁣٦)

  وِقيلَ: النَّهاميُّ النَّجَّارُ.

  وِالمَنْهَمَةُ: مَوْضِعُ النَّجْرِ.

  أَو النِّهامِيُّ، بالكسْرِ: صاحِبُ الدَّيْرِ، وهو الرَّاهبُ، لأنَّه يَنْهَمُ أَي يَدْعو؛ ويُضَمُّ.

  وِالنَّهامِيُّ: الطَّريقُ السَّهْلُ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: الطَّريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ.

  وِنِهْمٌ بالكَسْرِ، ابنُ عَمْرِو بنِ رَبيعةَ بنِ مالِكِ بنِ معاوِيَةَ بنِ صعبِ بنِ دومان بنِ بكيلٍ: أَبو بَطْنٍ مِن هَمْدانَ منهم: عَمْرُو ابنُ⁣(⁣٧) بَرَّاقَةَ النِّهْميُّ؛ برَّاقَةُ أُمُّه، وأَبوه منبه ابنُ زيْدِ بنِ شهرِ بنِ نِهْم؛ وكان منبهُ فارِساً شاعِراً، وحَفِيدُه عَمْرُو بنُ الحَرِثِ بنِ عَمْرٍو وكانَ مُعَمِّراً، ورَوَى عن الحُسَيْن بنِ عليٍّ، ذَكَرَه الهمدانيُّ.


(١) في القاموس: ولا يَشْبَعَ.

(٢) في الصحاح واللسان: «زحر» يعني تنفس بشدّة.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) اللسان والصحاح والأول والثالث في التهذيب والمقاييس ٥/ ٣٦٥.

(٥) اللسان والتهذيب ونسبه لأبي دواد.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٩ برواية: «وأدفع ...... الخفاجي ملحبا» فلا شاهد فيها والمثبت كرواية اللسان.

(٧) بالأصل: «بن» والصواب ما أثبت.