تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

«فصل القاف»

صفحة 325 - الجزء 2

  وثَوْرٍ بني عبدِ مناة قالت وجِيهةُ بِنتُ أَوْسٍ الضَّبِّيَّة:

  فمَا لِيَ إِن أَحْبَبْتُ أَرْضَ عَشِيرتِي ... وأَبْغَضْتُ طَرْفَاءَ القُصَيْبةِ مِن ذَنْبِ⁣(⁣١)

  كذا قرأْتُ في ديوان الحَمَاسة، لِأبِي تَمّامٍ.

  وقُصَيْبة: ع آخَرُ بيْن يَنْبُعَ وخَيْبَرَ⁣(⁣٢)، له ذِكرٌ في كُتُب السِّيَرِ، قِيل: هُو لِبَنِي مالكِ بْنِ سعْدٍ، بالقُرْب من أُوَارةَ، كان به منزِلُ العَجَّاجِ وولده وع آخر بالبَحْرَينِ.

  والقُصَيْبات: موضِعٌ بنواحِي الشَّام.

  وأَقصَب الرَّاعِي: عَافَتْ إِبلُهُ المَاءَ، عن ابْن السِّكيت.

  وعن الأَصمَعِيّ: قَصَبَ البَعِيرُ، فهو قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشْربَ، والقَوْمُ مُقْصِبُون: إِذا لم تَشْرَبْ إِبِلُهُم.

  والتَّقْصِيبُ: تَجْعِيدُ الشَّعَرِ يُقال: شَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَيْ مُجَعَّدٌ، وقَصَّبَ شَعَرَهُ: أَي جَعَّدَهُ، ولها قُصَّابَتانِ: أَي غَدِيرَتَانِ.

  والتَّقْصِيبُ أَيضاً: شَدُّ اليَدَيْنِ إِلى العُنُق وعن ابْن شُمَيْلٍ: يقال: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَقصَّبَه: أَي شَدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِه، ومنه سُمِّيَ القَصَّابُ قَصَّاباً.

  والمُقَصِّبُ⁣(⁣٣)، بكسر الصّادِ الْمشدَّدةِ، أَي على صيغة اسمِ الفاعل: الفَرسُ الجَوادُ السّابقُ⁣(⁣٤). قال شيخُنَا: وهذا الضَّبْطُ جَرى على خِلافِ اصطلاحِه، والأَوفقُ له قولُه: والمُقَصِّبُ كمُحَدِّثٍ، أَو هو الَّذِي يُحْرِزُ قَصَبَ السِّباقِ، أَي: يأْخُذُهَا ويَحُوزُهَا. وهو في معْنَيَيْهِ من المجاز كذا في الأَساس.

  ويقال للمُرَاهِنِ إِذا سبَقَ: أَحْرَزَ قَصبةَ السَّبْقِ، وقيل للسّابق: أَحْرَزَ القَصبَ؛ لأَنَّ الغايةَ التي يَسبق إِليها تُذرعُ بالقَصَب، وتُرْكَزُ تلك القَصبةُ عند مُنْتَهَى⁣(⁣٥) الغايَةِ، فمن سَبقَها، حازَهَا⁣(⁣٦) واسْتَحَقَّ الخَطَر، ويقال: حازَ قَصَبَ السَّبْقِ: أَي استولى على الأَمَدِ؛ وقال شيخُنا: وأَصلُه أَنهم كانُوا ينْصِبُونَ في حَلْبَةِ السِّبَاق قَصَبَةً، فمَنْ سبقَ، اقتَلَعَهَا وأَخَذَها، ليُعْلَمَ أَنَّهُ السّابقُ من غيرِ نِزَاعٍ، ثمّ كَثُر حَتَّى أُطْلِقَ على المُبَرِّزِ الّذِي يسْبِق الخَيْلَ في الحَلْبَة، والمُشمِّرِ المُسْرِعِ الخفيف، وهو كثير في الاستعمال، انتهى. وفي حديث سعِيد بْنِ العاصِ «أَنَّهُ سبَقَ⁣(⁣٧) بينَ الخَيْل، فجَعَلَهَا مائَةَ قَصَبَةٍ» أَرادَ⁣(⁣٨) أَنه ذَرَعَ الغايةَ بالقَصَبِ، فجعلها مِائَةَ قَصَبَةٍ.

  والمُقَصِّبُ، أَيضاً: هو اللَّبَنُ قَدْ كَثُفَتْ عَلَيْهِ الرَّغْوَةُ. وفي المَثَل: رَعَى فأَقْصَبَ، مثلُه للجَوْهَرِيّ والمَيْدَانِي يُضْرَبُ للرَّاعِي، لأنَّه إِذا أَساءَ رَعْيَها، لم تَشْرَبِ الماءَ، لأَنَّها إِنَّما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ؛ زادَ المَيْدَانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَنْ لا يَنْصَحُ، ولا يُبالغُ فيما تَوَلَّى حَتّى يَفْسُدَ الأَمْرِ.

  والقَصُوبُ، من الغَنَمِ: الَّتي تَجُزُّها، من باب ضَرَبَ.

  وتُدْعَى النَّعْجَةُ، فيُقَالُ: قَصَبْ قَصَبْ، بالتسْكِين فيهما.

  وفي الأَساس: تقول: قَصَبُ الخَطِّ⁣(⁣٩)، أَنْفَذُ من قَصَبِ الخَطِّ.

  وفيه في المَجَاز: وضَرَبَهُ على قَصَبَةِ أَنْفِه: عَظْمه.

  وفُلانٌ لم يُقْصَبْ: أَي لم يُخْتَنْ⁣(⁣١٠).

  * وزاد شيخُنا نَقْلاً عن بعضِ الدَّواوين: القَصَبُ عُرُوقُ الجَنَاحِ، وعِظامُها.

  والحَسَنُ بْنُ عبدِ اللهِ القَصَّابُ، وأَبو عبدِ اللهِ حَبِيبُ بْنُ أَبي عمرة القَصَّابُ⁣(⁣١١)، وأَبو نَصْرٍ مذكورُ بْنُ سُلَيْمَانَ المُخَرِّميّ⁣(⁣١٢) القَصَبانيُّ، بالنُّون، وأَبو حَمْزَةَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ القَصَّابُ القَصَبِيُّ، مُحَدِّثُونَ.


(١) اللسان ومعجم البلدان باختلاف الرواية.

(٢) في نسخة ثانية من القاموس: «بين المدينة وخيبر» ومثله في معجم البلدان وزاد: وهو وادٍ يزهو أسفل وادي الدوم.

(٣) في نسخة ثانية في القاموس: والمقصّب كالمحدّث.

(٤) قال الهروي في غريبه: السابق الأول والمصلي الثاني الذي يتلوه لأنه يكون عند صلاه الأول وصلاه جانباً ذنبه عن يمينه وشماله. قال: ولم نسمع في سوابق الخيل ممن يوثق بعلمه اسماً لشيء منها إلا الثاني والعاشر ... والعاشر السِّكيْت.

(٥) في النهاية: أقصى الغاية.

(٦) في النهاية: فمن سبق إليها أخذها.

(٧) عند الهروي: سابق.

(٨) «أراد أنه» عن النهاية وبالأصل «أراد به»

(٩) بالأصل «الحظ» وما أثبت عن الاساس وأشار إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(١٠) زيد في الأساس: من القَصْب بمعنى القطع.

(١١) القصاب هذه النسبة إلى ذبح الغنم وغيرها وبيع لحمه.

(١٢) في اللباب: المخرمي البغدادي - والمخرّم محلة ببغداد - والقصباني والقصبي نسبة إلى القَصَب أو إلى بيع القصب.