تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قصلب]:

صفحة 326 - الجزء 2

  ومَحَلَّةُ القَصَبِ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ من الغَرْبِيَّة، وقد دخَلْتُ إِحداهما.

  ووَاسِطُ القَصَبِ: مدينةٌ مشهورة بالعِرَاق، وقد يأْتي في وس ط. سُمِّيَت به، لِأَنَّها كانت قبل بِنائها قَصَباً.

  [قصلب]: القُصْلُبُ، بالضَّمِّ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الصّاغانيُّ: هو القَوِيُّ الشَّدِيدُ الصُّلْبُ، كالعُصْلُبِ⁣(⁣١) وقد تَقَدَّم.

  [قضب]: قَضَبه، يَقضِبُه، قَضْباً، من بابِ ضَرَب، كما في المختار: قَطَعَه، كاقْتَضَبَهُ، وقَضَّبَهُ الأَخير مُشَدَّداً، فانْقَضَبَ، وتَقَضَّبَ: انْقَطَع، قالَ الأعْشَى:

  ولَبُون مِغْرَابٍ حَوَيْتُ فأَصْبَحَتْ ... نُهْبَى وآزِلَة قَضَبْتُ عِقَالَها⁣(⁣٢)

  في لسان العرب: قال ابْنُ بَرِّيّ: صوابُ إِنشادِهِ «قَضَبْتَ عِقالها» بفتح التّاءِ، لأَنّه يخاطب الممدوحَ، والآزِلَة: النَّاقَةُ الضّامِزَة: الّتي لا تَجْتَرُّ، وكانُوا يَحْبِسُون⁣(⁣٣) إِبِلَهُم مَخَافَةَ الغارةِ، فلمَّا صارَت إِليك، أَيُّها المَمدوحُ، اتَّسَعَتْ فِي المَرْعَى، فكأَنَّها كانت معقولةً، فَقَضَبْت عِقَالَها.

  واقْتضَبتْه من الشيْءِ: اقتطَعْته. وفي حديث النّبِي، : أَنَّه «كان إِذا رَأَى التَّصْلِيبَ في ثَوْبٍ، قَضَبَهُ.

  قال الأَصمعيُّ: يَعْنِي قَطَعَ مَوْضِعَ التَّصليبِ منه.

  ومنهُ قيل: اقْتَضَبْت الحديثَ، إِنّمَا هو انْتَزَعْتُهُ واقْتَطَعْتُه.

  يقال: هذا شِعْرٌ مُقْتَضَبٌ، وكِتَابٌ مُقْتَضَبٌ.

  واقْتَضَبْت الحديثَ والشِّعْرَ: تَعَلَّقتُ⁣(⁣٤) به من غير تَهْيِئَةٍ أَو إِعدادٍ له. وفي الأَساس: من المجاز: اقْتَضَبَ الكلامَ: ارْتَجلَه، واقتَضَبَ حَديثَهُ: انتزَعَه واقتطَعَه. وانْقَضَبَ: انقَطَعَ عن صَحْبِهِ⁣(⁣٥).

  وانْقَضَبَ الكَوْكَبُ من مَحلِّه⁣(⁣٦): انْتَهَى، أَي: انْقَضَّ؛ قال ذُو الرُّمَّةِ: يصِفُ ثَوْراً وَحْشِيّاً:

  كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ في إِثْرِ عِفْرِيَةٍ ... مُسَوَّمٌ في سَوادِ الَّليْلِ مُنْقَضِبُ⁣(⁣٧)

  وقُضَابَتُهُ أَي الشَّيْءِ، كصُبَابَةٍ: ما اقْتُضِبَ منه، أو هو ما سَقَطَ من أَعالِي العِيدَانِ المُقْتَضَبَةِ، كذا خَصَّه بعضُهم.

  وقُضَابَةُ الشَّجَرِ: ما يَتساقطُ من أَطْرَافِ عِيدانِها إِذا قُضِبَتْ.

  والقَضْبُ: قَضْبُك القَضِيب، ونَحْوَه.

  وقَضَبَ فُلاناً، قَضْباً: ضرَبَهُ بالقَضِيبِ، أَي العُودِ، كما سيأْتي.

  وقال اللَّيْثُ: القَضْبُ: كُلُّ شَجَرَةٍ طالتْ وبَسطتْ، هكذا في نسختنا، وصوابُه: سَبِطَت أَغصانُهَا، بتقديم السِّين على الطّاءِ المُهْمَلَتَينِ⁣(⁣٨).

  القَضْب: اسمٌ يَقع على ما قَطَعْت⁣(⁣٩) من الأَغصانِ للسِّهامِ أَو القسيِّ، لاتِّخاذِها، قال رؤبة:

  وفارِجاً من قَضْبِ ما تَقَضَّبَا ... تُرِنٌّ إِرْنَاناً إِذا ما أَنْضَبَا

  أَراد بالفارِجِ، القَوْسَ.

  وفي تفسيرِ الفَرَّاءِ عندَ قَولِهِ تعالَى {فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا ٢٧ وَعِنَباً وَقَضْباً}⁣(⁣١٠) قال: وأَهلُ مَكَّةَ يُسَمُّونَ القَتَّ القَضْبَ⁣(⁣١١).

  وقال النَّضْرُ بنْ شُمَيْلٍ: القَضْب شَجَرٌ تُتَّخذَ منه القِسِيُّ، قال أَبو دُوَادٍ:


(١) عن اللسان، وبالأصل «كالصلب».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله مغراب كذا بخطه والذي في التكملة معزاب بعين مهملة وزاي قال فيها: ويروي وآزبة أي ضافرة لا تجتر، ويروى: فأصبحت غرثى ا ه. وقال في مادة أزب: هكذا رواه لي بالباء المعجمة بواحدة وهي التي تعاف الماء وترفع رأسها. قال: ورواه أبو العباس عن ابن الاعرابي: وآزية بالياء المعجمة باثنتين من تحتها. قال: وهي العيوف القذور، كأنها تشرب من الإزاء، وهو مصب الدلو ا ه»

(٣) عن اللسان، وبالأصل «يحتبسون».

(٤) اللسان: تكلمت به.

(٥) عبارة الاساس: وانقضب من أصحابه: انقطع.

(٦) في الاساس واللسان والمقاييس: من مكانه. وفي المقاييس: النجم بدل الكوكب.

(٧) مسوّم عن المصادر السابقة في الحاشية السابقة، وبالأصل «مسود».

(٨) ومثله في اللسان.

(٩) ضبط القاموس: «قُطِعَتْ» وفي اللسان: قَضَبْتَ.

(١٠) سورة عبس الآيتان ٢٧ - ٢٨. قال الغراء: القضب: الرُّطبة. وسيرد ذلك قريباً.

(١١) في اللسان: القَضْبة.