تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وضم]:

صفحة 731 - الجزء 17

  وِإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ ... وِاعْصِ ما يأْمرُ تَوْصيمُ الكَسِلْ⁣(⁣١)

  ومنه الحدِيْث: «أَصْبَحَ ثَقِيلاً مُوَصَّماً».

  وفي آخَر: «إلَّا تَوْصِيماً في جَسَدِي»؛ ويُرْوَى: تَوْصِيباً.

  وفي كِتابِ وائِلِ بنِ حُجْر: «لا تَوْصِيم في الدِّيْن»، أَي لا تَفْتُروا في إِقامَةِ الحُدودِ ولا تُحابوا فيها.

  كالوَصْمَةِ، وهي الفَتْرَةُ في الجَسَدِ.

  وِالوَصِيمُ، كأميرٍ: ما بينَ الخِنْصِرِ والبِنْصِرِ.

  * قُلْت: الصَّوابُ فيه بالضادِ المعْجمةِ، وأَنَّه بينَ الوُسْطَى والبِنْصِرِ، كما هو نَصُّ المُحْكَمِ عن الأَخْفَش.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الوَصْمَةُ: العَيْبُ في الكَلامِ، ومنه قَوْل خالِدِ بنِ صَفْوان: ولا أَعْلَمَ بوَصْمةٍ ولا أُبْنةٍ في الكَلامِ منه.

  ويقالُ: ما في فلانٍ وَصْمةٌ، أَي عَيْبٌ.

  ورجلٌ مَوْصومُ الحَسَبِ: إذا كان مَعيباً.

  [وضم]: الوَضَمُ، محرَّكةً: ما وقَيْتَ به اللَّحْمَ عن الأَرضِ من خَشَبٍ أَو حَصيرٍ⁣(⁣٢)؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للحُطَم القيسيِّ:

  لستُ براعِي إِبِلٍ ولا غَنَمْ ... وِلا بجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ⁣(⁣٣)

  وفي حدِيْثِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «إنَّما النِّساءُ لَحْمٌ على وَضَمٍ إِلَّا ما ذُبَّ عنه».

  قالَ الأَصْمَعيُّ: يقولُ فيهنَّ الضَّعْف مِثْل ذلك اللَّحْم لا يمتنعُ مِن أَحَدٍ إِلَّا أَن يُذَبَّ عنه ويُدْفَعَ؛ ج أَوْضامٌ وأَوْضِمَةٌ، ومنه المَثَلُ: إنَّ العَيْنَ تُدْني الرِّجالَ مِن أَكْفانِها والإِبِلَ مِن أَوْضامِها. وِوَضَمَهُ، كوَعَدَه، يَضِمُه وَضْماً: وَضَعَه عليه، كما في الصِّحاحِ.

  أَو وَضَمَهُ: عَمِلَ له وَضَماً؛ عن الكِسائيّ، كما في المُحْكَمِ؛ كأَوْضَمَهُ، كما في الصِّحاحِ؛ وِأَوْضَمَ له، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وِمِن المجازِ: تَرَكَهُم لَحْماً على وضَمٍ، إذا أَوْقَعَهُم، وفي المُحْكَمِ: أَوْقَعَ بهم، فذَلَّلَهُم وأَوْجَعَهُم.

  وفي الأساسِ: يقالُ: لَحْم على وَضَمٍ للذَّليلِ.

  * قُلْت: ومنه قَول الحريريّ:

  وِأبو صبية بدوا ... مثل لحمٍ على وَضَمْ

  وِالوَضِيمَةُ: صِرْمٌ من النَّاسِ يكونُ فيهم مائَتا إِنْسانٍ أَو ثَلاثُمائةٍ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  قالَ: وِالوضِيمَةُ أَيْضاً القومُ القليلُ يَنْزلونَ على قومٍ فيُحْسِنونَ إليهم ويُكْرِمونَهم.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومنه قَوْل ابنِ أَبَّاق الدُّبَيْريّ:

  أَتَتْني مِن بني كعْبِ بنِ عَمْرٍو ... وَضِيمتُهم لكَيْما يسأَلوني

  وِالوَضِيمَةُ: طَعامُ المَأْتَمِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الفرَّاء.

  وِأَيْضاً: شِبْهُ الوَثِيمةِ من الكَلأِ المُجْتمعِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِاسْتَوْضَمَه: ظَلَمَهُ واسْتَضَامَه؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ وهو مجازٌ.

  زادَ الزَّمَخْشرِيُّ: وجَعَلَه كالوَضَمِ في الذلِّ.

  وِمِن المجازِ: تَوَضَّمَها إذا جامَعَها؛ وفي الصِّحاحِ والأَساسِ: وَقَعَ عليها.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الوَضَمُ، محرَّكةً: مائِدَةُ الطَّعامِ.

  وقوْلُهم: الحيُّ وَضْمةٌ واحِدَةٌ، بالتَّسْكينِ، أَي جماعَةٌ مُتَقارَبَةٌ، كما في الصِّحاحِ.


(١) ديوانه ص ١٧٩ واللسان والصحاح والتهذيب والأساس والمقاييس ٦/ ١١٦.

(٢) في القاموس: وحَصِيرٍ.

(٣) اللسان والصحاح.