تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وعم]:

صفحة 732 - الجزء 17

  وِالوَضْمَةُ: صِرْمٌ مِن الناسِ كالوَضِيمةِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وِوضَمَ بَنُو فلانٍ على بَني فلانٍ: إذا حَلّوا عليهم؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وِوَضَمَ القومُ وُضوماً: تَجَمَّعوا.

  وإنَّ في جَفِيرِه لَوَضْمةً مِن نَبْل: أَي جَماعَة.

  وقالَ أَبو الخطَّابِ الأَخْفش: الوَضِيمُ ما بينَ الوُسْطَى والبِنْصِر. وقد ذَكَرَه المصنِّفُ في وَصَمَ وجَعَلَه بينَ البِنْصِرِ والخِنْصِرِ فأُخْطَأ مِن وَجْهَيْن.

  وِالأَوْضَمُ: موْضِعٌ.

  [وطم]: الوَطْمُ، كالوَعْدِ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو الوَطْءُ.

  وِوَطَمَ السِّتْرَ: أَرْخاهُ؛ ومَرَّ له في «أ ط م»، أَطَمَ على البيتِ: أَرْخَى سُتورَه؛ نَقَلَه ابنُ بُزْرج، وكأَنَّ الواوَ مُبْدلةٌ مِن الهَمْزةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَطِمَ الرَّجُل وَطْماً وِوُطِمَ، كعُنِيَ: احْتَبَسَ نَجْوه؛ عن ابنِ القطَّاعِ.

  [وظم]: الوَظْمَةُ، بالفتحِ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ. وذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هو التُّهْمَةُ، كذا في التَّهْذيبِ.

  [وعم]: الوَعْمُ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: خَطٌّ في الجَبَلِ يُخالِفُ سائِرَ لَوْنِه، ج وِعامٌ، بالكسْرِ.

  وِوَعَمَ الدَّارَ، كوَعَدَ ووَرِثَ، يَعِمُها وَعْماً: قالَ لها انْعِمِي.

  وفي التَّهْذيبِ عن يُونس بنِ حبيبٍ: وعَمْتُ الدارَ أَعِمُ وَعْماً: قُلْتُ: لها انْعِمي؛ وأَنْشَدَ:

  عِما طَلَلَيْ جُمْلٍ على النَّأْيِ واسْلَما

  وِمنه قوْلُهم في التّحيةِ: عِمْ صَباحاً وِعِمْ مَساءَ وِعِمْ ظَلاماً.

  قالَ يُونسُ: وسُئِلَ أَبو عَمْرٍو بنُ العَلاء عن قَوْل عَنْتَرةَ:

  وِعِمِي صَباحاً دار عَبْلَة واسْلَمي⁣(⁣١)

  فقالَ: هو كما يَعْمِي المَطَرُ ويَعْمِي البَحْرُ بزَبَدِه، فأَرادَ كثْرَةَ الدّعاءِ لها بالاسْتِسْقاءِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: كأَنَّه كَثُرَ هذا الحَرْف في كَلامِهم حَذَفوا بعضَ حُروفِه لمَعْرِفَةِ المُخاطَب به، وهذا كقَوْلهم: لا هُمَّ، وتَمامُ الكَلامِ اللهُم، وكقَوْلِكَ: لهِنَّك، والأَصْل لله إِنَّك.

  وقالَ شيْخُنا: جَعَلَ ابنُ مالِكٍ في التَّسْهيل وشَرْحِه عِمْ صَباحاً مِن الأَفْعالِ التي لا تَتَصرَّف ووَافَقَه على ذلِكَ جماعاتٌ.

  وقالَ شارِحُه البَدْر الدَّمامِيني: ويقالُ: عِمِي وعِمَا وعِمُوا وعِمن.

  قالَ الأَعْلَم: وَعَمَ يَعِمُ وِنَعَم يَنْعِمْ بمعْنًى فثَبَتَ بذلِكَ تَصرّفُه.

  قالَ شيْخُنا: ثم إنَّ ابنَ مالِكٍ في بحثِ القَلْب جَعَلَ أَصْلَ عِمْ انْعِمْ فحُذِفَتْ فاؤُه ثم هَمْزَة الوَصْل.

  قالَ الدَّمامِيني: وثَبَتَ أَنه يقالُ: وَعَمَ يَعِم بمعْنَى نعم فلا شُذُوذ مِن جهَةِ الحَذْفِ.

  قالَ شيْخُنا: وفي حاشِيَةِ السَّيِّد والسَّعْد كِلاهُما على الكشافِ ما يُوافِقُ كَلام ابنِ مالِكٍ.

  * قُلْتُ: وهو كَلامُ أَكْثَر أَئِمَّة اللّغَةِ، ولذا ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ في تَرْكيبِ «ن ع م»، وأَمَّا تَرْكِيب وَعَمَ فإنَّه ساقِطٌ عنْدَه.


(١) من معلقته، وصدره:

يا دار عبلة بالجواء تكلّمي