تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هصم]:

صفحة 758 - الجزء 17

  وِالهَضَّامُ وِالهاضومُ وِالهَضومُ: كلُّ دواءٍ هَضَمَ طَعاماً كالجُوارِشْنِ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الثانِيَةِ، وهو مجازٌ.

  وِمِن المجازِ: الهَضَّامُ وِالهَضُومُ: المُنْفِقُ لمالِهِ.

  يقالُ: هو هَضُومُ الشِّتاء: أَي يَكْسرُ مالَهُ ويُنْفِقُه؛ والجَمْعُ هُضُمٌ، ككُتُبٍ؛ قالَ زيادُ بنُ مُنْقِذ:

  وِحَبَّذا حين تُمْسي الريحُ بارِدةً ... وادِي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ بها هُضُمُ⁣(⁣١)

  يعْنِي أنَّهم يَجُودُون في وقْت الجَدْبِ وضِيقِ العَيْشِ، وأَضْيَقُ ما كانَ عَيْشُهم في زمَنِ الشِّتاءِ.

  وِالهَضَّامُ: الأَسَدُ، لأنَّه يَكْسرُ فَرِيسَتَه وكَذلِكَ الهَضُوم.

  وِمِن المجازِ: يَدٌ هَضومٌ أَي تَجودُ بما لَدَيْها تَنْفِيه فما تُبْقِيه، ج هُضُمٌ، ككُتُبٍ؛ قالَ الأَعْشَى:

  فأَمَّا إذا قَعَدُوا في النَّدِيّ ... فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدٍ هُضُمْ⁣(⁣٢)

  وِمِن المجازِ: الهَضَمُ، محرَّكةً في الإنْسانِ: خَمْصُ البَطْنِ ولُطْفُ الكَشْحِ وقِلَّةُ انْجِفارِ الجَنْبَيْنِ ولَطَافَتُهما، وهو أَهْضَمُ بيِّنُ الهَضَم.

  وفي الحَدِيْث: «أَنَّ امْرأَةً رأَتْ سَعْداً مُتَجَرِّداً وهو أَميرُ الكوفةِ، فقالتْ: إنَّ أَميرَكم هذا الأَهْضَمُ الكَشْحينِ»، أَي مُنْضَمُّهما؛ وهي هَضْماءُ وِهَضِيمٌ. يقالُ: امْرأَةٌ هَضيمٌ إذا كانتْ لَطِيفَة الكَشْحينِ؛ قالَ امْرؤُ القَيْس:

  إذا قلتُ: هاتي نُوِّلِيني تَمايَلَتْ ... إليَّ هَضِيم الكَشْحِ رَيَّا المُخَلخَلِ⁣(⁣٣)

  وِكذا بَطْنٌ هَضيمٌ وِمَهْضومٌ وِأَهْضَمُ؛ قالَ طرفَةُ:

  وِلا خَيْرَ فيه غيرَ أَنَّ له غِنًى ... وِأَن له كَشْحاً إذا قامَ أَهْضَما⁣(⁣٤)

  وِالهَضَمُ في الخَيْلِ: اسْتِقامةُ الضُّلُوعِ وانْضِمامُ أَعالي البَطْنِ أَو اسْتِقامَتُها ودُخولُ أَعاليها.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: هو انْضِمامُ الجَنْبَينِ وهو عَيْبٌ يكونُ فيها خِلْقةً، قالَ النابغةُ الجَعْديُّ:

  خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ ولمْ ... يَرْجِعْ إلى دِقَّةٍ ولا هَضَمِ⁣(⁣٥)

  وفَرَسٌ أَهْضَمُ.

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: لم يَسْبِقْ في الحَلْبةِ فَرَسٌ أَهْضَمُ قَطّ، وإِنَّما الفَرَسُ بعُنُقِه وبَطْنِه؛ كما في الصِّحاحِ.

  وِقَوْله، ø: {وَنَخْلٍ} طَلْعُها هَضِيمٌ⁣(⁣٦) أَي مُنْهَضِمٌ مُنْضَمٌّ في جَوْفِ الجُفِّ.

  وقالَ الفرَّاءُ: هَضِيمٌ ما دامَ في كَوافيرِهِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَي مَرِيءٌ، وقيلَ: ناعِمٌ، وقيلَ: مُنْهَضِم مُدْرِك.

  وقالَ الزَّجَّاج: الهَضِيمُ الداخلُ بعضُه في بعضٍ، وقيلَ: هو ممَّا قيلَ إنَّ رُطَبَه بغيرِ نَوًى، وقيلَ: الهَضِيمُ الذي يَتَهَشَّم تَهَشُّماً.

  وِالهاضِمُ: الشادِخُ.

  وفي المُحْكَمِ: ما فيه رَخاوَةٌ أَو لينٌ، صفَةٌ غَالِبَةٌ.

  وِقَصَبَةٌ مَهْضومةٌ وِمُهَضَّمَةُ، كمُعَظَّمَةٍ، وِهَضيمٌ: للتي يُزْمَرُ بها؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب لمالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه:


(١) اللسان وفيه: «به هُضُمُ».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٩٩ برواية:

إذا ما هم جلسوا بالعشيّ ... ت. وأيدي هُضُمْ

والمثبت كرواية اللسان.

(٣) من معلقته، ديوانه ص ٤٢ برواية:

هصرت بغودي رأسها فتمايلت ... إليّ هضيم ت.

والمثبت كرواية اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٨٢ واللسان والصحاح.

(٥) اللسان.

(٦) الشعراء، الآية ١٤٨.