تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الميم

صفحة 759 - الجزء 17

  كأَنَّ هَضِيماً من سَرارٍ مُعَيَّناً ... تَعاوَرَه أَجْوافُها مَطْلَعَ الفَجْرِ⁣(⁣١)

  وفي الصِّحاحِ: مِزْمارٌ مُهَضَّمٌ لأَنَّه، فيمَا يُقالُ، أَكْسارٌ يُضَمُّ بعضُها إلى بعضٍ؛ قالَ عَنْتَرةُ:

  بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كأَنَّما ... بركتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّم⁣(⁣٢)

  وقالَ لَبيدٌ يَصِفُ نَهِيقَ الحِمارِ:

  يُرَجِّعُ في الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ ... يَجُبْنَ الصَّدْرَ من قَصَبِ العَوالِي⁣(⁣٣)

  شبَّه مَخارِجَ صَوْتِ حَلْقِه بمُهَضَّماتِ المَزامِيرِ.

  وِالهَضْمُ، ويُكْسَرُ، وعلى الكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ: المُطْمَئِنُّ من الأَرضِ، كما في الصِّحاحِ.

  وِقيلَ: بَطْنُ الوادِي.

  وقيلَ: غَمْضٌ، ورُبَّما أَنْبَتَ.

  وقيلَ: أَسْفَلُ الوادِي.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: هو الهِضْمُ، بالكسْرِ، في غُيوبِ الأَرضِ.

  وِالهَضْمُ، بالفتحِ: البَخورُ.

  وقيلَ: الطِّيبُ.

  وقيلَ: هو كلُّ ما يُتَبَخَّرُ به غَيْر العُودِ واللُّبْنى؛ ج أَهْضامٌ وِهُضومٌ؛ قالَ:

  حتى إذا الوَحْش في أَهْضامِ مَوْرِدِها ... تَغَيَّبَتْ رابَها من خِيفةٍ رِيَبُ⁣(⁣٤)

  ومنه الحَدِيْث: «العَدُوُّ بأَهْضامِ الغِيطانِ».

  وقالَ المؤرِّجُ: الأَهْضامُ الغُيوبُ، واحِدُها هَضْمٌ، وهو ما غَيَّبَها عن الناظِرِ.

  وقالَ العجَّاجُ في الأَهْضامِ البَخورِ:

  كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ ... مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ

  أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ⁣(⁣٥)

  وقالَ آخَرُ:

  كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها ... بالليل ريحُ يَلَنْجوجٍ وأَهْضامِ⁣(⁣٦)

  وِالأَهْضَمُ: الغَليظُ الثَّنايا مِن الرِّجالِ.

  وِأَهْضامُ تَبالَةَ: ما اطْمَأَنَّ من الأَرْضِ بينَ جِبالِها.

  وقيلَ: هُنَّ قُرَاها؛ وتَبالَةُ: بَلَدٌ مُخْصِبٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ:

  فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ كأَنَّما ... هَبَطا تَبالَةَ مُخْصِباً أَهْضامُها⁣(⁣٧)

  وِبَنو مُهَضَّمَةَ، كمُعَظَّمَةٍ: حَيٌّ مِن العَرَبِ.

  وِالمَهْضومةُ: طيبٌ يُخْلَطُ بالمِسْكِ والبانِ.

  وِقالَ الأَثْرَمُ: الهَضيمةُ طَعامٌ يُعْمَلُ للمَيِّتِ، ج هَضائِمُ.

  وِالهُضَيْمِيَّةُ مَنْسوبةً، أَي بياءِ النِّسْبةِ، إلى هُضَيْم تَصْغيرُ هضم: ع؛ نَقَلَه ياقوتٌ.

  وِأَهْضَمَتِ الإِبِلُ للإِجْذاعِ والإِسْداسِ جَمِيعاً: إذا ذَهَبَتْ رواضِعُها وطَلَعَ غيرُها، وكَذلِكَ الغَنَمُ. يقالُ: أَهْضَمَتْ وأَدْرَمَتْ وأَفَرَّتْ، كذا في الصِّحاحِ.

  ويقالُ: أَهْضَمَ المُهْرُ للإِرْباعِ: دَنا منه، وكَذلِكَ الفَصِيلُ، وكَذلِكَ الناقَةُ والبَهِيمةُ، إلَّا أنَّه في الفَصِيلِ والبَهِيمةِ للإِرْباعِ والإسْداسِ جَمِيعاً.


(١) اللسان.

(٢) من معلقته، ديوانه ص ٢٢ وفيه: «على جنب الرداع» والمثبت كرواية اللسان والصحاح.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٠٩ واللسان والتهذيب والأساس.

(٤) اللسان والتهذيب ونسبه لذي الرمة.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٧٨ واللسان والصحاح وعجزه في التهذيب.