تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هلقم]:

صفحة 765 - الجزء 17

  وِهَمَّت الشمْسُ الثلْجَ أَذابَتْه.

  وِهَمَّ اللَّبَنَ في الصَّحْنِ إذا حَلَبَه.

  وِهَمَّ الغُزْرُ النَّاقَةَ يَهُمُّها هَمَّا: جَهَدَها كأَنَّه أَذابَها.

  وِهَمَّتْ خَشاشُ الأَرضَ تَهِمُّ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، دَبَّتْ، ومنه الهامَّةُ للدَّابَّةِ. يقالُ: نِعْمَ الهامَّةُ هذا: يعْني الفَرَسَ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: ما رأَيْتُ هامَّةً أَحْسَنَ منه، يقالُ ذلِكَ للفَرَسِ والبَعيرِ ولا يقالُ لغيرِهِما؛ ج هَوامٌّ.

  يقالُ: لا يَقَعُ هذا الاسْمُ إلَّا على المَخُوف مِن الأَحْناشِ.

  وقالَ شَمِرٌ: الهَوامُّ: الحَبَّاتُ وكلُّ ذي سَمٍّ يَقْتُلُ سَمُّه، وأَمَّا ما لا يَقْتُلُ ويَسُمُّ، فهو السَّوامُّ، مُشدَّدَةَ المِيمِ، لأنَّها تَسُمُّ ولا تَبْلُغُ أَن تَقْتلَ مِثْل الزُّنْبورِ والعَقْربِ وأَشْباهِها، قالَ: ومنها القَوامُّ، وهي أَمْثالُ القَنافِذِ والفَأْرِ واليَرابيعِ والخَنافِسِ، فهذه ليْسَتْ بهَوامَّ ولا سَوامَّ، والواحِدَةُ مِن هذهِ كُلِّها هامَّة وسامَّة وقامَّة.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: الهامَّةُ الحيَّةُ، والسامَّةُ العَقْربُ؛ وتَقَعُ الهامَّةُ على غيرِ ذواتِ السّمِّ القاتِلِ؛ ومنه قَوْل النبيِّ لكَعْب بن عُجْرة: «أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رأْسِك؛ أَرادَ بها القَمْل، لأنَّها تَدِبُّ في الرأْسِ وِتَهِمُّ فيه».

  وفي التَّهذِيبِ: وتَقَعُ الهَوامُّ على غيرِ ما يَدِبُّ مِن الحَيوانِ، وإن لم يَقْتُلْ كالحَشَراتِ.

  وِتَهَمَّمَ الشَّيءَ: طَلَبَه، ويقالُ: ذَهَبْتُ أَتَهَمَّمُه: أَي أَطْلُبُه، كما في الصِّحاحِ رُوِي ذلِكَ عن الفرَّاء؛ ورُوِي عنه أَيْضاً: ذَهَبْتُ أَتَهَمَّمُه أَنْظُر أَيْنَ هو.

  وِلا هَمامِ لي: مَبْنِيَّةً على الكَسْرِ كقَطامِ: أَي لا أَهُمُّ بذلِكَ، ولا أَفْعَلُه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ [للكميت]⁣(⁣١) يمدَحُ أَهْلَ البيتِ:

  إن أَمُتْ لا أَمُتْ ونَفْسِي نَفْسا ... نِ من الشَّكِّ في عَمًى أَو تَعامِ

  عادِلاً غيرَهم من الناسِ طُرَّا ... بِهِمُ لا هَمامِ لي لا هَمامِ⁣(⁣٢)

  أَي لا أَعْدِل بهم أَحَداً؛ ومِثْلُ قَوْله لا هَمامِ قراءَةُ مَنْ قَرَأَ: لا مَساسِ.

  قالَ ابنُ جنيِّ: هو الحِكايَةُ كأَنَّه قالَ مَساسِ فقالَ: لا مَساسِ، وكَذلِكَ قالَ في هَمامِ إِنَّه على الحكايَةِ لأنَّه لا يُبْنى على الكَسْر، وهو يُريدُ به الخبَرَ.

  وِالهامومُ: ما أُذِيبَ من السَّنامِ؛ ومنه قَوْل العجَّاجِ:

  وِانْهَمَّ هامومُ السَّدِيفِ الهارِي

  وِالهُمامُ، كغُرابٍ: ما ذابَ منه.

  وِالهُمامُ من الثَّلْجِ: ما سالَ من مائِهِ إذا ذابَ، قالَ أَبو وَجْزَةَ:

  مُمَنَّعاً كهُمامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ⁣(⁣٣)

  وِالهُمامُ: المَلِكُ العظيمُ الهِمَّةِ الذي إذا هَمَّ بأَمْرِ فعَلَهُ لقُوَّةِ عَزْمِه.

  وِأَيْضاً: السَّيِّدُ الشُّجاعُ السَّخِيُّ، خاصٌّ بالرِّجالِ، ولا يكونُ في النِّساءِ؛ كالهَمْهامِ، وفي بعضِ النسخِ، كالهمامِ، ج⁣(⁣٤) هِمامٌ، ككِتابٍ.

  وِالهُمامُ الأَسَدُ على التَّشْبيهِ.

  وِهُمامٌ: فَرَسٌ لبَني زَبَّانَ بنِ كَعْبٍ.

  وِالهِمَّةُ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ: ما هُمَّ به مِن أَمْرٍ ليُفْعَلَ.

  يقالُ: إنَّه لبَعِيدُ الهِمَّةِ وِالهَمَّةِ.

  وقالَ: العكبريُّ: الهمَّةُ: اعْتِناءُ القَلْبِ بالشيءِ.

  وقالَ ابنُ الكَمالِ: الهمَّةُ: قوَّةٌ راسخَةٌ في النَّفْس طالِبَة لمعَالي الأُمورِ هارِبَة مِن خَسائِسِها.


(١) زيادة عن الصحاح واللسان.

(٢) البيتان في اللسان والثاني في الصحاح والتهذيب والأساس والمقاييس ٦/ ١٤.

(٣) صدره:

نواصح بين حَمَّاو بن أحصنتا

والبيت في اللسان والتهذيب.

(٤) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: هِمامٌ.