تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الميم

صفحة 766 - الجزء 17

  وِالهَمَّةُ الهِمَّةُ: الهَوَى. وِيقالُ: هذا رجُل هَمُّكَ من رجُلٍ وِهِمَّتُكَ من رجُلٍ، أَي حَسْبُكَ مِن رجُلٍ.

  وِالهِمُّ وِالهِمَّةُ، بكسْرِهِما، الأخيرَةُ عن كُراعٍ: الشَّيْخُ الفاني البالي؛ قالَ:

  وِما أَنا بالهِمِّ الكبيرِ ولا الطِّفْلِ⁣(⁣١)

  وفي شِعْرِ حُمَيْد:

  فحَمَّلَ الهِمَّ كِنازاً جَلْعَداً

  وقد يكونُ الهِمُّ وِالهِمَّةُ مِن الإِبِلِ، قالَ:

  وِنابٌ هِمَّةٌ لا خَيْرَ فيها ... مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِي

  وِقد أَهَمَّ ج أَهْمامٌ وهي هِمَّةٌ، بالكسْرِ، ج هِمَّاتٌ وِهَمائِمُ على غيرِ قِياسٍ، والمَصْدَرُ الهُمومَةُ، بالضمِّ، وِالهَمامَةُ، وقد انْهَمَّ وِأَهَمَّ.

  وِالهَمِيمُ⁣(⁣٢)، كأَميرٍ: المَطَرُ الضَّعيفُ الليِّنُ الدُّقاقُ القَطْر، كالتَّهْميمِ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  مَهْطولة من رياض الخُرْج هيَّجها ... مِن لَفِّ سارِيَةٍ لَوْثاءَ تَهْميمُ⁣(⁣٣)

  وِالهَمِيمُ: اللَّبَنُ الذي حُقِنَ في السِّقاءِ الجَديدِ ثم شُرِبَ ولم يُمْخَضْ.

  وِيقالُ: سحابَةٌ هَمومٌ أَي صَبوبٌ للمَطَرِ.

  وِتَهَمَّمَه: طَلَبَه، وهذا قد تقدَّمَ فهو تكْرارٌ.

  وِأَيْضاً: تَحَسَّسَه يَنْظر أَيْن هو، عن الفرَّاء وقد ذُكِرَ أَيْضاً وِتَهَمَّمَ رأْسَه إذا فَلاهُ.

  وِالهَمومُ: الناقَةُ الحَسَنَةُ المَشْي؛ عن أَبي عَمْرٍو.

  وِالهَمومُ: البئْرُ الكثيرَةُ الماءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  إِنَّ لنا قَلَيْذَماً هَموماً ... يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما⁣(⁣٤)

  وِالهَمومُ: القَصَبُ إذا هَزَّتْه الرِّيحُ فتَراهُ يُصوِّتُ، والصَّوابُ فيه الهُمْهومُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لرُؤْبَة:

  هزَّ الرياحِ القَصَبَ الهُمْهوما

  وِالهَمْهَمَةُ: الكلامُ الخَفِيُّ الذي يُسْمَع ولا يُفْهَم مَحْصولُه؛ قالَهُ ابنُ أَبي الحَديدِ.

  وِالهَمْهَمَةُ: تَنْويمُ المرأَةِ الطِّفْلَ بصَوْتِها تُرَقِّقُه له؛ والصَّوابُ فيه التَّهْمِيم، يقالُ: هَمَّمَتِ المرأَةُ ولا يقالُ هَمْهَمَتْ.

  وِالهَمْهَمَةُ: تَرَدُّدُ الزَّئيرِ في الصَّدرِ من الهَمِّ والحُزْنِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لرجُلٍ قالَهُ يَوْمَ الفتْحِ يخاطِبُ امْرأَتَه:

  إنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمَهْ ... إذْ فَرَّ صَفْوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ

  إلى أَن قالَ:

  لهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَهْ ... لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدْنَى كَلِمَهْ⁣(⁣٥)

  * قُلْت: وهو قَوْل الرَّاعش الهُذَليّ ومَرَّ ذِكْرُه في «خ ن د م».

  وِأَصْلُ الهَمْهَمَةِ في نحوِ أَصْواتِ البَقَرِ والفِيَلَةِ وشِبْهِها.

  وِقيلَ: الهَمْهَمَةُ كُلُّ صَوْتٍ معه بَحَحٌ.

  وِهَمْهَمَةٌ: اسمُ رجُلٍ.

  وِالهِمْهيمُ، بالكسْرِ: الأَسَدُ؛ كالهَمْهامِ وِالهُمْهومِ، بالضمِّ، وقد هَمْهَمَ.

  وِالهِمْهِيمُ: الحِمارُ المُرَدِّدُ نَهيقَهُ في صَدْرِهِ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحِمارَ والأُتُن:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) في اللسان: والهميمة.

(٣) ديوانه ص ٥٧٣ واللسان والتكملة وعجزه في التهذيب.

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) الرجز لأبي الرعاس الهذلي، شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧٨٧ و ٧٨٨.