تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هيم]:

صفحة 770 - الجزء 17

  وِهَوْمُ المَجوسِ: دَواءٌ م مَعْروفٌ، فارِسِيَّتُه مُرانِيَهْ، مُفَتَّتٌ للحَصاةِ جِدًّا، مُدِرٌّ.

  وِالهُوامُ، بالضَّمِّ: الهُيامُ، لُغَةٌ فيه.

  وِالأَهْوَمُ: الرَّجُل العَظيمُ الهامَةِ، أَي الرَّأْسِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هامَةُ: اسْمُ حائِطٍ بالمدِينَةِ المشَرَّفَةِ؛ أَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ:

  من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها⁣(⁣١)

  وِهاؤُمْ، بمعْنَى تَعالَ وبمعْنَى خُذْ؛ ومنه قَوْلُه تعالَى: {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ}⁣(⁣٢).

  وِالهومُ: النَّوْمُ الخَفِيفُ.

  [هيم]: هامَ يَهِيمُ هَيْماً، بالفتحِ، وِهَيَماناً، بالتَّحريكِ: أَحَبَّ امْرَأَةً، كذا نَصّ ابنِ السِّكِّيت.

  فقَوْلُ شيْخِنا: والقَيْدُ كأَنَّه اتّفاقيّ وإلَّا فالهَيَمانُ لا يَخْتصّ بالنِّساءِ مَحَلّ نَظَر.

  وِقَوْلُه تعالَى: {فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}⁣(⁣٣)، هي، بالكسْرِ، الإِبِلُ العطاشُ، كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ الفرَّاءُ: هي التي يُصيبُها داءٌ فلا تَرْوَى مِن الماءِ، واحِدُها أَهْيَمُ، والأُنْثى هَيْماءُ؛ قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ هائِمٌ، وهي هائِمَةٌ، ثم يَجْمعُونَه على هِيمٍ، كما قالوا: عائِطٌ وعِيطٌ وحائِلٌ وحُولٌ، وهي في معْنَى حائِلٍ إِلَّا أَنَّ الضمَّة تُرِكَتْ في الهِيمِ لئَلَّا تَصِيرَ الياءُ واواً.

  وِالهُيَّامُ، كرُمَّانٍ: العُشَّاقُ، ككَاتِبٍ وكُتَّابٍ.

  وِأَيْضاً: المُوَسْوِسونَ، عن ابنِ السِّكِّيت.

  وِالهَيامُ، كسَحابٍ: ما لا يَتمَالَكُ من الرَّملِ فهو يَنْهارُ أبَداً.

  وفي الصِّحاحِ: الذي لا يَتَماسَكُ أَنْ يَسِيلَ مِن اليَدِ للِينِه؛ وأَنْشَدَ للبيدٍ:

  يَجتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنبِّذاً ... بعُجوبِ أَنْقاءٍ يَميلُ هَيامُها⁣(⁣٤)

  أَو هو مِن الرَّمْل ما كانَ تُراباً دُقاقاً يابِساً يُخالِطُه رَمْلٌ ينسفُ⁣(⁣٥) الماءَ نَسفاً، والجَمْعُ هِيمٌ كقَذالٍ وقُذُلٍ، كما في الصِّحاحِ. ويُضَمُّ.

  قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ العينيُّ في شَرْحِ الشَّواهِدِ أَنَّه بالكسْرِ ولا يَثْبُتُ.

  وِرجلٌ هائمٌ وِهَيومٌ: مُتَحَيِّرٌ. وقد هامَ في الأَمْرِ يَهِيمُ إذا تَحَيَّر فيه.

  وقيلَ: الهَيُومُ: هو الذاهبُ على وَجْهِه.

  وِرجُلٌ هَيْمانُ: عَطْشانُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيّ، والجَمْعُ هِيمٌ؛ وقد هامَ هَياماً.

  وِالهُيامُ، بالضَّمِّ: كالجُنونِ من العِشْقِ، وهو مجازٌ.

  وقد هامَ على وَجْهِه يَهِيمُ: ذَهَبَ من العِشْقِ.

  وِالهَيْماءُ: المَفازَةُ بِلا ماءٍ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وِنَقَلَ ابنُ بَرِّي عن عمارَةَ قالَ: اليَهْماءُ الفَلاةُ التي لا ماءَ فيها، ويقالُ لها هَيْما⁣(⁣٦) ودَاءٌ يُصيبُ الإِبلُ.

  ظاهِرُ سِياقِه أنَّه تفْسِيرٌ للهَيْماءِ وليسَ كَذلِكَ، بل هو تَفْسِيرٌ للهُيامِ، وهو مُخالِفُ السِّياقِ، ولم يُحَرّرِ المصنِّفُ هذا المَوْضِعَ فتأَمَّلْ.

  وفي الصِّحاحِ: الهُيامُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبِلَ، فتَهِيمُ في الأَرْضِ لا تَرْعَى.

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: الهُيامُ نَحْو الدّوارِ جنونٌ يأْخذُ البَعيرَ حتى يَهْلِكَ.

  وقالَ أَبو الجَرَّاح: داءٌ يُصِيبُ الإِبِلَ، من ماءٍ تَشْرَبُه؛


(١) اللسان.

(٢) الحاقة، الآية ١٩.

(٣) الواقعة، الآية ٥٥.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٧٢ وفيه: «تجتاف ... هُيَامُها» بضم الهاء، والمثبت كرواية اللسان والصحاح.

(٥) في اللسان: ينشف الماء نشفاً.

(٦) في اللسان: هيماء.