تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هيم]:

صفحة 771 - الجزء 17

  زادَ غيرُهُ: مُسْتَنْقِعاً؛ وقالَ غيرُهُ: عن بعضِ المِياهِ بتهامَةَ يُصيبُها منه مثْلُ الحُمَّى.

  وقالَ الهَجَريُّ: يُصيبُها عن شُرْبِ النَّجْلِ إذا كَثُر طُحْلُبُه واكْتَنَفَتِ الذُّبَّانُ به فهو هَيْمانُ وهي هَيْمَى، كعَطْشان وعَطْشَى؛ ج هِيامٌ، ككِتابٍ؛ وفي بعضِ النسخِ: وهي هَيْماءُ، وحينَئِذٍ يكونُ المُذَكَّر أَهْيَمُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لكُثَيِّرٍ:

  فلا يَحْسَب الواشون أَنَّ صَبابَتي ... بعَزَّةَ كانت غَمْرَةً فتَجَلَّتِ

  وِإِنِّيَ قد أَبْلَلْتُ من دَنَفٍ بها ... كما أَدْنَفَتْ هَيْماءُ ثم اسْتَبَلَّتِ⁣(⁣١)

  وِالهامَةُ: رأْسُ كلِّ شيءٍ مِن الرُّوحانِيِّين، عن اللَّيْثِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: أَرادَ بالرُّوحانِيّين ذَوِي الأَجْسامِ القائِمَةِ بمَا جَعَلَ اللهُ فيها مِن الأَرْواحِ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الرُّوحانِيّون هُم المَلائِكَةُ والجِنُّ التي ليسَ لها أَجْسامٌ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وهذا القَوْلُ هو الصَّحِيحُ عنْدَنا.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: الهامَةُ الرّأْسُ؛ ج هامٌ.

  وقيلَ: ما بينَ حَرْفَي الرّأْسِ.

  وقيلَ: هي وسَطُ الرأْسِ ومُعْظَمُه مِن كلِّ شيءٍ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: أَعْلَى الرأْسِ وفيه الناصِيَةُ والقُصَّة، وهُما ما أَقْبَلَ مِن⁣(⁣٢) الجَبْهَة مِن شَعَرِ الرَّأْسِ، وفيه المَفْرَق، وهو فَرْق الرأْسِ بينَ الجنبين⁣(⁣٣) إلى الدَّائِرَةِ.

  وِالهامَةُ: طائِرٌ من طَيْرِ اللَّيلِ صَغيرٌ يأْلَفُ المَقابِرَ، وِيقالُ: هو الصَّدَى، وقيلَ: البُومَةُ؛ ومنه الحَدِيْث: «لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَرَ»؛ وكانوا يقُولونَ: إنَّ القَتِيلَ تَخْرجُ هامَةٌ مِن هامَتِه فلا يزالُ يقولُ: اسْقُوني اسْقُوني حتى يُقْتلَ قاتِلُه؛ ومنه قَوْل ذي الإِصْبَع:

  يا عَمْرُو إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي ... أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ: اسْقُوني⁣(⁣٤)

  يُريدُ أَقْتُلْك.

  وقالَ أَبو عُبيدَةَ: أَمّا الهامَةُ فإنَّ العَرَبَ كانتْ تقولُ إنَّ عِظامَ الموتَى، وقيلَ: أَرْواحَهم تَصيرُ هامَةً فتطيرُ، فنَفاهُ الإِسلامُ ونَهاهُم عنه، وأَنْشَدَ:

  سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ ... فَلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ⁣(⁣٥)

  وقالَ لبيدٌ:

  فليسَ الناسُ بَعْدَكَ في نَقيرٍ ... وِلا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وَهَامِ⁣(⁣٦)

  وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  قد أَعْسِفُ النازحَ المجهولَ مَعْسِفُه ... في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ⁣(⁣٧)

  وقَوْلُ جُرَيْبة بن أَشْيم:

  وِلَقَلَّ لي مما جَعَلْتُ مَطِيَّةٌ ... في الهامِ أَرْكَبُها إذا ما رُكِّبُوا⁣(⁣٨)

  فإنَّه يعْني بذلِكَ البَلِيَّةَ، وهي الناقَةُ تُعْقَل عنْدَ قَبْرِ صاحِبِها حتى تَبْلى، وكانوا يَزْعمونَ أَنَّ صاحِبَها يَرْكبُها يومَ القِيامَةِ.

  وِمِن المجازِ: الهامَةُ رئيسُ القوْمِ وسَيِّدُهم؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للطرمَّاحِ:


(١) اللسان وعجز الثاني في الصحاح.

(٢) اللسان، على الجبهة.

(٣) في اللسان والتهذيب: الجبينين.

(٤) اللسان وفي التهذيب برواية:

إنك إن لا تدع ت ... أضربك حتى يقول الهام: أسقوني

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٣ برواية: «وليس الناسُ» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٧) اللسان والصحاح.

(٨) اللسان.