تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الميم

صفحة 772 - الجزء 17

  وِنحن أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا ... طُهَيَّةَ يومَ الفارِعَيْنِ بلا عَقْدِ

  وبه سُمِّيَتْ تَمِيمُ هامَةً تَشْبيهاً بالرأْسِ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وفي حدِيْث أَبي بكْرٍ والنسَّابَةِ: «أَمِنْ هامِها أَمْ مِنْ لَهازِمِها»؛ أَي مِنْ أَشْرافِها أَنْت أَمْ مِن أَوْساطِها، فشبَّه الأَشْرافَ بالهامِ.

  وِالهامَةُ: الفَرَسُ، وأَنْكَرَها ابنُ السِّكِّيت وقالَ: إنَّما هي الهامَةُ بتَشْديدِ المِيمِ.

  وِقَلْبٌ مُسْتهامٌ: أَي هائِمٌ، وقد اسْتُهِيم إذا ذَهَبَ، وهو مجازٌ.

  وِالتَّهَيُّم: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ، عن أَبي عَمْرٍو؛ وأَنْشَدَ لخُلَيْدٍ اليَشْكريِّ:

  أَحْسَنُ مَن يَمْشِي كذا تَهَيُّماً

  وِهُيَيْماءُ، مُصغَّرَةً مَمْدودَةً: قَوْمٌ مِن بَني مُجاشِعٍ، كذا هو نَصّ الصِّحاحِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: والصَّوابُ: ماءٌ لمُجاشِعٍ، ويُقْصَرُ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لمُجَمِّع بنِ هِلالِ بنِ الحارِثِ بنِ تيمِ اللهِ:

  عاثِرَة يومَ الهُيَيْما رأَيْتُها ... وِقد ضمَّها مِن داخلِ الحُبِّ مَجْزَع⁣(⁣١)

  وقالَ أَبو زكريا: هذا الاسْتِشْهادُ في غيرِ مَوْضِعِهِ، وليسَ هُيَيْما كما ذَكَرَه قَوْمٌ مِن بَني مُجاشِعٍ، وإنَّما هو ماءٌ لبَنِي تَمِيمٍ.

  قُلْت: وكانتْ فيه وَقْعةٌ لبَني تيمِ اللهِ بن ثَعْلَبَة على بَني مُجاشِعٍ.

  وأَمَّا شاهِدُ المَمْدودِ فقولُ مالِكِ بنِ نويرَةَ:

  وِباتَتْ على جَوْفِ الهُيَيْماءِ محنتي ... معقلةً بينَ الرّكِيّةِ والجَفْرِ⁣(⁣٢)

  وِهَيْمُ اللهِ لغة في أَيْمِ⁣(⁣٣) اللهِ.

  وِيقالُ: هو لا يَهْتامُ لنفسِه إذا كان لا يَحْتالُ ولا يَكْتَسِبُ؛ قالَ الأَخْطَلُ:

  فاهْتَمْ لنَفْسِك يا جُمَيعُ ولا تكنْ ... كبَني قُرَيْبَةَ والبطونِ تَهِيمُ⁣(⁣٤)

  وِلَيْلٌ أَهْيَمُ: لا نُجومَ فيه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هامَتِ الناقَةُ تَهِيمُ: ذَهَبَتْ على وَجْهِها الرَعْيِ.

  والمُهَيِّماتُ: الأُمورُ التي يُتَحَيَّرُ فيها.

  وِالهَيَمُ، محرَّكةً: دَاءٌ يأْخُذُ الإِبِلَ في رُؤُوسِها.

  يقالُ: بعيرٌ مَهْيُومٌ.

  وِالهُيُومُ: الذّهابُ على الوَجْهِ عِشْقاً كالتَّهْيامِ، وهو بِناءٌ مَوْضوعٌ للتَّكْثيرِ؛ قالَ أَبو الأَخْزرِ الحُمَّانيُّ:

  فقد تَناهَيْتُ عن التَّهْيامِ

  وأَنْشَدَ ابنُ جنيِّ لكُثيِّرٍ:

  وِإِنِّي وتَهْيامِي بعَزَّةَ بَعْدَما ... تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنا وتَخَلَّتِ

  وِهَيَّمَه الحُبُّ تَهْيِيماً؛ قالَ أَبو صَخْر:

  فهل لَكَ طَبٌّ نافعٌ من عَلاقةٍ ... تُهَيِّمُني بين الحَشى والتَّرائِب؟⁣(⁣٥)

  ورجُلٌ هَيْمانُ: مُحِبٌّ شَديدُ الوَجْدِ.

  وِالهُيامُ، كغُرابٍ: أَشَدُّ العَطَشِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  يَهِيمُ وليس اللهُ شافٍ هُيامَه ... بغَرَّاءَ ما غَنَّى الحَمامُ وأَنْجَدا⁣(⁣٦)


(١) اللسان والصحاح ومعجم البلدان: «الهُيَيْمَا».

(٢) معجم البلدان «الهييما» وفيه: «منحتى» بدل: «محنتي».

(٣) في القاموس: «أَيمُ» بالرفع، والكسر ظاهر.

(٤) ديوانه ص ٨٩ واللسان والتكملة.

(٥) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩١٨ برواية: «نافعي» والمثبت كرواية اللسان.

(٦) اللسان.