تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع النون

صفحة 7 - الجزء 18

  وأَبانٌ: جَبَلٌ شَرْقِيَّ الحاجِزِ، فيهِ نَخْلٌ وماءٌ، وهو المَعْروفُ بالأَبْيَض.

  وأَيْضاً: جَبَلٌ لبنِي فَزارَةَ، وهو المَعْروفُ بالأَسْودِ وبينهما مِيْلان.

  وقالَ أَبو بكْرِ بنُ موسَى: أبانٌ جَبَلٌ بينَ فيد والنَّبْهانيَّة أَبْيَض، وأَبانٌ جَبَلٌ أَسْوَدُ، وهما أَبانانِ كِلاهُما مُحَدَّد الرأْسِ كالسِّنانِ، وهُما لبَني مَنافِ بنِ دَارِم بنِ تَمِيمِ بنِ مرٍّ؛ وأَنْشَدَ المبرّدُ لبعضِ الأَعْرابِ:

  فلا تَحْسِبا سِجْن اليَمامَة دائِماً ... كما لم يطب عَيْشُ لنا بأَبان⁣(⁣١)

  وقالَ الأَصْمَعيُّ: وادِي الرُّمةِ يمرُّ بينَ أَبانَيْنِ، وهُما جَبَلانِ. يقالُ لأَحدِهما أَبانُ الأَبْيَض وهو لبَني فَزارَةَ ثم لبَني حريد⁣(⁣٢) منهم، وأَبانُ الأَسْوَدُ لبَني أَسَدٍ، ثم لبَني والبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنُ دُودَان بنِ أَسَدٍ، وبَيْنهما ثلاثَةُ أَمْيالٍ.

  وذو أَبانٍ: ع.

  وأَبانانِ: جَبَلانِ، أَحَدُهما مُتالِعٌ، والثاني أَبانٌ، غَلَبَ أَحَدهُما، كما قالوا العُمَرَان والقَمَران، وهُما بنَواحِي البَحْرَيْن، واستَدَلّوا على ذلِكَ بقوْلِ لَبيدٍ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فَأَبانِ ... فتَقادَمَتْ بالحِبْسِ والسُّوبانِ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: هذه التَّثْنِيةُ لأَبانِ الأَبْيَض والأَسْوَد، كما تقدَّمَ ذلِكَ عنِ الأَصْمَعيّ.

  وقالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّريُّ: أَبانٌ جَبَلٌ، وبانَةُ جَبَلٌ آخَرُ يقالُ له شرورى، فغَلَّبوا أباناً عليه فقالوا: أبانانِ، وبه فُسِّر قَوْل بِشْر بنِ أَبي خازِمٍ:

  يَؤُمُّ بها الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ ... وفيها عن أَبانَيْنِ ازْوِرارُ⁣(⁣٤)

  وللنّحويِّين هنا كَلامٌ طَويلٌ لم أَتَعرَّض له لطُولِه، ومَن أَرادَ ذلِكَ فعليه بكِتابِ المعْجمِ لياقوتٍ.

  وجاءَ في إبانَتِه، بالكسْرِ مُخَفَّفَةَ، أَي في كلِّ أَصْحابِه.

  وأُبْنَى، كلُبْنَى: ع بفِلَسْطينَ بينَ عَسْقَلانَ والرَّمْلة، ويقالُ لها أينى⁣(⁣٥) بالياءِ أَيْضاً، وقد جاءَ ذِكْرُه في سريَّةِ أُسامَةَ بنِ زيْدٍ.

  وفي كتابِ نَصْر: أُبْنَى: قرْيَةٌ بمُؤْتَةَ.

  وكزُبَيْرٍ: أُبْيَنُ بنُ سُفْيانِ مُحَدِّثٌ ضَعِيفٌ، قالَهُ الحافِظُ.

  ودَيْرُ أَبُّونٍ، كتَنُّورٍ، أَو أَبْيُونٍ بالجَزيرَةِ، أي جَزِيرَة ابنِ عُمَرَ، وبقُرْبِه أَزَجٌ عَظيمٌ وفيه قَبْرٌ عظيمٌ يقالُ إنَّه قَبْرُ نوحٍ، #؛ وفيه يقولُ الشاعِرُ:

  سَقَى اللهُ ذاكَ الدَّيْر غَيْثاً رخَّصه ... وما قد حَواهُ مِن قِلالٍ ورُهْبان⁣(⁣٦)

  وإنّي والثَّرْثاء والحَضْرِ خلَّتي ... وأهلك دَيْر أَبْيُونَ أَو بُرْزَ مَهْرَان⁣(⁣٧)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَبَنُ الأَرْض: نَبْتٌ يخْرُجُ في رُؤُوسِ الإِكامِ، له أَصْلٌ ولا يَطُول، وكأَنَّه شَعَر يُؤْكَل وهو سَرِيعُ الخُروجِ سَريعُ الهَيْجِ؛ عن أبي حَنيفَةَ، ¦.

  وأَبانُ: مَدينَةً صَغيرَةٌ بكرْمانَ مِن ناحِيَةِ الزوران؛ نَقَلَه ياقوت ¦.


(١) معجم البلدان «أبان» برواية: «كما لم يدم».

(٢) في معجم البلدان «أبانان»: جُرَيْد.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٦ برواية:

وتقادمت بالحبس فالسوبان

والبيت في اللسان ومعجم البلدان «أبانان».

(٤) من المفضلية ٩٨ البيت ٢ برواية: «تؤم» والبيت في اللسان ومعجم البلدان «أبانان».

(٥) في اللسان: يُبْنَى.

(٦) معجم البلدان «دير أبون» وفيه: غيثاً لأهله.

(٧) معجم البلدان «دير أبون» وقد ذكر قبل الأول، وفيه:

وإني إلى الثرثار والحضر حلتي ... ودارك دير أبُّون أو برز مهران