تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أثن]:

صفحة 9 - الجزء 18

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اسْتَأْتَنَ الرَّجُل: اشْتَرَى أتاناً واتَّخَذَها لنفْسِه؛ نقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  بَسَأْتَ يا عَمْرُو بأَمرٍ مؤتِنِ ... واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِنِ

  واسْتَأْتَنَ الحِمارُ: صارَ أتاناً.

  وقوْلُهم: كانَ حماراً فاسْتَأْتَنَ: يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَهُون بعيد العِزِّ؛ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  والأَتانُ: المرأةُ الرَّعناءُ، على التَّشْبيهِ.

  وقيلَ: لِفَقِيه العَرَبِ: هل يَجُوزُ للرَّجُل أنْ يتزوَّجَ بأَتانٍ؟ قالَ: نَعَم؛ حَكَاه الفارِسِيُّ في التَّذْكِرَة.

  وأتانُ الثَّمِيلِ: الصَّخْرةُ في باطِنِ المَسيلِ الضَّخْمةُ لا يرفعُها شيءٌ ولا يُحرِّكُها، طُولُها قامةٌ في عَرْضِ مِثْلِه؛ عن ابنِ شُمَيْل؛ وأنْشَدَ للأَعْشَى:

  بِناجِيةٍ كأَتانِ الثَّمِيل ... تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أيْنٍ عَسِيرَا⁣(⁣١)

  والمُؤتَنُ، كمُكْرَمٍ: المَنْكوسُ؛ وسَيَأْتي إن شاءَ اللهُ تعالَى.

  [أثن]: الأَثِينُ، كَأَمِيرٍ: أهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ: هو الأَصيلُ.

  وأثَانٌ*، كسَحَابٍ، ابنُ نُعَيْمٍ: تابِعِيٌّ أدْرَكَ عليًّا، ¥، وضَبَطَه الحافِظُ بالضمِّ⁣(⁣٢).

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أُثْنَةٌ من طَلحٍ، بالضَّمِّ، كعِيصٍ من سِدرٍ، وسَلِيلٍ مِن سَمُرٍ.

  وقالَ غَيرُهُ: هي القِطْعَةُ مِن الطَّلْحِ والأَثْلِ. وقيلَ: هي منبِتُ الطَّلْحِ، ج أُثَنٌ، كصُرَدٍ.

  وجَمَعُوا الوَثَنَ، الذي هو الصَّنَمُ، وُثُناً، بضَمَّتينِ، ثم هَمَزوا فقالوا أُثُنٌ: وقَرَأ جماعاتٌ مِن القرَّاءِ: {إنْ يَدْعونَ من دونِه إلَّا أُثُناً}⁣(⁣٣).

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أُثْنانُ، كعُثْمان: مَوْضِعٌ بالشامِ؛ قالَ جَميلُ بنُ معمر:

  وردّ الهَوَى أُثْنانُ حتى اسْتَقَرَّ بي ... مِن الحُبِّ مَعْطُوفُ الهَوَى من بِلادِيا⁣(⁣٤)

  [أجن]: الآجِنُ، بالمدِّ: الماءُ المُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ واللَّوْنِ، كما في الصِّحاحِ زادَ غيرُهُ: لنحو مكث.

  وفي المصْباحِ: إلَّا أنَّه يُشْرَبُ والآسِنُ الذي يُشْرَبُ، كما سَيَأتِي إنْ شاءَ اللهِ تعالَى.

  وقد أجِنَ الماءُ، كضَرَبَ ونَصَرَ؛ وحَكَى الزُّبَيْديُّ: أجِنَ مثْلُ فَرِحَ، يَأْجَنُ أجْناً، بالفَتْحِ، مَصْدَر الأَوَّلَين، وأجَناً محرَّكَةً مَصْدَرُ الأَخِيرِ، وأُجوناً، كقُعودٍ مَصْدَر الثاني، فهو أجِنٌ وآجِنٌ؛ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبي محمدٍ الفَقْعسيّ:

  ومَنْهل فيه الغُرابُ مَيْتُ ... كَأَنَّه من الأُجونِ زَيْتُ

  سَقَيْتُ منه القومَ واسْتَقَيْتُ⁣(⁣٥)

  وقالَ عَلْقمةُ بنُ عَبَدة:

  فَأَوْرَدَهَا ماءً كأَنَّ جِمامَه ... مِن الأَجْنِ حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ⁣(⁣٦)

  والأَجْنَةُ، مُثَلَّثَةً: الوَجْنَةُ، واحِدَةُ الوُجَنات، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضمِّ.

  وأجَنَ القصَّارُ الثَّوْبَ: دَقَّهُ؛ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٨٧ وفيه: «تُوفّي السرى» والمثبت كاللسان، والبيت في التهذيب كرواية الديوان.

(*) بالأصل خارج الاقواس وهي من القاموس.

(٢) على هامش القاموس: وفي كتاب الإكمال ضبطه بضم الهمزة، ا ه. نصر.

(٣) النساء، الآية ١١٧.

(٤) معجم البلدان وفيه: حتى استفزّني.

(٥) اللسان، والصحاح عدا الثالث.

(٦) من المفضلية ١١٩ البيت ١٦ برواية: «فأوردتها ...» واللسان والتكملة والصحاح.