تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الثاء مع النون

صفحة 99 - الجزء 18

  ثم قالَ: فإن أَحْبَبْت أَنْ تَعْرِفَ الفَرْقَ بينَ العُروضِ والدَّراهِم، فإنَّك تَعْلَم أنَّ مَنِ اشْتَرَى عبْداً بأَلْفِ دِرْهم مَعْلومَة ثم وَجَدَ به عَيْباً فرَدَّه لم يكنْ على المُشْتَرِي أَنْ يأْخُذَ أَلْفَه بعَيْنِها، ولكن أَلْفاً، ولو اشْتَرَى عبْداً بجارِيَةٍ ثم وَجَدَ بها عَيْباً لم يَرْجع بجارِيَةٍ أُخْرى مِثْلها، فهذا دَلِيلٌ على أنَّ العُروضَ ليْسَتْ بالأَثْمان؛ ج أَثْمانٌ وأَثْمُنٌ، كسَبَبٍ وأَسْبابٍ وزَمَنٍ وأَزْمُنٍ لا يُجاوِزُ به أَدْنَى العَدَدِ، قالَ الجَوْهرِيُّ: وقَوْلُ زُهَيْرٍ:

  مَنْ لا يُذابُ له شَحْمُ السَّدِيفِ إذا ... زارَ الشِّتاءُ وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ⁣(⁣١)

  فمَنْ رَواهُ بفتْحِ المِيمِ يُريدُ أَكْثَرها ثَمَناً، ومَنْ رَواهُ بالضمِّ فهو جَمْعُ ثَمَنٍ.

  وأَثْمَنَهُ سِلْعَتَهُ وأَثْمَنَ له: أَعْطاهُ ثَمَنَها؛ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيْدَه والأَزْهرِيُّ.

  وثَمانينَ: د بالجَزِيرَةِ والموْصلِ مِن دِيارِ بَني حمْدانَ، كما قالَهُ المَسْعوديُّ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: عندَ جَبَل الجُودِيّ بَناهُ نوحٌ، #، لما خَرَجَ مِن السَّفينَةِ ومعه ثَمانونَ إنْساناً، ومنه عُمَرُ بنُ ثابِتٍ الثَّمانِينِيُّ النَّحْوِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: منه أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عُمَرَ⁣(⁣٢) الثَّمانِينِيُّ حَدَّثَ بصور، رَوَى عنه أَبو بَكْرٍ الخَطِيبُ الحافِظُ، ¦.

  وثَمينَةُ، كسَفينَةٍ: د، أَو أَرْضٌ.

  وفي المُجْمَلِ: اسْمُ بَلَدٍ.

  وفي الصِّحاحِ: اسْمُ مَوْضِعٍ.

  وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ: ثَمانِيَةُ، سَهْوٌ؛ هكذا وُجِدَ بخطِّ الجَوْهرِيِّ⁣(⁣٣) ¦، ونَبَّهوا على ذلِكَ. ورَامَ شيْخُنا أَنْ يُجيبَ عنه: بأنَّه جَزَمَ به جَماعَةٌ غيرُ الجَوْهرِيِّ فلم يَفْعَل شيئاً لأنَّهم أَجْمَعوا على أنَّه ثَمينَةٌ لا ثَمانِيَةُ، واسْتَدَلّوا عليه بقَوْلِ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّة:

  بأَصْدَقَ بأْساً من خليلٍ ثَمينةٍ ... وأَمْضَى إذا ما أَفْلَطَ القائمَ اليدُ⁣(⁣٤)

  قالَ السُّكَّريُّ: يُريدُ صاحِبُ ثَمينَة، وثَمِينَةُ مَوْضِعٌ؛ وقيلَ: ثَمينَةُ أَرْضٌ، ويقالُ: قُتِلَ بها وصارَ خَلِيلَها لأَنَّه دُفِنَ بها، فتأمَّلْ.

  والثَّمانِيَ: نَبْتٌ؛ نَقَلَهُ أَبو عُبيدَةَ عن الأَصْمَعيِّ؛ كذا في التَّهْذِيبِ.

  والثَّمانِيَ: قاراتٌ م مَعْروفَةٌ، سُمِّيَتْ بذلِكَ لأنَّها ثَمانِي قاراتٍ.

  وفي المُحْكَم: والثَّمانِي مَوْضعٌ به هِضَابٌ مَعْروفَةٌ، أُراهُ ثَمانِيَة؛ قالَ رُؤْبَة:

  أَو أَخْدَرِيَّا بالثَّمانِي سُوقُها

  قالَ نَصْر: في أرْضِ تَمِيمٍ؛ وقيلَ: لبَني سَعْدِ بنِ زيْدِ مَنَاةَ.

  والمَثامِنُ: ع لبَني ظالِمِ بنِ نُمَيْرِ.

  وفي الصِّحاحِ: بَشَّرَ أَعْرابيٌّ كِسْرَى ببُشْرَى سُرَّ بها فقالَ: سَلْنِي ما شِئْتَ؟ فقالَ: أَسْأَلُكَ ضَأْناً ثَمانينَ، فقيلَ: أَحْمَقُ من صاحِبِ ضَأْنٍ ثَمانينَ.

  ووَقَعَ في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: من رَاعِي ضانٍ ثَمانينَ.

  ووَقَعَ في الأَمْثالِ لأَبي عُبَيْدٍ: مِن طالِبٍ ضَأْنٍ ثَمانينَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قوْلُهم: الثَّوْبُ سَبْعٌ في ثمانٍ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: كانَ حَقُّه أَنْ يُقالَ في ثَمانِيَة لأنَّ الطُّولَ يُذْرَعُ بالذِّرَاعِ وهي مُؤَنَّثَةٌ، والعَرْضُ يُشْبَرُ بالشِّبْر


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ واللسان والصحاح وعجزه في المقاييس ١/ ٣٨٧.

(٢) في اللباب: علي بن الحسن بن عمر.

(٣) ورد في معجم البلدان: ثمانية: موضع عن الجوهري، وفي موضع آخر ذكر: الثمينة: بلدٌ.

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٢٤١ واللسان والتكملة ومعجم البلدان: «الثمينة» والمقاييس ١/ ٣٨٧.