تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثنن]:

صفحة 100 - الجزء 18

  وهو مُذَكَّر، وإنَّما أَنَّثوا لمَّا لم تُذَكَّرِ الأَشْبارُ، وهذا كقَوْلِهم: صُمْنا مِن الشَّهْرِ خَمْساً.

  قالَ: وإن صَغَّرْتَ الثَّمانِيةَ فأَنْتَ بالخيارِ، وإنْ شِئْتَ حَذَفْت الألِف وهو أَحْسَن فقُلْتَ ثُمَيْنِية، وإنْ شِئْتَ حَذَفْت الياءَ فقُلت ثُمَيِّنة قُلِبَتِ الأَلِفُ ياءً وأُدْغِمَتْ فيها ياءُ التَّصْغِيرِ.

  ولَكَ أَنْ تعوِّضَ فيهما.

  والمِثْمَنَةُ، كالمِكْنَسَةِ: شِبْه المِخْلاةِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وقالَهُ ابنُ الأَعْرَابيِّ، كما في التَّهْذِيبِ، وحَكَاه اللَّحْيانيُّ عن ابنِ سنْبل العُقَيْليّ، كما في المُحْكَمِ.

  وثَمَّنَ الشيءَ تَثْمِيناً: جَمَعَهُ، فهو مُثَمَّنٌ.

  وكِساءٌ ذُو ثمانٍ: عُمِلَ مِن ثمانِ جِزَّات؛ قالَ الشاعِرُ:

  سَيَكْفِيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمانٍ ... خَصيفٌ تُبْرِمِين له جُفالا⁣(⁣١)

  والمُثَمَّنُ مِن العَرُوضِ: ما بُنِي على ثَمانِيَة أَجْزاءٍ.

  والثَّمانونَ مِنَ العَدَدِ: مَعْروفٌ، وهو مِن الأَسْماءِ التي قد يُوصَفُ بها؛ قالَ الأَعْشَى:

  لئن كنتُ في جُبِّ ثَمانِينَ قامةً ... ورُقِّيتُ أَبوابَ السَّماءِ بسُلَّمِ⁣(⁣٢)

  وصف بالثَّمانينَ وإن كانَ اسْماً لأنَّه في معْنَى طَوِيل.

  وسوقُ ثَمانِينَ: قَرْيَةٌ ببَغْدادَ؛ حَكَاه ابنُ قتيبَةَ في المَعَارِفِ.

  وإبلٌ ثَوَامِنُ: مِن الثِّمْنِ بمعْنى الظِّمْءِ.

  ومتاعٌ ثَمِينٌ: كَثيرُ الثَّمَنِ؛ وقد ثَمُنَ ثَمَانَة وأَثْمَن المَتاعِ فهو مُثْمنٌ صارَ ذا ثَمَنٍ. وأثْمَنَ البَيْعَ: سَمَّى له ثَمَناً.

  وثَمِّنْ المَتاعَ تَثْمِيناً: بيِّنْ ثَمَنَه كقوِّمْه.

  والمثامنةُ: بَطْنٌ مِن العَرَبِ.

  [ثنن]: الثِّنُّ، بالكسْرِ: يَبيسُ الحَشِيشِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو حُطامُ اليَبِيسِ؛ وأَنْشَدَ:

  فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيم الثِّنِّ ... بَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغَنِّيِّ⁣(⁣٣)

  يقولُ: إذا شَرِبَ⁣(⁣٤) الأَضْيافُ لَبَنَها عَلَفَتْها الثِّنَّ فعادَ لَبَنُها، وصَمِّت أَي اصْمُت.

  وفي المُحْتَسب لابنِ جنِّي في سُورَةِ هود: الثِّنُّ ضَعِيفُ النَّباتِ وهَشُّه وإنْ لم يكنْ يابِساً.

  وفي التَّهْذِيبِ: إذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ فهو حُطامٌ، فإذا رَكِبَ بعضُه بعضاً فهو الثِّنُّ، فإذا اسوَدَّ مِن القِدَمِ فهو الدِّنْدِنُ.

  وفي المُحْكَمِ: الثِّنُّ يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْض إذا كَثُرَ ورَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، أَو هو ما اسْوَدَّ مِن جَمِيعِ العِيدانِ، ولا يكونُ مِن بَقْلٍ ولا عُشْبٍ.

  والثِّنانُ، ككِتابٍ: النَّباتُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.

  وثُنانٌ، كغُرابِ: ع؛ عن ثَعْلَب.

  والثُّنَّةُ، بالضَّمِّ: العانَةُ نَفْسُها؛ أَو مُرَيْطاءُ ما بَيْنَها وبينَ السُّرَّةِ.


(١) اللسان والتهذيب والتكملة بدون نسبة، ونسبه في الأساس إلى الراعي، والبيت في ديوانه ط بيروت ص ٢٤٤ برواية:

سحيل تغزلين له الجفالا

وانظر تخريجه فيه.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٢ وفيه: «ورقيت أسباب ...» واللسان.

(٣) واللسان والمقاييس ١/ ٣٧١.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يقول: إذا شرب الخ الذي في اللسان بعد البيت الذي ذكره الشارح ما نصه: وقال ثعلب: الثنّ الكلأ، وأنشد الباهلي:

يا أيها الفصيل ذا المعني ... إنّك درمان فصمت عني

تكفي اللقوح أكلة من ثن ... ولم تكن آثر عندي مني

ولم تقم في المأتم المرن ... يقول: إذ

الخ».