[جفن]:
  ¦:
  أَجْفانُهم نَفَتِ الغَرارَ كما انْتَفَى ... ماضِي الغرار بهم مِن الأَجْفانِ
  الغرارُ الأوَّل: النَّوْم، والثاني: حَدُّ السَّيْف؛ وأجْفان الأوَّل: أجْفانُ العَيْنِ، والثاني: الأغْماد.
  والجَفْنُ: غِمْدُ السَّيْفِ، كما في الصِّحاحِ والمُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ؛ ويُكْسَرُ.
  وفي المُحْكَمِ: وقد حُكِيَ بالكسْرِ.
  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ولا أدْرِي ما صحَّته.
  والجَفْنُ: أصْلُ الكَرْمِ، وهو اسْمٌ مُفْرَدٌ؛ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلب:
  سُقَيَّةُ بينَ أنْهارٍ عِذابٍ ... وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ(١)
  ويقالُ: نَفْس الكَرْمِ بلُغَةِ أهْلِ اليمنِ؛ كذا في التَّهْذِيبِ.
  وقالَ الرَّاغبُ: وسُمِّي الكَرْمُ جَفْناً تَصوّراً أنَّه وعاءٌ للعِنَبِ.
  وفي الأساسِ: شَرِبوا ماءَ الجَفْنِ، أي الكَرْمِ.
  أو قُضْبانُهُ، الواحِدَةُ جَفْنَةٌ؛ كما في الصِّحاحِ والتهْذِيبِ والمُحْكَمِ.
  أو ضَرْبٌ مِن العِنَبِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
  والجَفْنُ: ظَلْفُ النَّفْسِ من المَدانِسِ. يقالُ: جَفَنَ نفْسَه عن الشيءِ، أي ظَلَفَها؛ قالَ:
  جَمَعَ مالَ اللهِ فِينا وجَفَنْ ... نَفْساً عن الدُّنيا وللدُّنيا زِيَنْ(٢)
  قالَ الأَصْمَعيُّ: وقالَ أبو زَيْدٍ: لا أعْرِفُ الجَفْنَ بمعْنَى ظَلْفِ النَّفْسِ.
  والجَفْنُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ عن أبي حَنيفَةَ، وبه فَسَّرَ بَيْتَ الأَخْطَل يَصِفُ خابِيَةَ خَمْر:
  آلَتْ إلى النصف من كَلْفاءَ أتْأَقَها ... عِلْجٌ وكتَّمَها بالجَفْنِ والغَارِ(٣)
  قالَ: وهذا الجَفْنُ غَيْر الجَفْنِ مِن الكَرْم، ذاكَ ما ارْتَقَى مِن الحَبَلةِ في الشَّجَرةِ فيُسَمَّى الجَفْن لتجفُّنِه فيها.
  وجَفْنٌ: ع بالطَّائِفِ.
  وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بالطائِفِ، وضَبَطَه بضمِّ الجِيمِ.
  وأمَّا الجَوْهرِيُّ، فقالَ: الجَفْنُ اسْمُ مَوْضِعٍ، وضَبَطَه بالفتْحِ.
  ومِن المجازِ: قَوْلُهم: أنْتَ الجَفْنَةُ الغَرَّاءُ، يَعْنُونَ الرَّجُلَ الكَرِيمَ(٤) المضْيافَ للطَّعامِ، عن ابنِ الأعْرابيِّ.
  * قُلْتُ: وقد جاءَ ذلِكَ في حدِيْثِ عبدِ اللهِ بنِ الشَّخير.
  وإنَّما يُسَمّونَه جَفْنَة لأَنَّه يُطْعِم فيها، وجَعَلُوها غَرَّاء لمَا فيها مِن وضحِ السَّنامِ.
  والجَفْنَةُ: البِئْرُ الصَّغيرَةُ تَشْبِيهاً بجَفْنَةِ الطَّعامِ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
  والجَفْنَةُ: القَصْعَةُ.
  وفي الصِّحاحِ: كالقَصْعَةِ.
  وفي المُحْكَم: أعْظَمُ ما يكونُ مِن القِصَاعِ.
  قالَ الرَّاغِبُ: خُصَّت بوعاءِ الأَطْعِمَةِ؛ ج جِفانٌ، بالكسْرِ؛ ومنه قَوْلُه تعالَى: {وجِفان كالجوابى}(٥).
  ويُجْمَعُ في العَدَدِ، على جَفَناتٍ(٦)، بالتَّحْرِيكِ، لأَنَّ
(١) شعراء إسلاميون، في شعر النمر بن تولب ص ٣٩٠ برواية: «وزرع ثابت» وانظر تخريجه فيه، واللسان.
(٢) اللسان والتكملة وفيهما: «وفَّر» بدل: «جمع» وفي التهذيب برواية:
وفّر مال الله عمداً وجفنْ ... نفساً عن الدنيا إذ الدنيا زينْ
(٣) ديوانه ص ١١٧ واللسان، والتهذيب والتكملة وفيهما: «ولثمها» بدل: «وكتمها» وفي التهذيب: «انزعها» وفي التكملة: «أترعها».
(٤) في القاموس: الرجلُ الكريمُ بالرفع فيهما، والنصب ظاهر.
(٥) سبأ، الآية ١٣ وفيها: {كَالْجَوابِ}.
(٦) في القاموس: وجفناتٌ بالرفع منونة، والجرّ ظاهر.