تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جفن]:

صفحة 110 - الجزء 18

  ¦:

  أَجْفانُهم نَفَتِ الغَرارَ كما انْتَفَى ... ماضِي الغرار بهم مِن الأَجْفانِ

  الغرارُ الأوَّل: النَّوْم، والثاني: حَدُّ السَّيْف؛ وأجْفان الأوَّل: أجْفانُ العَيْنِ، والثاني: الأغْماد.

  والجَفْنُ: غِمْدُ السَّيْفِ، كما في الصِّحاحِ والمُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ؛ ويُكْسَرُ.

  وفي المُحْكَمِ: وقد حُكِيَ بالكسْرِ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ولا أدْرِي ما صحَّته.

  والجَفْنُ: أصْلُ الكَرْمِ، وهو اسْمٌ مُفْرَدٌ؛ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلب:

  سُقَيَّةُ بينَ أنْهارٍ عِذابٍ ... وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ⁣(⁣١)

  ويقالُ: نَفْس الكَرْمِ بلُغَةِ أهْلِ اليمنِ؛ كذا في التَّهْذِيبِ.

  وقالَ الرَّاغبُ: وسُمِّي الكَرْمُ جَفْناً تَصوّراً أنَّه وعاءٌ للعِنَبِ.

  وفي الأساسِ: شَرِبوا ماءَ الجَفْنِ، أي الكَرْمِ.

  أو قُضْبانُهُ، الواحِدَةُ جَفْنَةٌ؛ كما في الصِّحاحِ والتهْذِيبِ والمُحْكَمِ.

  أو ضَرْبٌ مِن العِنَبِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.

  والجَفْنُ: ظَلْفُ النَّفْسِ من المَدانِسِ. يقالُ: جَفَنَ نفْسَه عن الشيءِ، أي ظَلَفَها؛ قالَ:

  جَمَعَ مالَ اللهِ فِينا وجَفَنْ ... نَفْساً عن الدُّنيا وللدُّنيا زِيَنْ⁣(⁣٢)

  قالَ الأَصْمَعيُّ: وقالَ أبو زَيْدٍ: لا أعْرِفُ الجَفْنَ بمعْنَى ظَلْفِ النَّفْسِ.

  والجَفْنُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ عن أبي حَنيفَةَ، وبه فَسَّرَ بَيْتَ الأَخْطَل يَصِفُ خابِيَةَ خَمْر:

  آلَتْ إلى النصف من كَلْفاءَ أتْأَقَها ... عِلْجٌ وكتَّمَها بالجَفْنِ والغَارِ⁣(⁣٣)

  قالَ: وهذا الجَفْنُ غَيْر الجَفْنِ مِن الكَرْم، ذاكَ ما ارْتَقَى مِن الحَبَلةِ في الشَّجَرةِ فيُسَمَّى الجَفْن لتجفُّنِه فيها.

  وجَفْنٌ: ع بالطَّائِفِ.

  وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بالطائِفِ، وضَبَطَه بضمِّ الجِيمِ.

  وأمَّا الجَوْهرِيُّ، فقالَ: الجَفْنُ اسْمُ مَوْضِعٍ، وضَبَطَه بالفتْحِ.

  ومِن المجازِ: قَوْلُهم: أنْتَ الجَفْنَةُ الغَرَّاءُ، يَعْنُونَ الرَّجُلَ الكَرِيمَ⁣(⁣٤) المضْيافَ للطَّعامِ، عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  * قُلْتُ: وقد جاءَ ذلِكَ في حدِيْثِ عبدِ اللهِ بنِ الشَّخير.

  وإنَّما يُسَمّونَه جَفْنَة لأَنَّه يُطْعِم فيها، وجَعَلُوها غَرَّاء لمَا فيها مِن وضحِ السَّنامِ.

  والجَفْنَةُ: البِئْرُ الصَّغيرَةُ تَشْبِيهاً بجَفْنَةِ الطَّعامِ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.

  والجَفْنَةُ: القَصْعَةُ.

  وفي الصِّحاحِ: كالقَصْعَةِ.

  وفي المُحْكَم: أعْظَمُ ما يكونُ مِن القِصَاعِ.

  قالَ الرَّاغِبُ: خُصَّت بوعاءِ الأَطْعِمَةِ؛ ج جِفانٌ، بالكسْرِ؛ ومنه قَوْلُه تعالَى: {وجِفان كالجوابى}⁣(⁣٥).

  ويُجْمَعُ في العَدَدِ، على جَفَناتٍ⁣(⁣٦)، بالتَّحْرِيكِ، لأَنَّ


(١) شعراء إسلاميون، في شعر النمر بن تولب ص ٣٩٠ برواية: «وزرع ثابت» وانظر تخريجه فيه، واللسان.

(٢) اللسان والتكملة وفيهما: «وفَّر» بدل: «جمع» وفي التهذيب برواية:

وفّر مال الله عمداً وجفنْ ... نفساً عن الدنيا إذ الدنيا زينْ

(٣) ديوانه ص ١١٧ واللسان، والتهذيب والتكملة وفيهما: «ولثمها» بدل: «وكتمها» وفي التهذيب: «انزعها» وفي التكملة: «أترعها».

(٤) في القاموس: الرجلُ الكريمُ بالرفع فيهما، والنصب ظاهر.

(٥) سبأ، الآية ١٣ وفيها: {كَالْجَوابِ}.

(٦) في القاموس: وجفناتٌ بالرفع منونة، والجرّ ظاهر.