تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع النون

صفحة 111 - الجزء 18

  ثاني فَعْلَةٍ يُحَرَّكُ في الجَمْعِ إذا كانَ اسْماً، إلَّا أنْ يكونَ واواً أو ياءً فيَبْقى على سكونِه حينَئِذٍ، كما في الصِّحاحِ؛ وقالَ حَسَّان:

  لنا الجَفَناتُ الغَرُّ تَلْمَعُ بالضّحى⁣(⁣١)

  وجَفْنَةُ: قَبيلَةٌ باليمنِ، كما في الصِّحاحِ؛ زادَ ابنُ سِيْدَه: مِن الأَزْدِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: آلُ جَفْنَةَ: مُلوكٌ مِن اليمنِ كانوا يَسْتَوْطِنون الشَّام، وفيهم يقولُ حَسَّان، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  أوْلادِ جَفْنَةَ عندَ قَبْرِ أبِيهِمُ ... قَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَلِ⁣(⁣٢)

  وأرادَ بقَوْلِه: عندَ قَبْر أبِيهم أنَّهم في مَساكِنِ آبائِهم ورِباعِهِم التي ورِثُوها عنهم.

  * قُلْت: وهم بَنُو جَفْنَةَ بنِ عَمْرٍو مِن بَقايا أخِي ثَعْلَبَة العتقاء جَدّ الأَنْصارِ، واسْمُ جَفْنَةَ علبة، وقد أعْقَب مِن ثَلاثة أفْخاذ: كَعْب ورفاعَةَ والحارِثِ.

  وجَفَنَ النَّاقَةَ يَجْفنُها جفناً: نَحَرَها وأطْعَمَ لَحْمَها الناسَ في الجِفانِ؛ ومنه حدِيْثُ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «أنَّه انْكَسَرتْ قلوصٌ مِن نَعَمِ الصَّدَقَةِ فجَفَنَها».

  وجَفَّنَ تَجْفِيناً وأجْفَنَ: جامَعَ كَثيراً.

  قالَ أعْرابيٌّ: أضْواني دَوامُ التَّجْفِينِ.

  وفي المَثَلِ: عِندَ جُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ، كذا رَوَاهُ أبو عُبَيْدَةَ في كتابِ الأَمثالِ عن الأَصْمَعيّ.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: هو اسْمُ خَمَّارٍ، ولا تَقُلْ جُهَيْنَةَ، بالهاءِ، كما في الصِّحاحِ.

  أو قد يقالُ: كما هو المَشْهورُ على الأَلسِنَةِ. قالَ الجَوْهرِيُّ: ورَوَاهُ هِشامُ بنُ محمدٍ الكلْبيُّ هكذا، وكان أبو عبيدَةَ يَرْوِيه بالحاءِ المُهْمَلَةِ كما سَيَأْتي، وكان مِن حدِيثِه على ما أخْبَر به ابنُ الكلْبَي، لأَنَّ حُصَيْنَ بنَ عَمْرِو ابنِ مُعاوِيَةَ بنِ عمرِو بنِ كِلابٍ خَرَجَ ومَعَه رَجُلٌ من بنِي جُهَيْنَةَ يُقالُ له الأَخْنَسُ، فَنَزَلا مَنْزِلاً، فقامَ الجُهنِيُّ إلى الكِلابيِّ وكانا فاتِكَيْنِ فَقَتَلَهُ وأخَذَ مالَهُ، وكانَتْ صَخْرَةُ بِنْتُ عَمْرِو بنِ مُعَاوِيَةَ؛ وفي الصِّحاحِ: صَخْرَةُ بنْتُ مُعاوِيَةَ وَلعلَّه نَسَبَها إلى جَدِّها، تَبْكيهِ في المَواسِم، فقالَ الأَخْنَسُ:

  تُسائِلُ عن حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ ... وعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ بَرِّي: وكان ابنُ الكلْبي بهذا النَّوعِ مِن العلْمِ أكْثَرَ مِن الأَصْمَعيّ.

  ويُرْوَى:

  تُسائِلُ عن أخِيها

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الجِفَنُ، كعِنَبٍ: جَمْعُ الجَفْنَة للقَصْعَةِ، ومَثَّله سِيْبَوَيْه بهَضْبةٍ وهِضَبٍ.

  والجَفْنَةُ: الكَرْمَةُ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وقيلَ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ عن ابنِ سِيْدَه.

  والجَفْنُ: نَبْتةٌ مِن الأَحْرارِ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحةٌ، فإذا يَبِسَتْ تقبَّضَتْ فاجْتَمَعَتْ، ولها حبٌّ كأَنَّه الحُلْبَةُ؛ عن أبي حَنيفَةَ.

  وجَفَنَ الكَرْمُ وتَجَفَّنَ: صارَ له أصْلٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الجَفْنُ: قِشْرُ العِنَبِ الذي فيه الماءُ، ويُسمَّى الخَمْرُ ماءَ الجَفْنِ، والسَّحابُ جَفْنَ الماءِ، قالَ يَصِفُ رِيقَة امْرأةٍ وشَبَّهها بالخَمْرِ:

  تُحْسي الضَّجيعَ ماءَ جَفْنٍ شابَهُ ... صَبيحَةَ البارِقِ مَثْلوجَ ثَلِج⁣(⁣٤)

  أرادَ بماءِ الجَفْنِ الخَمْرَ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٢١ وعجزه:

وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٧٩ برواية: «حول قبر أبيهم» واللسان.

(٣) من شواهد القاموس، والبيت في اللسان والصحاح.

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة.