تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلتب]:

صفحة 342 - الجزء 2

  ضَبْطُهُ في مَحلّه، وأَوْمأْ شيخُنا إِلى أَنّه وَزَنَ المعْلُومَ بالمجهول، ولو عَكَسَ الأَمرَ كان أَنسبَ: الأَبَقُ، عَربيٌّ صحيح. كذا في لسان العرب.

  والقِنَّبُ بهذا الضَّبْط، ومِثْل سُكَّرٍ: نوعٌ، وفي نسخة: ضَرْبٌ من الكَتّانِ، وهو الغَلِيظُ الَّذِي تُتَّخَذُ منه الحِبَالُ وما أَشبهَهَا؛ والعامّةُ يكسرون النُّون، وبعضهم يَفْرِقُ بينَهمَا وفي المِصْباح: القِنَّبُ⁣(⁣١) يُؤْخذُ لِحاهُ ثم يُفْتَلُ حِبالاً، وله لُبٌّ يِسَمَّى الشَّهْدانِجَ. وفي لسان العرب: وقولُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ:

  فَظَلَّ يَذُودُ مِثلَ الوَقْفِ عِيطاً⁣(⁣٢) ... سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْرَاكِ القِنَابِ

  قيلَ في تفسيره: يريد القِنَّبَ، ولا أَدري أَهي لُغَةٌ فيه، أَم بَنَى منَ القِنَّبِ فِعَالاً، كما قالَ الآخَرُ:

  من نَسْجِ داوُودٍ أَبِي سَلّامِ ... وأَراد سُلَيْمَانَ، @

  والقُنَّابَةُ ص الزَّرْعِ، كرُمَّانَةٍ عَصِيفُهُ⁣(⁣٣) عندَ الإِثمار، والعَصِيف⁣(⁣٤) هو الوَرَقُ المُجْتَمِعُ الذّي يكونُ فِيه السُّنْبُلُ، وفي نسخةٍ: الوَرَقُ يَجتمع⁣(⁣٥) فيهِ السُّنْبُلُ.

  وقد قَنّبَ الزَّرْعُ تَقْنيباً: إِذا أَعْصَفَ.

  والمِقْنَبُ، كمِنْبَرٍ كَفُّ الأَسَدِ، ويقال: مِخْلَبُ الأَسدِ في مِقْنَبِهِ، وهو الغِطَاءُ الّذِي يَسْتُرُه كالقَنَابِ ككِتَاب، والقُنْبِ كقُفْل.

  وقُنْبُ الأَسَدِ: ما يُدْخِلُ فيه مَخَالبَهُ من يده، والجمعُ قُنُوبٌ، وهو المِقْنابُ، بالكسرِ، وكذلك هو من الصَّقْرِ والبازي.

  والمقْنَبُ: وعَاءٌ يكونُ للصّائِدِ، أَيْ: مَعَهُ، يَجْعَلُ فيه ما يَصِيدُه⁣(⁣٦) وهو مشهورٌ، شِبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَرِيطَةٍ. والمِقْنَبُ من الخَيْلِ جماعةٌ منه ومن الفُرْسانِ، وقيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلاثِينَ إِلى الأَرْبَعِينَ أَو زُهَاءُ ثلاثِمِائَةً وهذه عن الليث. وقيل: هي دُونَ المائَةِ. وفي حديثِ عَدِيٍّ: «كيف بِطَيِّئٍ ومَقَانِبِها». وفي الكفاية: المِقْنَبُ: جَماعةٌ من الخيلِ تَجْتمعُ للغَارةِ، وجَمعُهُ: مقَانِبُ؛ قال لَبِيدٌ:

  وإِذَا تَوَاكَلَتِ المَقَانِبُ لَمْ يَزَلْ ... بالثَّغْرِ مِنَّا مِنْسَرٌ مَعلُومُ

  قال أَبو عَمْرٍو: المِنْسَرُ: ما بَيْنَ ثلاثينَ فارِساً إِلى أَربعين، قال، ولم أَرَهُ وَقَّتَ في المِقْنَبِ شيْئاً. وفي سجعاتِ الأَساسِ: تقول: هو فارسٌ من فُرْسَانِ العِلْمِ، كُتُبُهُ كَتَائِبُه، ومَنَاقِبُهُ مَقَانِبُهُ.

  وَقَنَّبُوا نحوَ العَدُوِّ تَقْنِيباً، وأَقْنَبُوا إِقْناباً، وكذلك تَقَنَّبُوا، إِذَا تَجَمَّعُوا وصارُوا مِقْنَباً؛ قال ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذَليُّ:

  وأَصْحَابِ قَيْس يَوْمَ سارُوا وَقَنَّبُوا

  (⁣٧) وفي التهْذِيب: وأَقْنَبُوا، أَي باعدوا في السَّيْرِ.

  والقُنَابَة، كثُمامَة: أُطُمٌ بالمَدِينَةِ على ساكنِه أَفضلُ الصلاةِ والسّلامِ، لأحَيْحَةَ بِنْ الجُلَاحِ، نقَلَهُ الصّاغانيّ هكذا، ومرّ له في ق ب ب مثلُ هذا، ويُشَدَّدُ.

  ومن المَجَاز: قَنَبَ فيه: دَخَلَ وقَنَبْتُ في بَيْتِي: دَخَلْتُ فيه، كتَقَنَّبْت كذا في الأَساس، ويقال: اقْنِبْ في هذا الوَجْهِ، أَي: ادْخُلْ.

  وقَنَبَ⁣(⁣٨) العِنَبَ: قَطَعَ عَنْه ما يُفْسِدُ حَمْلَه. وقَنَّبَ الكَرْمَ: قَطَعَ بعضَ قُضْبانِهِ للتّخفِيف عنه⁣(⁣٩)، واستيفاءِ بعضِ قُوَّتِه، عن أَبي حنيفَةَ. وقال النَّضْرُ: قَنَّبُوا العِنَبَ، إِذَا ما قَطَعُوا عنه ما ليس يَحْمِل؛ وما قد يُؤْذِي⁣(⁣١٠) حَمْلَهُ يُقْطَعُ من أَعلاه. قال أَبو منصورٍ: وهذا حينَ يُقْضَبُ عنه شَكِيرُهُ رَطْباً.

  وقَنَبَ⁣(⁣١١) الزَّهْرُ: خَرَجَ عن أَكْمامِه وفي نسخةٍ: كِمامِهِ.


(١) في المصباح: القِنَّب نبات يؤخذ لحاؤه له حبٌّ يسمى الشهدانج.

(٢) «عيطاً» عن اللسان، وبالأصل «غيظاً»

(٣) اللسان: «عصيفته» وفي الصحاح: وتسمى العصيفة القِنَّابة.

(٤) في الصحاح: العصيفة.

(٥) وهي عبارة القاموس المطبوع.

(٦) حكاه، أبو عبيد في المصنف عن القناني.

(٧) وصدره:

عجبت لقيسٍ والحوادث تُعجبُ

(٨) في اللسان: وقَنّبَ.

(٩) كذا في اللسان، وفي الاساس: قَنَب الكرم وقنّبه: قلمه.

(١٠) في اللسان: ما قد أدّى حمله.

(١١) اللسان: وقَنَّبَ.