تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قوب]:

صفحة 343 - الجزء 2

  ومن المجازِ: قَنَبَتِ الشَّمْسُ تَقْنِبُ قُنُوباً: غَابَتْ، فلم يَبْقَ منها شَيْءٌ.

  والقانِبُ: الذِّئْبُ العَوَّاءُ، أَي الصَّيّاحُ.

  والقانِبُ: الفَيْجُ المُنْكَمِشُ، كالقَيْنَابِ؛ والّذي في لسان العرب وغيرِه: أنّ القَيْنابَ هو الفَيْجُ⁣(⁣١) النَّشِيطُ، وهو السِّفْسِيرُ⁣(⁣٢).

  وقِنَابُ القَوْسِ، بالكسر: وَتَرُهَا، نقله الصّاغانيُّ.

  وقِنابُ الزَّرْعِ: الوَرقُ المجتمِعُ المُسْتَدِيرُ في رُؤوسِ الزَّرْعِ، أَي: السُّنْبُلِ أَوَّلَ ما يُثْمِرُ، ويُضَمُّ، أَي: في هذا الأَخير، عن الصّاغانيّ، ولا يَخفَى أَنَّهُ لو ذكرَه عندَ القُنّابَةِ، كرُمَّانَةٍ، كان أَنسبَ، فإِنَّ مَآلَ العِبَارَتَيْنِ إِلى شَيْءٍ واحدٍ، كما هو ظاهرٌ.

  ومن المَجَاز: أَقْنَبَ الرَّجُلُ، إِذا اسْتَخْفَى من غَرِيمٍ له، أَوْ ذِي سُلْطَانٍ، نقله الصّاغانيُّ.

  والمَقَانِبُ: جَماعةُ الفُرْسَانِ، والذِّئابُ الضّارِيَةُ، وهذه عن الصّاغانيّ، لا واحدَ لهذه، أَو جَمْعُ قانِبٍ على غير قِياسٍ.

  وقال أَبو حنيفةَ: القُنُوبُ، بالضَّمّ: بَرَاعِيمُ النَّبَاتِ، وهي أَكِمَّةُ، جمعُ كِمٍّ، زَهْرِهِ، فإِذا بَدَتْ، قيل: أَقْنَبَ.

  وقَنْبَةُ، بفتح فسكونٍ: ة بحِمْصِ الأَنْدَلُسِ وهي إِشْبِيلِيَةُ: لأَنّ أَهْلَ حِمْصَ الّذينَ تَوجَّهُوا إِلى الأَنْدَلُسِ، سكنوها واتَّخَذُوها وَطَناً، فسُمِّيتْ باسْمِ بلْدتِهِم.

  وقُنُبَّةٌ، بضمتين: ة بِاليَمَنِ⁣(⁣٣). * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه: وادٍ قانِبٌ، إِذا كانَ سَيْلُهُ يَجْرِي من بُعْدٍ.

  وقُطِعَ قُنْبُها: إِذا خُفِضَتْ، وهو مجازٌ.

  وأَقْنَبَ: باعَدَ في السَّيْر.

  وأُسْدٌ قَوَانِبُ: أَي دَوَاخِلُ.

  [قنعب]: الْقِنَعْبُ كَسِبَطْرٍ: أَهمله الجَوْهَرِيُّ، والصّاغانيُّ. وفي اللّسان. هو⁣(⁣٤) الرَّغِيبُ الأَكُولُ، النَّهِمُ، الحَرِيصُ.

  [قوب]: القَوْبُ: حفر الأَرضِ شِبْهَ التَّقْوِيرِ كالتَّقْوِيبِ.

  قُبْتُ الأَرْضَ أَقُوبُها، إِذا حَفَرْتَ فيها حُفْرَةً مُقَوَّرَةً، فانْقابتْ هي.

  ابن سيدَهْ: قَابَ الأَرْضَ قَوْباً، وقَوَّبَهَا تَقْوِيباً: حَفَرَ فِيهَا شِبْهَ التَّقْوِيرِ. وقدِ انْقَابَتْ، وتَقَوَّبَتْ.

  والقَوْب: فَلْقَ الطيْرِ بَيْضَه قابَ فانْقَابَتْ.

  والقُوبُ: بالضَّمِّ: الفَرْخُ، ومنه القُوبِيُّ، كما سيأْتي، كالقائِبةِ والقَابَةِ، ج أَقْوَابٌ. ومن المَجَاز في المَثَلِ: بَرِئَتْ أَيْ: تَخَلَّصَتْ، قائِبَةٌ من قُوبٍ، أو: قابَةٌ من قُوَب، كصُرَدٍ، كما قَيَّدَهُ الصّاغانيُّ، أَي: بَيْضَةٌ من فَرْخٍ، قاله ابْنُ دُرَيْدٍ. وهكذا في الصَّحاح ومَجْمَع الأَمثال، وبه عَبَّر الحَرِيرِيُّ في مقاماته. قال أَبُو الهَيْثَمِ: القابَةُ الفَرْخُ، والقُوبُ، البَيْضَةُ، وحُذفتِ الياءُ من القابَةِ، كما حُذِفَتْ مِن الجَابة، فَعْلَة بمعنى المفعول كالغَرْفَة من الماءِ، والقَبْضَةِ من الشَّيْءِ، وأَشباهِهما. يُضْرَبُ مَثَلاً لمن انْفَصَلَ من صاحِبِه. قالَ أَعرابيٌّ من بني أَسَدٍ لتاجِر اسْتخفره: إِذا بَلَغْتُ بِكَ مكانَ كذا وكذا، فَبرِئَتْ قَائِبَةٌ من قُوبٍ، أَي أَنا بَرِئٌ من خُفارَتك.

  ويقالُ: انْقَضَتْ قَائِبَةٌ من قُوبِهَا، وانْقضَى قوبِيٌّ⁣(⁣٥) من قَاوِبَةٍ، معناه: أَن الفَرْخَ إِذا فارَق بيضَته، لم يَعدْ إِليها.

  وقال:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: الفيج المنكمش بفتح الفاء: موصل الأوراق من محل إلى محل، يقال له بمصر: الساعي. ومعنى الفيج المنكمش: الساعي المسرع وقد استغنى الناس عنهم بتحميل خدمتهم على ظهور البواخر والتلغراف برّاً وبحراً إلا نادراً كذا في هامش المطبوعة» يريد نسخة التاج الناقصة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: السفير بالكسر: السمسار فارسية والخادم والتابع والقيم بالأمر المصلح له. وكذا بالناقة والرجل الظريف والعبقري الحاذق بصناعته والقهرمان والعالم بالأصوات وبأمر الحديد والفيج والحزمة من حزم الرطبة تعلفها الإبل، أفاده المجد».

(٣) معجم البلدان: من قرى ذمار باليمن.

(٤) كذا، ولم نعثر على هذا القول المنسوب إلى اللسان.

(٥) بالأصل «قوبا» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله وانقضى قوبا الخ كذا بخطه ولعل الظاهر وانقضى قوب من قائبة» وما أثبتناه عن اللسان.