تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع النون

صفحة 124 - الجزء 18

  وقيلَ: إنَّما يقالُ لها جَوْنَةً عنْدَ الغُرُوبِ خاصَّةً، فلا يقالُ: طَلَعَتِ الجَوْنةُ عَكْس ما قالُوه في الغَزالَةِ؛ كما قالَهُ شيْخُنا.

  * قُلْت: ويدلُّ له قَوْل الشاعِرِ:

  تُبَادِر الجَوْنَةُ أَنْ تَغِيبا⁣(⁣١)

  وعُرِضَتْ على الحجَّاجِ دِرْعٌ فجَعَل لا يَرْى صَفاءَها، فقالَ له أُنَيْسٌ الجَرْمِيُّ، وكان فَصِيحاً: إنَّ الشمْسَ لجَوْنَةٌ، أَي أنّها شَديدَةُ البَريقِ والصَّفاءِ؛ زادَ الأَزْهرِيُّ: فقد قَهَرَتْ لَوْن الدِّرْع.

  والجَوْنَةُ: الأَحْمَرُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الجَوْنَةُ الفَحْمَةُ.

  والجَوْنَةُ: ة بينَ مَكَّةَ والطَّائِفِ.

  والجُونَةُ، بالضَّمِّ: الدُّهْمَةُ في الخَيْلِ مِثْل الغُبْشَةِ والوُرْدَةِ، وهو مَصْدَرُ الجَوْن، كما في الصِّحاحِ.

  والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرَةٌ مُغَشَّاةٌ أَدَماً تكونُ مع العَطَّارِينَ، والأَصْلُ⁣(⁣٢) الهَمْزُ، كما تقدَّمَ عن ابنِ قرقول؛ ج جُوَنٌ كصُرَدٍ.

  وفي الصِّحاحِ: ورُبَّما هَمَزوا.

  وفي المُحْكَم: وكان الفارِسِيُّ يَسْتَحْسنُ تَرْكَ الهَمْزَةِ؛ وكان يقولُ في قَوْلِ الأَعْشَى:

  إذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ ... وكان المِصاعُ بما في الجُوْنُ⁣(⁣٣).

  ما قالَهُ إلَّا بطالِعِ سَعْد، ولذلِكَ ذَكَرْته هنا.

  والجَوْنَةُ: الجَبَلُ الصَّغيرُ. والجُونِيُّ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من القَطا سُودُ البُطونِ والأَجْنِحةِ، وهو أَكْبَرُ مِن الكُدْرِيِّ، تُعْدَلُ جُونِيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْنِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحكَم، بخطِّ الأَصْمَعيّ عن العَرَبِ: قَطاً جُؤْنيٌّ بهَمْز، وهو عنْدِي على توهّمِ حَرَكَةِ الجيمِ مُلْقاة على الواوِ، فكأَنَّ الواوَ مُتحَركةٌ بالضمِّ، وإذا كانت الواوُ مَضْمومَةً كان لَكَ فيها الهَمْزُ وتركُه، وهي لُغَةٌ ليْسَتْ بفاشِيَةٍ، وقَرَأَ ابنُ كثيرٍ: على سُؤْقِه، وهي نادِرَةٌ.

  وفي التَّهْذِيبِ: قالَ ابنُ السِّكِّيت: القَطا ضَرْبان: ضَرْبٌ جُونِيُّ وكُدْرِيُّ أَخْرجُوه على فُعْليِّ، فالجُونيُّ والكُدْرِيُّ واحِدٌ، والضَّرْبُ الثاني: الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، والجُونيُّ ما كانَ أَكْدَرَ الظهْرِ أَسْوَد باطِنِ الجَناحِ مُصْفَرَّ الحلق⁣(⁣٤) قَصِيْر الرِّجْلَيْن، في ذَنَبِه رِيْشات⁣(⁣٥) أَطْول مِن سائِرِ الذَّنَبِ، والغَطاطُ منه: أَسْوَدَ باطِنِ⁣(⁣٦) الجناحِ، واغْبَرَّتْ ظُهورُه غبْرَةً ليْسَتْ بالشَّديدَةِ وعَظُمَتْ عُيونُه.

  والتَّجَوُّنُ: تَبْيِيضُ بابِ العَرُوسِ وتَسْويدُ بابِ المَيِّتِ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ، ¦.

  وجُوَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: كُورَةٌ بخُراسانَ تَشْتَمِلُ على قُرًى كَثيرَةٍ مُجْتَمعةٍ يقالُ لها كُوَيْن فعُرِّبَتْ، منها أَبو عِمرانَ موسَى بنُ العبَّاسِ الجُوَيْنيُّ شيخُ أَبي بكْرِ بنِ خزيمَةَ صنَّفَ على مُسْلم؛ ومنها أَيْضاً الإمامُ أَبو المَعالِي عبدُ المَلِكِ بنُ عبْدِ اللهِ بنِ يوسُفَ الجُوَيْنيُّ، إمامُ الحَرَمَيْن، وشُهْرتُه تُغْني عن ذِكْرِه.

  وجُوَيْنُ أَيْضاً: ة بسَرَخْسَ منها أَبو المَعالِي محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الجُوَيْنيُّ السَّرخسيُّ تَفَقَّه على أَبي الحسَنِ الشرنقانيِّ⁣(⁣٧)، ورَوَى عنه.

  والجَوْناءُ: الشَّمْسُ لاسْوِدَادِها عنْدَ المَغِيبِ.


(١) اللسان والتكملة والصحاح. قال الصاغاني: وهذا الإنشاد مختل والرجز للأجلح بن قاسط الضبابي، وذكر له عدة شطور والشاهد برواية:

وحاجب الجونة أن يغيبا

ونقل صاحب اللسان هذه الرواية عن ابن بري، ونقل عنه أيضاً أن الشعر للخطيم الضبابي.

(٢) في القاموس: «وأصلُهُ» وعلى هامشه عن إحدى النسخ: وأَصْلُها.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٦ واللسان والتهذيب.

(٤) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: الخلق.

(٥) في التهذيب واللسان «كدر»: «ريشتان».

(٦) العبارة بالأصل: «والغطاط منه والكدري والجوني ما كان أكدر الظهر أشعر باطن الجناح ...» فصححناها بما يوافق نص التهذيب، واللسان «غطط».

(٧) في اللباب: الشرمقاني.