[حزن]:
  * قُلْت: قد تقدَّمَ عن الهجريِّ، وعن أَبي عَمْرٍو أَنَّه بالسِّيْن المهْمَلَةِ وأَنَّ واحِدَه حُرْسُونٌ بالضمِّ.
  والحَراشِينُ: السِّنونَ المُقْحِطَةُ، وهذا قد تَقَدَّمَ عن أَبي عَمْرٍو بالسِّيْن المُهْملَةِ.
  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  حَرْشَنٌ، كجَعْفَرٍ: اسْمٌ.
  والحُرْشُونُ، بالضمِّ: جنسٌ مِنَ القُطْنِ لا يَنْتَفِشُ ولا تُدَيِّثُه المَطارِقُ؛ حَكَاه أَبو حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
  كما تَطايرَ مَنْدُوفُ الحَراشِينِ
  والحُرْشُونُ أَيْضاً: حَسَكةٌ صَغيرَةٌ صُلْبةٌ تتعلَّقُ بصوفِ الشَّاةِ.
  [حزن]: الحُزْنُ، بالضَّمِّ ويُحَرَّكُ، لُغتانِ كالرُّشْدِ والرَّشَدِ. قالَ الأَخْفَشُ: والمِثالانِ يَعْتَقِبان هذا الضَّرْب باطِّرادٍ. وقالَ اللَّيْثُ: للعَرَبِ في الحُزْنِ لُغَتانِ، إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا، وإذا ضَمُّوا خَفَّفُوا؛ يقالُ: أَصابَهُ حَزَنٌ شَديدٌ وحُزْنٌ شَديدٌ. وقالَ أَبو عَمْرٍو: إذا جاءَ الحزَن مَنْصوباً فَتَحُوه، وإذا جاءَ مَرْفوعاً أَو مَكْسوراً ضَمُّوا الحاءَ كقَوْلِ اللهِ ø: {وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ}(١) الْحُزْنِ، أَي أَنَّه في مَوْضِع خَفْض. وقالَ: {تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً}(٢)؛ أَي أَنَّه في مَوْضِعِ النَّصْبِ. وقالَ: {أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى}(٣) {اللهِ} ضمُّوا الحاءَ ههنا: الهَمُّ؛ وفي الصِّحاحِ: خِلافُ السّرورِ.
  وفرَّقَ قومٌ بينَ الهَمِّ والحُزْنِ، وقالَ المناوِيُّ: الحُزْنُ الغَمُّ الحاصِلُ لوقوعِ مَكْرُوه أَو فَواتِ مَحْبوبٍ في الماضِي، ويُضادُّه الفَرَحُ.
  وقالَ الرَّاغِبُ: الحُزْنُ خُشونَةٌ في النفْسِ لمَا يَحْصَلُ فيه مِن الغَمِّ. ج أَحْزَانٌ، لا يُكْسَّرُ على غيرِ ذلِكَ؛ وقد حَزِنَ، كفَرِحَ، حَزَناً وتَحَزَّنَ وتَحازَنَ واحْتَزَنَ بمعْنًى؛ قالَ العجَّاجُ:
  بَكَيْتُ والمُحْتَزَن البَكِيُّ ... وإنَّما يأْتي الصِّبا الصَّبِيُّ(٤)
  فهو حَزْنانٌ ومِحزانٌ: شَديدُ الحُزْنِ.
  وحَزَنَهُ الأَمْر يَحْزُنُه حُزْناً، بالضَّمِّ، وأَحْزَنَهُ غيرُهُ، وهُما لُغَتانِ.
  وفي الصِّحاحِ: قالَ اليَزِيدِيُّ: حَزَنَه لُغةُ قُرَيْشٍ، وأَحْزَنَه لُغَةُ تَمِيمٍ، وقد قُرِئَ بهما، اه.
  وكَوْن الثلاثيّ لُغَة قُرَيْش قد نَقَلَه ثَعْلَب أَيْضاً، وأَقَرَّهما الأَزْهرِيُّ، وهو قَوْل أَبي عَمْرٍو، ¦.
  وقالَ غيرُهُ: اللغَةُ العالِيةُ حَزَنَه يَحْزُنه، وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرَأُوا {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}(٥)، وكَذلِكَ قَوْله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ}(٦)؛ وأَمَّا الفِعْلُ اللازِمُ فإنَّه يُقالُ فيه حَزِنَ يَحْزَنُ لا غَيْر.
  وقالَ أَبو زيْدٍ: لا يَقولُونَ قد حَزَنَه الأَمْرُ، ويقولونَ يَحْزُنه، فإذا قالوا أَفْعَلَه اللهُ فهو بالأَلِفِ. ومالَ إليه صاحِبُ المِصْباحِ.
  وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: المَعْروفُ في الاسْتِعْمالِ ماضِي الأَفْعالِ ومُضارِعِ الثلاثيّ، وأَبْدَى له أَصْحابُ الحَواشِي الكشافية والبَيْضاوِيَّة نكتاً وأَسْراراً مِن كَلامِ العَرَبِ وعَدْلاً في إنْصافِ الكَلِماتِ وإعْطاءِ كلّ واحِدَةٍ نَوْعاً مِن الاسْتِعْمال.
  قالَ شيْخُنا، ¦: وكُلُّ ذلِكَ عنْدِي لا يَظْهرُ له وَجْه وَجِيه إذ مَناطُه النَّقْل والتَّعْليل بعْدَ الوُقُوعِ، ا ه.
  وقالَ الرَّاغِبُ في قوْلِه تعالَى: {وَلا تَحْزَنُوا}(٧)،
(١) يوسف، الآية ٨٤.
(٢) التوبة، الآية ٩٢.
(٣) يوسف، الآية ٨٦.
(٤) اللسان والصحاح والأول في الأساس.
(٥) يس، الآية ٧٦.
(٦) الأنعام، الآية ٣٣.
(٧) آل عمران، الآية ١٣٩، وفصلت، الآية ٢٠.