تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خون]:

صفحة 184 - الجزء 18

  أَي: إلَّا ما تَعَهَّدَهُ؛ كذا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمعيِّ.

  والتَّخوُّنُ له مَعْنيانِ: أَحَدُهما النَّقْصُ؛ والآخَرُ العَهْدُ؛ ومن جَعَلَه تَعَهُّداً جَعَلَ النُّونَ مُبْدلَةً مِن اللامِ، يقالُ: تخَوَّنَه وتَخَولَّه بمعْنًى واحِدٍ.

  وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ ¦: وأَمَّا تخَوَّنْته تَعَهَّدْته فمعْناهُ تَجَنَّبْت أَنْ أَخُونَه.

  والخَوْنُ: الضَّعْفُ. يقالُ: في ظهْرِه خَوْنٌ، أَي ضَعْفٌ؛ وهو مجازٌ.

  والخَوْنُ أَيضاً: فَتْرَةٌ في النَّظَرِ؛ ومنه خائِنُ العَيْنِ للأسَدِ لفتورٍ في عَيْنَيْهِ عنْدَ النَّظَرِ.

  وخائِنَةُ الأَعْيُنِ: ما يُسارِقُ من النَّظَرِ إلى ما لا يَحِلُّ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ}⁣(⁣١)؛ أَو أَنْ يَنْظُرَ نَظْرَةً برِيبَةٍ؛ وبه فَسَّرَ ثَعْلَب الآيَةَ؛ ومعْنَى الآيَةِ أَنَّ الناظِرَ إذا نَظَرَ إلى ما لا يَحِلُّ إليه نَظَر خِيانَةٍ يُسِرُّها مُسارقَةً عَلمها اللهِ تعالى، لأنَّه إذا نَظَرَ أَوَّل مرَّةٍ غيرَ مُتَعَمّدٍ خِيانَة غيرُ آثمٍ ولا خائِنٍ، فإن أَعادَ النَّظَرَ ونيَّتُه الخِيانَةُ فهو خائِنُ النَّظَرِ. وفي الحدِيثِ: «ما كانَ لنبيِّ أنْ تكونَ له خائِنَةُ الأعْيُن»، أَي يضْمِرُ في نفْسِه غيرَ ما يظْهِرُه، فإذا كفَّ لسانَه وأَوَمأَ بِعَيْنه فقد خانَ، وإذا كانَ ظُهُور تلكَ الحالَةِ مِن قِبَل العَيْن سُمِّيت خائِنَةَ العَيْن، وهو مِنْ قوْلِه، ø: {يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ}؛ أَي ما يَخُونُون فيه مِن مُسارَقَةِ النَّظَرِ إلى ما لا يَحِلُّ.

  والخُوانُ، كغُرابِ وكِتابٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهريُّ على الكَسْرِ: ما يُؤْكَلُ عليه الطَّعامُ، مُعَرَّبٌ كما في الصِّحاحِ والعَيْن؛ كالإِخْوانِ. بالهَمْزَةِ المكْسُورَةِ لُغَة فيه.

  وفي الحدِيثِ، أَي حَدِيث الدَّابَة: «حتى إنَّ أَهلَ الإِخْوانِ لَيَجْتَمِعُونَ، فيقولُ هذا يا مُؤْمِن، وهذا يا كافِرُ»، هكذا في رِوايَةٍ، والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ؛ أهْل الخِوَانِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:

  ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارَها ... ومَوْضِعِ إِخوَان إلى جَنْبِ إِخْوَانِ⁣(⁣٢)

  ج أَخْوِنَةٌ في القَليلِ، وخُونٌ بالضمِّ في الكثيرِ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: ولا يثقل كَراهِيَّة الضمَّة على الواوِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ونَظِيرُ خِوَانٍ وخُونٍ بِوَانٌ وبُونٌ لا ثالث لهما، قالَ: وأَمَّا عَوَانٌ وعَونٌ فبالفتحِ، وقد قيلَ بُوانٌ بضمِّ الباءِ.

  والخَوَّانُ، كشَدَّادٍ، ويُضَمُّ: شَهْرُ رَبيع الأَوَّلِ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:

  وفي النِّصْفِ مِن خَوَّانَ وَدَّ عدُوُّنا ... بأَنَّه في أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ⁣(⁣٣)

  ج أَخْوِنَةٌ⁣(⁣٤)؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَدْرِي كيف هذا.

  وعِصامُ بنُ خُونِ البُخارِيُّ، بالضَّمِّ، عن القعْنَبيِّ؛ وأَحمدُ بنُ خُونٍ الفرغانيُّ كَتَبَ عن الرَّبيع كُتُبَ الشافِعِيّ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنه، مُحدِّثانِ.

  قالَ الحافِظُ: وأَحمدُ⁣(⁣٥) بنُ خُونٍ خَراسانيٌّ عن زيْدِ العمِّي، وهَرون بن مُسْلم شيْخ لعِصامِ بنِ يوسُفَ لُقِّبَ بأبيهِ خُونٌ.

  * قلْتُ: وهي لَفْظةٌ فارِسِيَّة معْناها الدَّم.

  وخَيْوانُ: د باليمنِ، ليسَ⁣(⁣٦) في الكَلامِ اسمٌ عَيْنه ياء ولامُه واو، وتركَ صَرْفه لأَنَّه اسمٌ للبُقْعةِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: هذا تَعْلِيلُ الفارِسِيِّ.

  وخِينُ، بالكسْرِ: د بطُوسِ عن المَالينيّ، ولكنَّه ضَبَطَه بالفتْح.


(١) غافر، الآية ١٩.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بأنه، يقرأ باختلاس حركة الهاء للوزن».

(٤) بعدها زيادة في القاموس ونصها: «وبهاءٍ: الاسْتُ» وقد استدركها الشارح بعد.

(٥) في التبصير ١/ ٢٧٤ وأبو أحمد.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله؛ ليس الخ، عبارة اللسان: ليس فعلان لأنه ليس الخ».