تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دجن]:

صفحة 188 - الجزء 18

  أرادَ أنَّ نارَ الحربِ لوَّحَتْنا، فَيِنا منها ما بهذا الجِذْل مِن آثارِ الإبِلِ الجَرْبَى.

  وفي الحدِيثِ: «لَعَنَ اللهُ مَنْ مَثَّل بدَواجِنِه»، جَمْعُ داجِنٍ، وهي الشاةُ التي يَعْلِفُها الناسُ في مَنازِلِهم، والمُثْلَة بها أن يَجْدَعها أو يخْصِيَتها.

  وفي حديثِ عِمْران بنِ حُصَيْن، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع مِن حَوْض ولا نَبْت».

  وفي الصِّحاحِ: شاةٌ داجِنٌ إذا ألِفَتِ البُيوتَ واسْتَأْنَسَتْ؛ قالَ: ومِنَ العَربِ مَنْ يقولُها بالهاءِ، وكذلِكَ غَيْر الشاةِ؛ قالَ لبيدٌ، رَضِيَ الله تعالى عنه:

  حتى إذا يَئِسَ الرُّماةُ وأرْسلوا ... غُضُفاً دَاوِجِنَ قافِلاً أعْصامُها⁣(⁣١)

  أرادَ به كِلابَ الصَّيْد.

  وجَمَلٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: سانٍ، أي عُوِّد للسِّناوَةِ، أنْشَدَ ثَعْلَب لهميان:

  بحسن في مَنْحاتِه الهَمالِجَا ... يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا⁣(⁣٢)

  والمَدْجُونَةُ: النَّاقَةُ عُوِّدَتِ السِّناوَةَ، أي دُجِنَت للسِّناوَةِ.

  والدَّجَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: الإبِلُ التي تَحْمِلُ المَتاعَ والتِّجارَةَ، وهو اسمٌ كالجبَّانَةِ، وأوْرَدَه ابنُ سِيْدَه بالرَّاءِ كما سَيَأْتي في رَجَنَ؛ كالدَّيْدَجانِ، عن ثَعْلَب، وقد، تقدَّمَ في الجيمِ.

  والدُّجْنَةُ، بالضَّمِّ⁣(⁣٣)، في ألْوانِ الإبِلِ: أقْبَحُ السَّوادِ، وهو أدْجَنُ، وهي دَجْناءُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  ودَاجَنَة مُداجَنَةً: دَاهَنَهُ.

  وفي الصِّحاحِ: المُداجَنَةُ كالمُدَاهَنَةِ.

  وفي المُحْكَم: هو حُسْنُ المُخالَطَةِ. والدَّاجِنَةُ: المَطْرَةُ المُطْبِقَةُ كالدِّيمَةِ.

  وفي الصِّحاحِ عن أبي زيْدٍ: الدَّاجِنَةُ: المَطَرةُ المُطْبِقَةُ نحو الدِّيمةِ.

  وسَحابَةٌ داجِنَةٌ.

  وداجُونُ: ة بالرَّمْلَةِ فيمَا يظنُّه ابنُ السّمعانيّ، منها: أبو بكْرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عُمَر بنِ عُثْمانَ بنِ أحمدَ بنِ سُلَيْمانَ الدَّاجُونيُّ الرَّمْليُّ المُقْرِئُ عن: أبي بكْرٍ أحمدَ ابنِ عُثْمانَ بنِ شَيْبانَ⁣(⁣٤) الرَّازيّ. وعنه: أبو القاسم⁣(⁣٥) زيْدُ ابنُ عليٍّ الكُوفيّ.

  وأبو دُجانَةَ كثُمامَةَ: كُنْيةُ سِمَاكِ بنِ خَرْشةَ: وقيلَ سِماكُ بنُ أوْس بنِ خَرْشَةَ الخَزْرجيُّ البَيَاضِيُّ الأنْصارِيُّ صَحابِيُّ مَشْهور، رَضِيَ الله تعالَى عنه.

  ودُجْنَى، بالضمِّ أو بالكسْرِ، وقد يُمَدُّ: أرضٌ خُلِقَ منها آدمُ، #، وقد جاءَ ذِكْرُها في سيرَةِ ابنِ إسْحق في انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ، ، مِن الطائِفِ على دَجْناء.

  وجاء في حدِيثِ ابنِ عبَّاس، رَضِيَ اللهُ تعالى عنهما: إنَّ اللهَ تعالى خَلَقَ آدَمَ مِن دجناء ومَسَحَ ظَهْره بنعمان الأرَاك، وكانَ مَسْح ظَهْره بعدَ خُرُوجِه مِن الجنَّةِ بالاتِّفاقِ مِن الرِّوايَات. ورُوِي أنَّه كانَ ذلِكَ في سَماءِ الدُّنْيا قبْلَ هبُوطِه إلى الأرْض، وهو قَوْلُ السّدي؛ وكِلْتا الرِّوَايَتَيْن ذَكَرَهُما الطَّبريُّ، كذا في الرَّوْضِ للسّهيليّ.

  أو هي بالحاءِ المُهْملَةِ، وهكذا هو مَضْبوطٌ في الرَّوْضِ وكُتُبِ السِّيرةِ.

  ودُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ⁣(⁣٦)، كزُبَيْرٍ: أبو الغُصْنِ البَصْريُّ عن عبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مهْدِي.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٧٤ واللسان والصحاح

(٢) اللسان وفيه: «يحسن».

(٣) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: في الإبِلِ.

(٤) في اللباب: شبيب.

(٥) بالأصل: «أبو القاسم عن زيد» حذفنا «عن» بما يوافق عبارة اللباب.

(٦) على هامش القاموس: ذكر المؤلف في الغين أن أبا الغصن ثابت بن دجين عكس ما هنا، قال وليس هو بجحى، كما توهمه الجوهري، أو هو كنيته، وجزم في المعتل بذلك، فقال: جحى كنيته أبو الغصن، دجين بن ثابت، ووهم الجوهري، ا ه. قرافي.