تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دجن]:

صفحة 187 - الجزء 18

  وداثِنُ: ناحيَةٌ مِن غَزَّة الشَّامِ أَوْقَع بها المُسْلمون بالرُّومِ، وهي أَوَّلُ حُرُوبٍ جَرَتْ بَيْنهم.

  ودَثَنٍ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ، عن نَصْر.

  وعُرْوةُ بنُ غزَيَّة الدَّثْنِيُّ، بفتْحٍ فكسْرٍ، عن الضَّحَّاكِ بنِ فَيْروز، ذَكَرَه سَيْف في الفُتوحِ.

  [دجن]: الدَّجْنُ: إلْباسُ الغَيمِ الأَرْضَ.

  وقيلَ: هو إلْباسُه أَقْطارَ السَّماءِ؛ كما في المُحْكمِ.

  وفي الصِّحاحِ: إلباسُ الغَيمِ السماءَ.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: هو ظلُّ الغَيمِ في اليَوْمِ المَطِيرِ⁣(⁣١).

  والدَّجْنُ أَيضاً: المَطَرُ الكَثيرُ. نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن أَبي زيْدٍ؛ ج أَدْجانٌ ودُجُونٌ ودُجْنٌ، بضمِّهما، ودِجانٌ، بالكسْرِ؛ قالَ أبو صَخْر الهذليُّ:

  وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ⁣(⁣٢)

  وقالَ غيرُه:

  حتى إذا انْجَلى دُجَى الدُّجونِ⁣(⁣٣)

  وأَدْجَنُوا دَخَلُوا فيه، أي في الدَّجْنِ، حكَاه الفارِسِيُّ.

  وأَدْجَنَ المَطَرُ والحُمَّى: دَاما، فلم يُقْلِعا أَياماً؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وأَدْجَنَتِ السمَّاءُ: دَامَ مَطَرُها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه:

  من كلِّ سارِيةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ ... وعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها⁣(⁣٤)

  وأدْجَنَ اليَوْمُ: صارَ ذَا دَجْنٍ كادْجَوْجَنَ إذا أضَبَّ فأظْلَمَ، وهو أبْلَغُ مِن أدْجَن.

  ويَوْمُ دَجْنٍ على الإضافَةِ والنَّعْتِ⁣(⁣٥)، ويَوْمُ دُجُنَّةٍ، كخُرُقَّةٍ، وكذلِكَ اللَّيْلَةُ تُضافُ وتُنْعَتُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن أبي زيْدٍ.

  والدُّجُنُّ، كعُتُلِّ والدُّجُنَّةُ كحُزُقَّةٍ، وبكسرتين: الظُّلْمَةُ، والفِعْلُ منه ادْجَوّجَن.

  وقالَ أبو زَيْدٍ: الدُّجُنَّةُ مِن الغَيمِ⁣(⁣٦): المُطْبِقُ تَطْبيقاً الرَّيَّانُ المُظْلِمُ الذي لا مَطَرَ فيه؛ كما في الصِّحاح؛ ج دُجُنٌّ، كعُتُلٍّ. أو الدُّجُنَّةُ: الظُّلْمةُ، هكذا هو مَضْبوطٌ كحُزُقَّةٍ.

  والدُجُنُّ، كعُتُلِّ، الدَّجْنُ، بالفتْحِ، أو الدُّجُنَّةُ، كخُرُقَّةٍ: الظَّلْمَاءُ، وتُخَفَّفُ؛ وهكذا هو في كتابِ سِيْبَوَيْه، فإنه قالَ: الدُّجْنةُ بالضمِّ، والجمْعُ دُجُنٌ؛ وفسِّرَه السِّيرافيّ بالظَّلْمةِ.

  وفي الصِّحاحِ؛ والجمْعُ دُجَنٌ، أي كصُرَدٍ، ودُجُنَّاتٍ بضمَّتَيْنِ وبضمِّ وفتحٍ، كذا هو مَضْبوطٌ بالوَجْهَيْن.

  والدُّجُنَّةُ، كخُرُقَّةٍ: إلباسُ الغَيمِ الأرضَ، وتَكاثُفُه.

  وليلَةٌ مِدْجانُ، بالكِسْرِ: أي مُظْلِمَةٌ.

  ومِن المجازِ: دَجَنَ بالمكانِ دُجُوناً، بالضَّمِّ: أقامَ به وألِفَه؛ ومنه دَجَنَتِ الحمامُ والشَّاءُ⁣(⁣٧) وغيرُهُما كالإبِلِ: ألِفَتِ البُيُوتَ ولَزِمَتْها، وهي داجِنٌ؛ كما في المُحْكَم.

  وقيلَ: دَاجِنَةٌ أيضاً، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ ج دَواجِنُ؛ وقالَ الهذليُّ:

  رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ حتى كأنَّنا ... جِذالُ حِكاكٍ لَوَّحَتْها الدَّواجِن⁣(⁣٨)


(١) عن التهذيب واللسان وبالأصل «المطر».

(٢) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٢٧ برواية: «يوم هاطلِ» فالبيت من قصيدة لامية مطلعها:

بكر الصبي عنا بكور مزايل ... عجل الشباب به فليس بقافلِ

والمثبت كرواية اللسان، وصدر في الديوان واللسان:

ولذائذ معسولةٍ في ريقة

(٣) اللسان بدون نسبة، وفي المقاييس ٢/ ٣٣٠ قال حُميد وفيها برواية: «حتى إذا انجلت» ... وفي المجمل: كقول حميد الأرقط.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٤ واللسان والصحاح.

(٥) في القاموس: وعلى النَّعْتِ.

(٦) في القاموس: «والغيمُ المُطْبِقُ».

(٧) في القاموس: والشاةُ.

(٨) اللسان.