تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دخشن]:

صفحة 192 - الجزء 18

  وزادَ ابنُ حَبَّانٍ: هو منْ أهْلِ مِصْرَ، ورَوَى عنه بكْرُ ابنُ سوادَةَ.

  وقالَ الحافِظُ: وابْنُه عامِرُ بنُ دُخَيْن رَوَى عن أبيهِ.

  وادَّخَنَ الزِّرْعُ، على افْتَعَلَ: اشْتَدَّ حَبُّه، وذلِكَ إذا عَلَتْه كدْرَةٌ قَلِيلَةٌ.

  ومِن المجازِ: دَخَنَ الغُبارُ دُخُوناً: أي سَطَعَ وارْتَفَعَ؛ ومنه قوْلُ الشاعِرِ:

  اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أكْسائِها ... أهْوجُ مِحْضِيرٌ إذا النَّقْعُ دَخَنْ⁣(⁣١)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  دَخِنَ الطَّبيخُ، كفَرِحَ: إذا تَدَخَّنَتِ القِدْرُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وشَرابٌ دَخِنٌ، ككَتِفٍ: مُتَغَيِّرُ الرَّائِحَةِ؛ قالَ لبيدٌ:

  وفِتْيانِ صِدْقٍ قد غَدَوتُ عليهِمُ ... بلا دَخِن ولا رَجِيعٍ مُجَنَّبِ⁣(⁣٢)

  والمُجَنَّبُ: الذي باتَ في الباطِيَة.

  والدُّخانُ: الجَدْبُ والجُوعُ، وبه فَسِّرَ قوْلُه تعالَى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ}⁣(⁣٣) أي بجَدْبٍ بَيِّن.

  يقالُ: إنَّ الجائِعَ كانَ يَرَى بَيْنه وبَيْن السَّماءِ دُخاناً مِن شدَّةِ الجُوعِ.

  وقيلَ: بل قيلَ للجُوعِ دُخانٌ ليُبْسِ الأرْضِ في الجدْبِ وارْتِفاعِ الأرْض⁣(⁣٤)، فشبّهَ غُبْرتها بالدّخانِ؛ ومنه قيلَ لسَنَةِ المجاعَةِ: غَبْراءُ، وجُوع أغْبَرُ. ورُبَّما وَضَعتِ العَرَبُ الدُّخانَ مَوْضِع الشَّرِّ إذا عَلا فيقولُونَ: كانَ بَيْننا أمْرٌ ارْتَفَع له دُخانٌ.

  وتَدَخَّنَ الرَّجلُ بالدُّخْنةِ وادَّخَنَ على افْتَعَلَ ودَخَّنَ بها غيرَهُ؛ قالَ:

  آلَيْتُ لا أدْفِن قَتْلاكُمُ ... فَدَخِّنوا المَرْءَ وسِرْباله⁣(⁣٥)

  ودَخَنُ الفتْنَةِ، محرَّكةً: ظُهُورُها وإثارَتُها.

  وخُلُقٌ دَاخِنٌ: فاسِدٌ.

  وحَطَبٌ دَاخِنٌ: يأْتي بالدُّخان.

  وأبو الحَسَنِ عليُّ بِنُ عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حمْدَان بنِ دُخَان البَغْدادِيُّ، كغُرَابٍ: محدِّثٌ رَوَى عنه عبْدُ العَزيزِ الأزجيُّ، وماتَ⁣(⁣٦) سَنَة ٣٠٦.

  وأبو البَرَكَات ليثُ بنُ أحْمدَ البَغْدادِيُّ المَعْروفُ بابنِ الدُّخْني، بالضمِّ: محدِّثٌ، ذَكَرَه المنذرِيّ في التكْمِلَةِ وضَبَطَه وقالَ: ظُنَّ أنَّه مَنْسوبٌ إلى الدّخنِ الحَبَّةِ المَعْرُوفَة.

  ووادِي الدّخان: بَيْن كفافةَ والوجهِ.

  [دخشن]: الدَّخْشَنُ، كجَعْفَرٍ والشِّيْنُ معجمةٌ: أهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ الفَرَّاءُ: هو الخِدَبَّةُ⁣(⁣٧)؛ وأنْشَدَ:

  حُدْبٌ حَدابيرُ من الدَّخْشَنِّ ... تَرَكْنَ راعِيهِنَّ مثلَ الشَّنِّ⁣(⁣٨)

  قالَ الأزْهرِيُّ: والدَّخْشَنُ في الكلام، لا يُنوَّن، والشَّاعِر ثقَّل نُونَه لحاجَتِه إليه.

  والدَّخْشَنُ: الرَّجُلُ الغليظُ؛ عن ابنِ سِيْدَه.

  قالَ الأزْهرِيُّ: ويُضَمُّ ويقالُ إنَّه مِنَ الدَّخْشِ والنُّونُ زائِدَةٌ.

  والدُّخْشُنُ، كقُنْفُذٍ: اسمُ⁣(⁣٩) رجُلٍ كالدَّخْشَمِ بالميمِ.


(١) اللسان والأساس والتهذيب بدون نسبه، ونسبه صاحب اللسان في مادة لحم لامرئ القيس. ولم أجده في ديوانه.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٧ واللسان والتهذيب.

(٣) الدخان، الآية ١٠.

(٤) اللسان: الغبار.

(٥) اللسان.

(٦) قيد وفاته ابن الأثير في اللباب بالحروف سنة ست وأربعمئة.

(٧) في اللسان: «الحَدَبَة» ومثله في التكملة.

(٨) اللسان والتكملة، قال الصاغاني: ثقل النون للضرورة.

(٩) في القاموس: اسمٌ بالرفع منونة، وأضافها الشارح فخففها.